والد السيدة ف رحمه الله كان والد السيدة ف رجلا محترما محبوبا من كل من حوله ..توفي احد ابنائه من التعذيب في سجون العادلي فلم يحتمل الرجل المكلوم الصدمة ومات بعدها بشهور تاركا خلفه احزانا كالجبال . كان قبل وفاته يتألم ويبكى ويردد : مات ابنى الشهم العظيم ولم يبق حولي الا النساء وكان يقصد بذلك ان ابنه الآخر لا ينتمى لطائفة الرجال من قريب او بعيد . زاره الدكتور مصطفي في قبره مرتين .احداهما كانت السيدة ف مازالت في عصمته اما الزيارة الثانية فكانت بعد كارثة عبده بساريا .. في الزيارة الثانية وقف الدكتور مصطفي يخاطب والد السيدة ف قائلا : جئت اليك وانا أعلم انك تسمعني ..جئت اليك شاكيا ومعتذرا .. اما الاعتذار فمبعثه اننى لم اعد ادعو لك في صلاتى لأننى لاأريد ان اذكرا اسما يذكرنى بها وهذا أمر يحزنني فقد ظللت ادعو لك بالرحمة والمغفرة عشر سنوات ولكنني الآن لا أريد ان يمر بخاطري ذكري منها وأرجو ان تقبل اعتذاري وأسفي أما شكواي فقد جئت ابثها لك مما فعلته ابنتك من تلطيخ لشرفي في الوحل وانت اكثر من يعلم الآثار المرعبة علي رجل ذي عزة وشرف ومروءة حين تذهب زوجته من وراء ظهره وتسهر مع كلب أجرب وتقضي السهرة معه وتتناول طعام العشاء ثم تعود معه في سيارته وهي مازالت في عصمتي . اعلم انك لابد تألمت مثلي وأكثر منى لأننا عهدناك ذا شرف وكرامة وايمانا بالله ورسوله . أشكو اليك زوجتك التى عاتبتها فلم تزد الا ان قالت ( عبده مش غريب ) أشكو اليك ابنتك التى كانت زوجتي وفتحت لها خزانة اسراري فباحت بها فنشرتها أختها علي قارعة الطريق . أشكو اليك ابنا ديوثا لم يقشعر بدنه لخيانة أخته وأنكر كل معروف أسديته اليه ما أشد عجبي وذهولي انك انت الرجل الشهم الكريم العظيم ليس لك من ورثتك الا هؤلاء الرعاع .لم يشذ أحد منهم عن قاعدة الانحطاط والوضاعة ..الآن فهمت لماذا قبضك الله اليه مبكرا لأنه ماكان لك ان تقضي بقية عمرك في بلاعة الصرف الصحى . أشكو اليك خديعتي في ابنتك التى أكرمتها فبادلتنى جحودا ونكرانا و أخلصت لها فردته الي خيانة وغدرا ….أشكو اليك تدهور حالتى الصحية بشكل يتعجب منه كل الاصدقاء والمقربين ..ولا يقولون لي الاجملة واحدة ( ان هي الا امرأة خائنة وقد ألقيت بها الي قاع القمامة فما الذي يحدث لك ؟!! ويتعجبون من تدهور احوالي ولا يعلمون ان الخيانة نار في القلب وهوان في الفؤاد وجحيم في الوجدان . أدعو الله ان يرحمك رحمة واسعة وان يجعل مستقرك في الفردوس الأعلي من الجنة ..ومرة أخري اغفرلي تقصيري في الدعاء لك . انصرف الدكتور مصطفي ودموعه تحجب عنه الرؤيا الواضحة فيمم شطر مسجد السيد البدوى وصلي ركعتين ودعا الله ان يجعل له من ضيقه فرجا ومن همه مخرجا . في تلك الليلة جاءه والد السيدة ف في الرؤيا حزينا باكيا ملتاعا وقد بللت دموعه لحيته وخاطب الدكتور مصطفي قائلا : لقد كنت عفيفا رقيقا في حلمك وغضبك ..أعترف لك اننى كنت سعيدا في السنوات السابقة التى كانت تصلنى فيها دعواتك بالرحمة والمغفرة وكنت اتباهي علي زملائي في القبور بدعواتك ..لم يكن يفعلها ابنى الديوث ولا زوجتى .وكانت بناتى قلما يذكرننى بالدعاء ..جئت الي معتذرا بينما نحن كلنا مدينون لك بالاعتذار .. اعترف لك ان ابنى خالي الوفاض من الشرف والمروءة وكل ما شغله وأغضبه انك ضربت أخته ولا يعلم الديوث ان هكذا يفعل الرجال فمتى يعاقب الرجل امرأته ان لم يعاقبها في مثل تلك المواقف ولكنه ديوث لا يعرف شيئا عن الشرف والعرض أما ابنتى ( وانا هنا لا ادافع عنها ) فلم تفعل ما فعلت بدافع الخيانة …صدقنى فأنا محيط بالأمر كله من جوانبه ..لقد فعلت ما فعلت بدافع عبادتها للمال وهذه صفة حقيرة ورثتها عن امها …لقد بحثت ابنتى الأمر مع نفسها ووجدت انه لم يعد لديك ما تستطيع ان تستنزفه منك وجاء عبده بساريا في التوقيت المناسب لها فقررت ان تفض الصفقة الاولي وهي زواجك منها ثم تستنزف وتمص دماء عبده بساريا حتي آخر قطرة من دمه ..صدقنى هذه هى الحقيقة .. لم تكن ابنتى مغفلة ولا ساذجة بحيث ترتكب حماقتها الشنعاء وهي تنوى الاحتفاظ بك فهي اكثر ذكاء وحيطة من ذلك ..لقد نفضت يديها منك وأرادت ان تدخل في صفقة جديدة مربحة في تصورها ولكن اراد الله ان يخيب مسعاها ففقدت كل شيئ . قاطعته وقلت له ولكن الخيانة لا تهبط من السماء دفعة واحدة ولكنها دائما تأتى متدرجة فاليوم في مطعم فيش هاوس وغدا في الاسكندرية وبعد غد في فندق والعياذ بالله ..فرد قائلا : كلامك مقنع ومنطقي تماما ولكنك نسيت ان القرآن الذي تحمله بين ضلوعك حفظك من هذا السيناريو البشع فتم اكتشاف الكارثة قبل مرور أربع وعشرين ساعة . كان من الممكن ألا تقابل البنت الصغيرة أباها اذا ذهبت قبله او بعده بربع ساعة ولكن ارادة الله ان يلتقيا في نفس التوقيت كما قال الحق في سورة الأنفال ( ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضى الله أمرا كان مفعولا ) انا لا أقلل من فداحة مافعلته ابنتى المجرمة في حقك فما فعلته هذه الخنزيرة يصح في عالم المال والأعمال وهو الا تنتهي من صفقة الا بعد ان تبرم صفقة رابحة جديدة ولكنه لا يصلح ولا يصح ولا يجوز ان يحدث في عالم الشرف والعفة والفضيلة. أما احزانك وآلامك التى تمر بها فانها ابتلاء من الله عز وجل وربما جعل الله للعبد مكانة لا يبلغها بعمله فيصب عليه البلاء صبا لترتفغ درجاته الي اعلي عليين ..ويحزننى أن أسوق لك رؤيتى لماهو قادم فانك لن تتعافي من هذه الآثار المدمرة رغم انك عميد الاطباء وكبيرهم ورائدهم الا اننى اري ان الله ربما ارادك الي جواره في مقعد صدق عند مليك مقتدر في مكان تشرف به في اعلي الجنان بعيدا عن الرعاع والخونة والفسقة . اما ابنى فلا تلق له بالا لو كان رجلا بحق لظل لك خادما ابد الدهر بعد ان حضرت ولادة زوجته وهو في الغربة ووقفت بجوارها تشد أزرها ثم تسلمت الوليد من اطباء التوليد وأجريت له ما يفعله الاطباء وانت عميدهم الذي لا يتدخل في مثل هذه الصغائر ثم قمت برفع الاذان في اذن الوليد اليمنى ثم رفعت الاقامة في اذنه اليسري وظللت تتابع حالته الصحية وأخفيت عنهم خبر العيب الخلقي في القلب حتي تعافي الوليد برعاية الله ثم برعايتك …لو كان ابنى رجلا لجعل نفسه بعد هذا الموقف خادما لك الي الابد ولحرم علي نفسه الجلوس بين يديك لو كان ابنى رجلا لقبل قدميك علي ما فعلته مع والدته في العمليات الجراحية المتتالية والتى كان الاطباء يقفون علي ساق واحدة اكراما لاستاذهم وعميدهم لوكان ابنى رجلا لانحني علي ركبتيه امامك بعد اصرارك المستميت علي اجراء القسطرة القلبية التى انقذت امه لو كان رجلا لعلم ان استضافتك لوالدته شهورا واصرارك القاطع علي عدم مغادرتها حتي انها هربت خلسة من ورائك اقول لو كان رجلا لعلم ان الرجل الذي يستميت من اجل ابقاء حماته عنده شهورا ليس له نظير الا في الاساطير لا يسعني الا ان اقول لك انني بريئ منه ومن افعاله واشدها علي نفسي مرور حادثة عبدة بساريا بسلام .لقد كان ديوثا وضيعا لم يثر لشرف ابيه واخته وزوجها . اما زوجتي فلن اقول لك عنها شيئا الا انها كانت شريكة ابنتى في تدبير كارثة عبده بساريا وذلك لعبادتهم للمال كما قلت لك. انصرف الرجل الكريم وقال لي لا بد ان اذهب الي ابنتي الليلة . وفي تلك الليلة فرحت به ابنته فاستقبلته بالسلام فرد عليها قائلا : لا سلمك الله ولاعافاك ولا بارك فيك . لقد مرغت وحل زوجك وابيك في الوحل ..لو كنت تريدين صفقة مادية جديدة لكان من الشرف ان تطلبي الطلاق من الدكتور مصطفي وكان سيلبي طلبك علي الفور ثم تذهبي مع عبدة بساريا في ستين داهية كنت تدبرين للايقاع بعبده بساريا بينما شرف الدكتور مصطفي تحت حذائك لا تعبئين به ما اوقحك وما اقذرك ..هل هذا ما علمته لك ..هل علمتك ان تسهري مع جربوع وتتناولي السم الزعاف معه من وراء زوجك وانت في عصمته . من الذي علمك هذا الفجر وذلك العهر . وعندما فاتحك الدكتور مصطفي كنت تضحكين برقاعة كانك لم ترتكبي حدثا تخر له الجبال هدا وشاء ربك ان تضيع كل خططك القذرة فاصبحت الآن جربوعة لا يرضي بك الا رعاع القوم بعد ان كنت السيدة الاولي في طنطا وقرينة عميد الاطباء الذي يخطب المحافظ والنواب والاعلام وده هنيئا لك ما فعلتيه بنفسك وأريد ان اخبرك اننى بريئ منك ومن أخيك الديوث الي يوم القيامة اما الدكتور مصطفي فانا اعلم اننى سألقاه قريبا وسيكون عوضا لي عن رعاع تركتهم يحملون اسمى فجللوه بالفضائح والعار .