يحكى أنه فى قديم الزمان كانت مملكة واسعة يحكمها ملك كريم القلب يحب شعبه ويحبه وكان يعيش مع زوجته فى قصرهم أجمل ايام إلا أن عدم وجود اطفال فى حياتهم كان هو ما يعكر عليهم حياتهمم . وبعد مرور عدة سنوات رزقهم الله طفلة جميلة ففرحا بها فرحاً كبيراً وقرر الملك أن يقيم حفلاً كبيراً يحتفل فيه بميلاد ابنته ، ودعا إلى الحفل عظماء وكبراء ورجال البلد ودعا كذلك سبع جنيات حتى يدعو لإبنته بالأمنيات الجميلة ووضع فى صحن كل جنيه صرة صغيرة منلوءة بقطع من الذهب . وأثناء الحفل دخلت جنيه عجوز كان الكل يعتقد أنها ماتت من سنين ، فلما رأها الملك رحب بها ودعاها إلى الجلوس ، جلست ورات فى صحن كل الجنيات صرة صغيرة مملوءة بقطع من الذهب أما هى فلا يوجد لها فغضبت غضب شديد وأقسمت بالشر ، وكانت تجلس بجوارها الجنيه السابعة فاحسست بالشر ناحيتتها فقررت أن تختفى وتؤجل أمنيتها للأيرة الصغيرة بعد أن تعرف ما تنوى عليه الجنيه العجوز حتى تبطل أمنيتها . وبدات الجنيات تدعو للأميرة : الجنيه الأولى " كونى أيتها الأميرة أجمل انسان وافتنى بجمالك القلوب " . الجنيه الثانية " كونى أيتها الاميرة أذكى مخلوق فى هذه الدنيا " . الجنيه الثالثة " أهبك القدرة على أن تكون أعمالك كلها عنوان الطرف والنبل والكياسة " . الجنيه الرابعة " جعلك أيتها الأميرة سلطانة الرقص " . الجنيه الخامسة " ليكون صوتك أجمل من تغريد البلابل وأعذب من سجع الحمام " . الجنيه السادسة " كونى أيتها الأميرة أبرع عازفة على كل ألة من ألات الطرب وحركى بعزفك الجميل أوتار القلوب " . ولن يتبقى سوى الجنيه العجوز فتقدمت من الأميرة وقالت " ليخرق كفك رأس مغرل تموتين بعده " . فحزن الجميع على مصير الأميرة فخرجت الجينيه السابعة من مخبأها وهى تقول " يا صاحبى الجلالة .. يا أيها الناس لن تموت الأميرة بضربة المغزل .. ليس لى من القدرة ما أستطيع به أن أبطل ما تنبأت به الجنيه العجوز .. الأميرة سوف تصاب بضربة مغزل لكنها لن تموت .. انها ستنام نوماً طويلاً قد تبلغ المئة حتى يأتى يوم يوقظها فيه ابن ملك " . فأطمئن الجميع بعد سماع كلام الجنيه وأمر الملك بمنع صنع المغازل أو اقتنائها أو استخدامها فى غزل الصوف أو القطن ، واستجاب الشعب لأمر الملك حباً للأميرة ورغبة فى تجنبها تلك النبوءة الشريرة . ومرت السنين وكبرت الأميرة وبلغت خمسة عشر عاماً ، وفى إحدى الأيام خرج ابويها إلى نزهة فى المزارع والحقول ، وحرجت الأميرة فى أنحاء القصر حتى وصلت إلى سطح القصر فدخلت غرفة مفتوحة قيها سيدة عجوز جالسة فوق وسادة وفى يدها مغزل تغزل به ، ولم تكن هذه السيدة تعلم أمر الملك بمنع استخدام المغزل ، فأعجبت الأميرة بهذا المنظر وطليت من السيدة العجوز أن تجرب بيدها فأعطاتها المغزل وما أن مسكت الأميرة بالمغزل حتى سقطت على الأرض فصرخت العجوز وسمعها جميع من فى القصر فتجهوا ناحية السطح ووجدوا الأميرة راقدة على الأرض ، وعاد الملك والملكة من نزهتهم ودخلا القصر وعلم ما حدث وأن الأميرة أصيبت بضربة مغزل وسوف تنام نوماً طويلاً فحزنا حزناً شديداً وأمر الملك أن ينصب سرير من الذهب وتترك فيه الأميرة . حزن الجميع على ما أصاب الأميرة الصغيرة ، وبعد أن علمت الجنيه السابعة الخبر خشيت على الأميرة إذا استيقظت ووجدت نفسها وحيدة فذهبت إلى القصر ولمست بعصاها كل من فى القصر من خدم وحشم وحراس وكلاب ، وما هى إلا لحظات ونام جميع من فى القصر ولم تنسى الجنيه أن تلمس العجوز صاحبة المغزل وعندما انتهت نظرت إلى الملك والملكة وقالت " سوف يصحو الجميع عندما تصحو الأميرة فلن تجد نفسها غريبة فى عالم جديد " . فشكرها الملك والملكة على شعورها وودعاها وقبلا ابنتهما ورجا إلى العاصمة فى غاية الحزن والأمل وبعد ذلك زرعت الجنيه غابة من الشوك حول القصر حتى يصعب على أى انسان او حيوان أن يدخل القصر . ومرت سنوات كثيرة أكثر من مائة سنة ومازالت الأميرة نائمة فى قصرها وتغيرت الناس وكان بجوار تلك المملكة مملكة اخرى يحكمها ملك كريم الأخلاق متزوج ولديه ابن جميل يبلغ عشرين ربيعاً من العمر وكان يعشق الصيد ويقضى معظم أيامه فى هذه الهواية المحبوبة . وفى احدى الأيام خرج الأمير وتوغل فى الغابات وابتعد عن مملكته ودخل المملكة المجاورة فرأى قصراً مغطى بالشوك فدهش من منظر هذا القصر وبدأ يسأل مجموعة من الفلاحين من أهل المدينة عن قصة هذا القصر فسمع الكثير من الحكايات . فمنهم من قال " إن هذا القصى تأوى إليه الأرواح الشريرة " وقالت فتاة " بل إنه منزل تجتمع فيه سحرة البد " فقاطعتها سيدة وقالت " كلا لقد سمعنا من أبائنا أن هذا القصر يسكنه غول عجوز يخطف الأطفال " . وبعد أن سمع الأمير هذه الحكايات قرر أن يدخل القصر بنفسه ليعرف السر وأثناء ذلك وقفت عجوز وقالت " ليس فيما سمعته يا ابنى أى نصيب من الصحة لقد سمعت من خمسين عاماً من والدى أن فى هذا القصر أميرة رائعة الجمال مربوطة بسحر يقضى عليها أن تنام نوماً عميقاً عشرات السنين إلى أن يأتى أمير ابن ملك فيوقظها من نومها وتصبح زوجته " فازاد شوق الأمير لكشف السر عن حقيقة هذا القصر . اتجه الأمير ناحية القصر ولما وصل إلى القبة رلأى الشوك قد اختفى فدخل القصر ووجد نفسه فى مكان واسع كبير ورأى جماعة من الحرس منهم الواقف ومنهم القاعد جامدين فى أماكنهم وسار الأمير يتفقد القصر غرفة غرفة حتى وصل إلى البهو الكبير فرأى فى وسطه سرير من الذهب نائمة فيه فتاة فى ريعان الصبا وكانت نائمة نوم الملائكة فاقترب الأمير من سرير الأميرة وما أن وقف بجوارها حتى انتهى مفعول السحرواسيقظت الأميرة وفتحت عينيها فرأت الأمير الشاب بجوارها فابتسمت وقالت " بوركت يا أميرى وأهلاً بك ومرحباً ، فأنت سيدى ومنقذى ولست أدرى كيف أشكر فضلك " واستمر الأمير والأميرة يتحدثان ساعة من الزمان استيقظ خلالها جميع النوام فى القصر . وتزوج الأمير والأميرة إلا أنه اضظر أن يفارقها ويعود إلى مدينته حتى يظمئن أبواه وودع الأميرة ووعدها أن يعود إليها بعد يومين . وعندما وصل الأمير إلى مدينته سأله والديه عن سبب غيابه قال " خرجت إلى الصيد فتغولت فى الغابات حتى ضللت طريقى وهبط على الليل فاسضافنى فلاح كريم وأبى على إلا أنام عنده حتى لا تهاجمنى الذئاب فى الغابات إن انا سرت ليلاً إلى المدينة " ففرح أبوه بعودته وصدقه أما أمه فلم تصدق حرفاً مما قال . وبعد يومين خرج الأمير إلى الصيد وذهب إلى الاميرة وقضى الليل فى قصرها ، وتكرر خروج الأمير مرتين وثلاثة فى الاسبوع فتركه أبوه وشأنه إلا أن أمه شكت أن هناك سر واستمر الحال على ذلك أكثر من سنتين رزقهم الله فيهم بنتاً اسمها فجر وولد اسمه صباح ، ولقد أخفى الأمير خبر زواجه خوفاً أن تكره أمه زوجته وأولاده فهى تحبه وترفض أن يتزوج كى لا تشغله زوجته وأولاده عنها فصبر الأمير وترك الأمر لتصريف الأقدار . اشتد المرض على والده فمات وأل إليه الملك وأصبح سيد البلاد فأعلن زواجه وأحضر زوجته وأولاده ليعيشوا معه ، وبعد فترة ذهب الملك إلى الحرب وترك زوجته وأولاده مع والدته وأوصاها عليهم وما أن سافر حتى بدأت أمه تفكر فى طريقة تتخلص بها من زوجة ابنها وأولاده لأنها كانت تغير منهم ومن اهتمام ابنها بهم . فاصدرت قرار بنقل زوجة ابنها وأولاده إلى قصر لها فى الريف تحيط به غابات تملؤها الوحوش والذئاب اطاعت الملكة الصغيرة أمر الملكة الكبيرة وذهبت هى وألادها إلى القصر الريفى ، وفى المساء استدعت الملكة الكبيرة رئيس الخدم وقالت له " أريد منك أن تذهب غداً بالطفلة فجر إلى الجبل الأخضر .