لم تخض العصابات الصهيونية أي حرب مباشرة منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم إلا وكان لها جنود يعملون بولاء مطلق وطوال الليل والنهار، هم جنود لسانهم عربي ويجلسون في عمق الديار العربية منتشرين، كانوا سابقا يعملون في السر خطابهم العلني عكس افعالهم السرية، ميزتهم انهم يجيدون استخدام أجزل الألفاظ وأكثرها حماسة. هم المجندون بالمال والمناصب، اخترقت الصهيونية عقولهم واشترت ضمائرهم، ثبتت ملك بعضهم وسيطرت على عواصمهم، واعلامِهم وثقافتهم، ولم تكتفي الصهيونية بذلك بل اخترقت عقول وضمائر البعض من أصحاب القضية الأصليين فدفعتهم الى استخدام مصطلحات تنفي عن الصهاينة صفة المحتل لأرض فلسطين. مجندون لم يكتفوا اليوم بالعمل لصالح الصهيونية بل تطور عملهم ودورهم المشبوه الى مدافعين حقيقين عن الكيان الصهيوني – منهم من وقف على المنابر واخرون لبسوا ثوب الوسطاء السياسيين وركبوا الطائرات في رحلات سياحية عبر مطارات وعواصم عربية وإسلامية وعالمية. كنا صغار عندما كان الاعلام يكرر ما تنشره الصهيونية عبر مجلات وصحف متخصصة بالمجال العسكري تصف عصابات الكيان انها الجيش الذي لا يقهر. ونشر الاعلام العجز العربي من خلال توصيف خادع للواقع، وجنود الاحتلال الصهيوني الناطقين باللغة العربية يجهضون أي مشروع من شأنه أن يغير من المعادلة على الأرض بشيء-فعطلوا قرارتا لجامعه العربية وحاصروا كل من يعمل على خط المقاومة. أما الحقيقة على الأرض فكانت عكس كل ذلك، الصهيونية التي تدعي القوة سقط جيشها وسمع بكاء مستوطنيها وظهر عجزها على الثبات كان احتلال لبنان نزهة كما قالوا عنه صار كابوس جعل الصهاينة يطلقون عبارة توريط ما يسمى ((جيش الدفاع)) في مستنقع لبنان، ولم يكن هناك خيار اخر لدى الصهيونية الا بالانسحاب واغلاق بوابة يقولون عنها انها الحدود الفاصلة. واعادوا الكره وسقطوا مره أخرى في حرب تموز – واليوم تموز يعيد مجده من جديد في فلسطين حرب طاحنة قد تكون غير متكافئة في العدة كما يعتقدون ولكن المقاومة متفوقة بالإيمان بحقها بالتحرير، والصهيونية تعيد تاريخها فبنك أهدافها هم أبرياء وأطفال ونساء وبيوت أمنه تهدم فوق رؤوس أصحابها لان الصهيونية عاجزة عن محاربة المقاومة وجها لوجه فاختارت المدنيين والعزل هدفا لها، فالقتل لدى الصهيونية من اجل القتل فقط – فهذا الكيان المتعطش للدماء يحتاج الى إنجازات وأوراق تفاوض يرسلها الى مجنديه في الجامعة العربية وعواصم عربية ليستخدموها في الضغط على المفاوض الفلسطيني وعلى المواطن العربي الحالم بالتحرير منذ اكثر من ستين عام . سورية اليوم الغائب الحاضر في هذه الحرب – المنشغلة بمحاربة مرتزقة الصهيونية على ارضها والمغيبة قسرا" عن التداول السياسي في الجامعة العربية الميتة والتي تحولت الى سفارة حقيقية للكيان الصهيوني، سورية المجروحة من الاشقاء أعلن موقفها رجال المقاومة بإطلاق صواريخ سورية الصنع على قطعان الاستيطان الصهيوني، وأعلن شعبها تمسكه بحق فلسطين وتحرير المقدس. لن نكون مجندين للاحتلال ولن نسلم او نساوم فلسطين هي فلسطين التي سرقها الإنكليز بالتواطؤ مع عرب اطاعوا رومهم من اجل ان يثبت لهم ما يعتقدون انه ملك. من جرب الانتصار مره لا يتخلى عنه فكيف من ينتصر كل يوم رغم الحصار؟؟؟ فلا خيار لهذه الامة الا خيار المقاومة والنصر قريب وإسرائيل الى الزوال.