كان استهداف عشرات المصلين وقتلهم بهذه الصورة الوحشية بنيوزلاندا، أثناء قيامهم بأداء صلاة الجمعة بمسجدين بمنطقتى “دينز أفينيو”، وآخر “بضاحية لينوود” المجاورة بدماء باردة، وهو مستمتعاً بصوت الموسيقى، ثم تصوير العملية البشعة بطريقة لافتة للأنظار بأسلوب جديد، كألعاب النت التي يستخدم بها الأسلحة النارية، وكأنها شيء يحاكى الواقع، من شخص بالعشرينات استرالى الأصل، مُدرِب لياقة بدنية سابق، مواصفات خاصة جدا، وخلفية تؤكد عنصريته كيميني متطرف، كاره لتواجد الأجانب مثل العرب، والمسلمين والملونين (على حد تعبيره ) في بلاد الغرب، المتحضر المسالم، وان بلاده لن تكن للمهاجرين وستظل للرجال البيض البشرة، وما إلى ذلك من دوافع .. واتضح بعد ذلك انه تواجد في تركيا عدة مرات، ونشرت له صورة مع الدواعش .. اذا افترضنا أن هذا الحادث الإرهابي هو بالفعل تأكيد على انتمائه اليميني وتشدده ، وانها حالة فردية ، إذن كيف نفسر ظهور سلسلة متشابهة من الحوادث الإرهابية المتتالية، بنفس ( التوقيت الذى تقوم بها حكومة نيوزلاندا بمواساة أهل الضحايا والإعتذار للمسلمين من خلال منهج انساني متحضر)، ظهرت الحوادث بمناطق متعددة بالعالم ، اعتداءات على مسلمين وعرب بانجلترا ، غيرهم من ضحايا في هولندا ثم إيطاليا وقبلها كان هناك ضحايا بألمانيا وغيرها .. هذه الأحداث تجعلنا نستدعى بذاكرتنا، ما حدث بالمنطقة العربية من هجرات جماعية لملايين من اللاجئين، زحفوا نحو دول الحدود، منهم من استقبلتهم مصر وهم بالملايين، و آخريين تفرقوا بين باقي الدول العربية المستقرة نوعاً ، اما الباقي فقد زحفوا نحو تركيا والغرب .. في تلك اللحظة أدركت الدول التي تآمرت على المنطقة العربية حجم الكارثة التي أخطأوا في تقديرها ، فاستوعبوا منهم قدر ما يريدون، وحاولوا التملص من باقي هذا الزحف ، فكانت ردود الأفعال في العالم عظيمة، مستنكرة قراراتهم التي هي ضد الإنسانية !! .. بدأ التفكير في أسلوب آخر بعيداً عن الحكومات ، وهو أن يدسوا بعض المتشددين و العملاء المرتزقة بين الشعوب تحت عنوان (الفكر العنصرى المتشدد ) ليقوم بأعمال إرهابية في محاولة لإيقاف زحف المهاجرين، واللاجئين ، ليكون سبيلهم الوحيد هو العودة ، واللجوء لباقي دول الجوار التي تعانى من التحديات الاقتصادية، والتي تواجه الإرهاب بالمنطقة فيزيد الضغط عليها ، فتضعف ويسهل السيطرة عليها .. قد يقول البعض أننى اتجه لنظرية المؤامرة في تحليلاتى بدليل ان العنصرية موجودة من قديم الأزل ، أقول هي موجودة نعم ولكنها نشطت الآن كفكرة وكسلاح، هل أمامنا تحليل أكثر معقولية، أو واقعية في هذه المرحلة، التي تشهد اعترافات أكبر المسئولين بالغرب، بما تم بذله من مليارات في سبيل تنفيذ أكبر مؤامرة في التاريخ على المنطقة العربية والشرق الأوسط ونرى فى زحمة الحوادث الإرهابية العنصرية ، نجد عملية اقتناص علنية للجولان .. هي حرب فكر، وأسلحة غير تقليدية ، وما يعتقد الغرب انه كمين يضعفنا فبالفكر الإستباقي، بتواجدنا القوى داخل القارة السمراء وتعدد تحالفاتنا وتنوعها حول العالم، وبتحالف القوى المعنية بمصير الأمة والوطن، سيكون هناك كل الخير للمنطقة، علينا أن نؤمن بوطننا لأنه هو القادم بكل قوة وبالفكر،والتخطيط الراسخ السليم .. نحن لها بإذن الله وتحيا مصر.