من منا لم يتعرض فى مشوار حياته للوم اللائمين وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين,ومن منا لم يكن مثار إهتمام من البعض يحصون عليه أنفاسه يتابعون خطواته فى الحياة سواء كانت ناجحة أو فاشلة ويتمنون أن يحصلوا على ماحصل عليه من نعم قد أنعم بها الله سبحانه وتعالى عليه ومن منا لم يستمع الى بعض الأقاويل والأمثال الشعبية التى قيلت على الآخرين من بعض الحاسدين والحاقدين مثل”يعطى الحلق للى بلا آذان , أو يعطى الحلاوة للى بلا أسنان,أو الشرير يكسب والطيب يخسر وغيرهم”ومن منا لم يرى ويلمس وقوع البعض فى فخ المقارنة مع الآخرين مثل”فلان يملتك سيارة وأنا لا,أو هى أم ولديها أطفال ذكور وإناث وأنا عقيم,أو فلان ناجح فى عمله وعلاقاته حسنه بزملاءه وأنا لا رغم أننا متساويان فى التعليم والخبرة,أو فلانة محبوبة وأنا لا رغم أننى أجمل منها,أو هذا لديه المال والاولاد وربنا أعطاه كل شىء وحرمنى منه… الى غير ذلك من المقارنات التى قد تتم من البعض تجاه البعض الآخر… الأغلبية من البشر يشعرون بعدم العدالة لحصول شخص ما على ما لايستحقه بنظرهم ويحزنون على أنفسهم لعدم حصولهم على ماظفر به غيرهم فنجدهم يتتبعون أخبار غيرهم ممن يعتقدون بأنهم محظوظين ويسعدون لسماع أي خبر غير سار يخصهم لكي تهدأ نفوسهم ويبرد بركان الغل الذي توهج في صدورهم ولو أنهم ركزوا على أنفسهم وطهروا قلوبهم من تلك المشاعر السلبية لشعروا ببركة الله تعم في حياتهم إلا أنهم اختاروا النفس الشيطانية الحقودة الساخطة لذا فلن يكسبوا إلا المزيد من السخط وهذا حال الحسود. المقارنة بالآخرين هى عادة مذمومة تؤدي إلى سرقة المتعة من حياتنا ولو فكر من يعتنق هذه العادة سيجد انه المتضرر الاساسى منها ولتأكد من أنها غير مجدية على الاطلاق لاسباب عدة منها انه سيجد ان دائرة المقارنات لا تنتهي فسيجد دوما من هو أفضل منه والنتيجة ستكون ضياع وقته فى مقارنات لانهاية لها,كما أن ما يحدث في المقارنة هو أننا نضع نقاط ضعفنا في مواجهة نقاط قوة الآخرين وهي معاملة غير عادلة للذات لما فيها من تجاهل نقاط القوة والتركيز فقط على نقاط الضعف وقد نكتشف بعدها اننا اضعنا على انفسنا فرصة الاستمتاع بالحاضر وامكانية ابراز نقاط قوتنا وستكون النتيجة تدهور الحالة المزاجية والشعور بالاستياء من انفسنا لان المقارنات تضعنا تحت ضغط عصبى مما يؤدى الى فقدان جاذبيتنا وكرامتنا وكبريائنا ولابد أن نعى جيدا ان الحياة ليست سباق مع الاخرين فالله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين لكل شخص مايميزه عن الاخرين والانشغال بمتابعة احوال الاخرين ستضيع عليك فرصة ابراز نقاط تميزك وقوتك. وحتى نتفادى الاضرار السلبية للمقارنة بالاخرين والتحرر من هذه العادة المقيتة علينا ان نتيقن بانها عادة ضارة ويجب التخلص منها وكن على علم وثقة بنجاحاتك وقدراتك التى ستمكنك من تحقيق المزيد من النجاحات وركز على الاشياء الاهم فى حياتك وتذكر دائما انه لايوجد احد كامل ولا أحد يحيا حياة خالية من الألم تماماً، فالانتصار يتطلب منا أن نتجاوز العقبات حاول أن تتعلم من الآخرين واذا كانت المقارنة سلوك لا بد منه في حياتك فحاول أن تلاحظ في الآخرين تلك السلوكيات التي تحفز التغييرات الإيجابية فيك وتلك التي تؤثر سلباً فتبتعد عنها واعمل جاهدا على الاعتناء بصحتك البدنية والعاطفية والروحية وتعلم بان تحتفى بما حققته من تطورات فى حياتك من دون أن تقارنها بما لدى الآخرين تلذذ بالنعم التي منحك الله إياها، واشعر بقيمتها، واحمد الله عليها بنية صادقة، واطلب منه أن يبارك لك بها ويزيدك من فضله ونعمه.