لايخلو مجتمع من المجتمعات من الحاسدين والحاقدين الذين يتمنون زوال النعمة من الآخرين والحصول عليها بدلاً منهم ويظل الحاسد فى هم وغم ونكد لاينعم بحياته ولايتمتع بما أنعم به الله سبحانه وتعالى عليه غير راض بقضاء اه ر لا يركز سوى فى كيفية القضاء على المحسود والتشفى فيه فى حال فقدانه نعمة من النعم التى انعم اه ا سبحانه وتعالى بها وتراه دائم المقارنة بينه وبين المحسود مما يولد غضبا وحقدا يدف عه الى الدخول معه الى حلبة الصراع الأعمى ليس ليثبت أنه الأفضل ولكن ليحرم هذا المحسود مما أنعم به الله سبحانه وتعالى عليه. قد يكون الحسد للمال او الجمال او الصحة او الصبر او الذرية الصالحة أو محبة الناس او الاخلاق الكريمة او المكانة الاجتماعية اوالعلمية ويرجع الحسد الى الشعور بالنقص وعدم الكفاءة كما يرجع للأسف الشديد الى إنعدام التربية واذا زادت ظاهرة الحسد عن حدها من الممكن ان تخلف فى قلب الحاسد الحقد والغل والكره الذى يدفعه الى الكيد والظلم لغيره مما يؤدى الى تفشى الصراعات فالحاسد شخصية بغيضة مكروهة أعمى القلب تتلاعب به الظنون حتى يصل إلى درجة الاعتقاد أن المحسود اغتصب حقا من حقوقه فيزداد الحقد في قلبه حتى تعمى بصيرته ، وكما قال الشاعر: وشر الناس في الدنيا حسود يظل لكل ساقطة يصيد شغوف بالسفاسف أين صارت به قدماه عنه لا يحيد يكيل لغيره ظلما وزورا ويجني مرارات الهوان بما يكيد ومن في جوفه نار تلظى تدفق بين شدقيه الصديد وفى الغالب يلجأ الحاسد الى الحيل الخادعة لمن يحسده فيعقد معه صداقة حتى يطمئن له المحسود ويظل يصيد له بالمكر والضلال ، ويظن أنه قد أحرز هدفا ويحرص كل الحرص على التعرف على كل كبيرة وصغيرة فى حياته حتى يستطيع أن يوجه سهامه الى قلب المحسود بشكل دقيق وماهر فتجده يمطره بالكلام المعسول والمدح واظهار المحبة المزيفة حتى يعتقد المحسود انه استطاع ان يحصل على صديق واخ لم تلده امه فيرتمى فى أحضانه ويستأمنه على ماله وولده وأرضه وعرضه . والحسد ثابت بالكتاب والسنة ، قال تعالى : ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما … ) ، وقال تعالى : ( ومن شر حاسد إذا حسد . )صدق الله العظيم . وللوقاية من الحسد يستحب للمسلم أن يقرأ الرقية الشرعية ، وأن يردد الأدعية المأثورة في الصباح والمساء فهي علاج ووقاية في نفس الوقت ، وإذا ما تكرر حسد الحاسد وزاد حقده على المحسود ، فليصبر المحسود على إيذاء الحاسد ، فإن حسد الحاسد وحقده سوف يعود عليه بإذن الله ، وفي هذا يقول الشاعر : اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله فالنار تأكل نفسها إن لم تجد من تأكله "اللهم طهر قلبي من كل خلق لا يرضيك، اللهم طهر قلبي من الغل والحقد والحسد والكبر، اللهم طهر قلبي من كل سوء ، ومن كل أذى ، ومن كل داء".