«التعليم العالي» يبحث مع وزير خارجية القمر المتحدة التعاون الأكاديمي والبحثي بين البلدين    بعد أسبوعين.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الأول الثانوي بالقاهرة    جوتي ساخرًا من برشلونة: أبتلعوا الأهداف مثل كل عام    محمد منصور: هدفنا في "مسار" تمثيل مصر في كأس العالم لأندية السيدات    الأرصاد الجوية تكشف حالة طقس الغد    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    بيلعب بمسدس والده فقتل صديقه بالخطأ.. التصريح بدفن ضحية لعب الأطفال بكفر الشيخ    بعد تجاوز أزمته الرقابية.. هل نجح فيلم استنساخ في الجذب الجماهيري؟    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    البورصة تخسر 25 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    طلعت مصطفى: 70 مليار جنيه مبيعات يوم واحد بالمرحلة الثانية من مشروع " ساوث مد"    الجبهة الوطنية يختار 6 أمناء مساعدين للحزب بشمال سيناء    بيان مشترك ل 6 دول أوروبية يحذر من «تصعيد خطير» في غزة    البابا تواضروس يستقبل وكيل أبروشية الأرثوذكس الرومانيين في صربيا    موعد انضمام أحمد سمير لجهاز الزمالك    مارتينيز لاعب برشلونة ينفي قيامه بالبصق على أتشيربي    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    عمر طلعت مصطفى: العمل الاحترافي يجذب 400 ألف سائح جولف لمصر سنويًا    الرياضية: مدرب فولام يوافق على تدريب الهلال    القومي للمرأة ينظم ورشة عمل تفاعلية لخريجات برنامج المرأة تقود    قرار هام من الحكومة بشأن الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    قناة السويس تناقش مع عملائها تأثير التطورات الإيجابية بالبحر الأحمر على حركة الملاحة    بسبب الفلوس.. إصابة شخصين في مشاجرة بالوراق    مصرع شخصين في حريق نشب داخل مركز صيانة سيارات بالهرم    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    محافظ الدقهلية يلتقي المزارعين بحقول القمح ويؤكد توفير كل أوجه الدعم للفلاحين    القائمة الكاملة لجوائز مهرجان أسوان لأفلام المرأة 2025 (صور)    أوبرا الإسكندرية تقيم حفل ختام العام الدراسي لطلبة ستوديو الباليه آنا بافلوفا    منها «السرطان».. 5 أبراج تجيد الطبخ بالفطرة وتبتكر وصفات جديدة بكل شغف    كندة علوش: دوري في «إخواتي» مغامرة من المخرج    شيرين عبد الوهاب تحرر محضرا بقسم البساتين ضد مدير صفحاتها    قطاع الفنون التشكيلية يعلن أسماء المشاركين في المعرض العام في دورته 45    منتج "سيد الناس" يرد على الانتقادات: "كل الناس كانت بتصرخ في المسلسل"    مجلس الوزراء يستعرض التقرير النصف سنوي حول أداء الهيئة العامة للرعاية الصحية    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    حزنا على زواج عمتها.. طالبة تنهي حياتها شنقا في قنا    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    مدبولي يُكلف الوزراء المعنيين بتنفيذ توجيهات الرئيس خلال احتفالية عيد العمال    مجدي البدوي: عمال مصر رجال المرحلة.. والتحديات لا تُحسم إلا بسواعدهم    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    إصابة ضباط وجنود إسرائيليين في كمين محكم نفذته المقاومة داخل رفح الفلسطينية    وكالة الأنباء الفلسطينية: ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي لمدرستين في مخيم البريج ومدينة غزة إلى 49 قتيلا    كيف يتم انتخاب البابا الجديد؟    بدء اجتماع "محلية النواب" لمناقشة عدد من طلبات الإحاطة    هل انكشاف أسفل الظهر وجزء من العورة يبطل الصلاة؟.. الإفتاء توضح    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    أحمد سليمان: هناك محاولات ودية لحسم ملف زيزو.. وقد نراه يلعب خارج مصر    أسامة ربيع: توفير الإمكانيات لتجهيز مقرات «الرعاية الصحية» بمواقع قناة السويس    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    ما حكم إخراج المزكى زكاته على مَن ينفق عليهم؟.. دار الإفتاء تجيب    الأزهر يصدر دليلًا إرشاديًا حول الأضحية.. 16 معلومة شرعية لا غنى عنها في عيد الأضحى    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البيان الختامي لمؤتمر الأحزاب العربية الخامس
نشر في الشعب يوم 15 - 11 - 2009

اختتم المؤتمر الخامس للأحزاب العربية دورته الخامسة التي حملت شعار "القرار العربي المستقل" في العاصمة السورية دمشق، والذى انعقد على مدار ثلاثة أيام كاملة بمشاركة أزيد من 107 أحزاب من مختلف الأقطار العربية والأطياف الفاعلة في الساحة العربية، وكذلك بحضور حزب إيراني وآخر سويدي كانفتاح مبدئي على أحزاب خارج المنطقة العربية مناصرة للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر:
في أحضان دمشق الفيحاء، وبرعاية كريمة من الرئيس بشار الأسد وحضوره، وفي رحاب سورية الممانعة والصمود واحتضان المقاومة وشعبها، انعقد المؤتمر العام الخامس للأحزاب العربية تحت شعار " القرار العربي المستقل" الذي يجسد استكمالاً لمهام مرحلة تاريخية صعبة اجتازتها أمتنا عقب الدورة الرابعة للمؤتمر، حيث شهد الوطن العربي خلالها أحداثاً جساماً وتحديات كبرى استطاعت الأمة اجتيازها، هذه الأحداث والتحديات التي وقفت الأحزاب العربية في مؤتمرها العام الخامس لاستخلاص العبر منها، وبخاصة الانتصارات الأسطورية التي استطاعت المقاومة العربية في لبنان وفلسطين تحقيقها في مواجهة العدوانات الوحشية والهمجية الصهيونية على لبنان في تموز 2006، وعلى قطاع غزّة أواخر سنة 2008، والتي أدى فيها المؤتمر العام للأحزاب العربية دوراً طلائعياً إلى جانب أشقائه من المؤتمرات والهيئات والاتحادات العربية سواء في دعم المقاومة واحتضانها، أو في تأطير حركة الجماهير العربية التي اتسمت بقدرة هائلة على التفاعل والتضامن والمساهمة في إسقاط مخططات العدوان.
كما عرفت الفترة الفاصلة بين المؤتمر السابق ودورته الخامسة بموازاة ذلك ترنح مشروع الهيمنة الأمريكية على الوطن العربي على يد المقاومة الباسلة في العراق، ما أفرز متغيرات كبرى في المنطقة والعالم، ليس أهمها سقوط الإدارة الأمريكية المحافظة التي رهنت العالم طيلة ثماني سنوات في سياسات إرهابية رعناء أوشكت على إحراق الأخضر واليابس من أجل إحكام سيطرتها على الوطن العربي ونهب ثرواته وحصار قوى المقاومة والممانعة داخله، والانقلاب على الخيار الديمقراطي مثلما وقع في فلسطين المحتلة ومعاقبة الشعب الفلسطيني على التزامه خيار المقاومة، وإطلاق يد الكيان الصهيوني، والتماهي الكامل مع مشاريعه في المنطقة تأكيداً لرفض التجزئة والتفتيت الذي ما زالت أمتنا تعاني منه منذ سايكس–
بيكو وإلى الآن تحت مسميات مختلفة، كان آخرها مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أرادته الإدارة الأمريكية وتابعوها في المنطقة مشروعاً للإجهاز على روح الأمة المتمثلة في المقاومة والممانعة والصمود، إلا أن إرادة الأمة سترسم في النهاية شرق أوسط جديداً في المنطقة، وإنما بمضمون مغاير تمثل فيه قوى المقاومة رأس حربة يقود حركة الشعب العربي بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه في الحرية والكرامة والاستقلال والوحدة واستنهاض قدراتها لبناء مستقبلها بعيداً عن الارتهان للإرادة الأجنبية ومخططاتها الاستعمارية.
وإذ وقف المؤتمر على كل هذه التطورات والأحداث وتأثيراتها على الأمة من جميع الجوانب، واستحضار الأوضاع الراهنة بما فيها من إنجازات وإخفاقات، فإن المؤتمر العام للأحزاب العربية بعد بحث الشؤون السياسية والتحديات المختلفة يسجل الأهمية البالغة للرؤية التي بسطها الرئيس بشار الأسد أمام أنظار المؤتمر في جلسته الافتتاحية التي اتسمت بالصراحة والعمق ووضع اليد على مكامن الخلل والقصور وسبل استنهاض الأمة ومواجهة التحديات التي تطرحها الأوضاع الراهنة. فإنه يؤكد على ما يأتي:
أولاً: بالرغم من الإنجازات التي حققتها المقاومة العربية الباسلة في فلسطين والعراق ولبنان بدعم واحتضان من سورية العروبة والجوار الإسلامي الإيراني التركي، ومن جماهير الأمة وأحرار العالم من خلال التضامن غير المسبوق مع المقاومة واحتضانه لرموزها وثقافتها وتشكيله عامل ضغط مؤثر في تغيير اتجاه السياسات الخاطئة لمعظم أطراف النظام الرسمي العربي، فإن ذلك لا ينبغي أن يحجب عنا صورة الوضع العربي المتردي الذي تسوده الانقسامات والاختلافات نتيجة لعدم ترتيب الأولويات في القضايا الاستراتيجية للأمة بسبب الانفصام الحاصل بينها ومعظم أطراف النظام الرسمي العربي، ما يجعل اعتماد المؤتمر لشعار "القرار العربي المستقل" أساساً للضغط الجماهيري على هذه الأطراف سبيلاً للخلاص من مشروع الإرتهان الأجنبي في وطننا العربي الذي تسعى من خلاله القوى الصهيونية – الأمريكية إلى خلق الفتنة الطائفية والمذهبية وتكريس التجزئة وتأبيد الحدود المصطنعة وزج المنطقة في أتون حروب أهلية تبدأ ولا تنتهي.
ثانياً: تمثل الديمقراطية والإصلاح مطلباً أساسياً لجماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، إلى الحد الذي يقترن عندها بمطلب التحرر من الاستعمار وتحقيق الوحدة، وعلى هذا الأساس، يؤكد المؤتمر ضرورة استمرار النضال من أجل تحقيقه باعتباره يمثل أولوية وجودية لأمتنا لاستنهاض قدراتها الهائلة التي أفرغتها نظم الاستبداد والفساد والتبعية للأجنبي من مضمونها، بما يجعل من الديمقراطية ذخيرة حية لأمتنا تشكل مصدراً أساسياً من مصادر تحرير الإرادة العربية وتجسيد شعار القرار العربي المستقل واقعاً راسخاً يترجم طموحات الأمة في الحرية والكرامة والوحدة بعيداً عن الارتباط بالأجنبي ومشاريعه المعادية، لذا كانت الاصلاحات الديمقراطية بما تعنيه من إقرار للتعددية السياسية والتداول السلمي حول السلطة والفصل بين السلطات وإنهاء ظاهرة الاعتقال السياسي وإسقاط القوانين الاستثنائية واستقلال القضاء ونزاهة الانتخابات، وبناء تقاليد سياسية حزبية ديمقراطية، أولوية مستعجلة لتحصين أمتنا من خطر الوقوع في شرك مخططات أعداء الأمة، وفي هذا السياق يدين المؤتمر ازدواجية المعايير لدى قوى الهيمنة التي ترفع شعار الاصلاح للتدخل في شؤوننا الداخلية وترفض بموازاة ذلك نتائج الديمقراطية إذا أفرزت خيارات لا تخدم مصالحها.
ثالثاً: برهنت المقاومة كمشروع ورؤية جدواها وواقعيتها كأداة استراتيجية وعامل أساس تمتلكه الأمة لمواجهة التحديات والتهديدات الأمريكية – الصهيونية، وتحرير الأرض والإنسان، فالعدو لا يفهم إلا لغة القوة التي تشكل رادعاً له وأساساً لتحقيق الانتصارات، بما يعني أنها أصبحت خيار الأمة المتجذر في وجدانها ومشاعرها، اختارته عن اقتناع. وفي هذا السياق تشدد الأحزاب العربية المشاركة في المؤتمر على ضرورة حمايتها وتوفير سبل المناعة لها إلى حين تحرير كل الأراضي العربية المحتلة فلسطين والعراق والجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا والإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني – الأمريكي.
رابعاً: يشكل سقوط مشروع التسوية الذي أثبت فشله في استرجاع الحقوق، بعد 18 سنة من المفاوضات العبثية، و30 سنة على كامب دايفيد، مقابل نجاح خيار المقاومة في تحرير الأرض واسترجاع الأسرى علامة فارقة في الحاضر العربي، إذ أدى إلى تأسيس قناعة شعبية باستحالة قيام دولة فلسطينية على ما تبقى من أرض فلسطين التي التهمها الاستيطان في ظل مشروع التسوية. كما يؤكد صوابية خيار الممانعة والصمود الذي أكد دور سورية الإقليمي الريادي الفاعل عربياً ودولياً، مقابل تراجع وضمور أدوار أنظمة التبعية لمشاريع الهيمنة الأجنبية، وباستحضار ثمار خيار المقاومة مقارنة بإذلال خيار المساومة، وإزاء هذا يؤكد المؤتمر ضرورة سحب "المبادرة العربية للسلام" التي لم يقابل الصهاينة أصحابها إلا بالاستهزاء واللامبالاة، ويطالب بالمقابل اعتماد خيار المقاومة خياراً إستراتيجياً في مواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال الأجنبي، واحتضان قواها ونشر ثقافتها وتعميقها في الوجدان العربي على مستوى البيت والمدرسة والمجتمع ومرافقه جميعاً.
خامساً: يعلن المؤتمر يوم 16 أيار/مايو من كل عام يوماً للقرار العربي المستقل تستذكر فيه الأمة وأجيالها هذه المؤامرة التأسيسة لمشروع التقسيم والتجزئة لوطننا العربي وتؤكد فيه إصرارها على محاربة هذا المشروع على طريق استعادة وحدة الأمة أرضاً وشعباً.
سادساً: إذ يحيي المؤتمر الدول التي صوتت بنعم على تقرير غولدستن الذي فضح ودان مجازر العدو وجرائمه ضد الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني في غزّة، يطالب بمتابعة هذا الملف حتى سوق مجرمي الكيان الصهيوني إلى العدالة الدولية.
كما يطالب بإعادة طرح قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية القرار (3379) لعام 1975 جمعية الأمم المتحدة ومتابعة سائر ملفات الجرائم الصهيونية في هيئة الأمم المتحدة وسواها من المحافل الدولية.
سابعاً: إن فلسطين هي القضية المركزية للأمة التي تلتقي من حولها على كل صعيد وفي كل ساحة تشكل عاملاً أساسياً في تحقيق القرار العربي المستقل، إذا استثمرت الأمكانات التي يتيحها الاجماع الشعبي العربي على هذه القضية، والمؤتمر إذ يوجه التحية لشعبنا العربي في كل أنحاء فلسطين المحتلة على صموده المتواصل في مواجهة المشروع الاستيطاني الصهيوني والتصدي لمسلسل تهويد القدس وممارسات الاحتلال البشعة التي تهدف إلى السيطرة على المسجد الأقصى وتغيير معالمه والقضاء على المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية، فإنه يدعو الشعب الفلسطيني بأطيافه المختلفة لاعتماد الحوار وسيلة لاستعادة الوحدة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الديمقراطية والمقاومة التي يجسدها ميثاقها التأسيسي لمواجهة استحقاق التبني الأمريكي للرؤية الصهيونية في رفض إيقاف الاستيطان وتشديد الحصار على أهلنا في قطاع غزّة وسعي الصهاينة المحموم للاعتراف بكيانهم الإرهابي دولة يهودية عنصرية ما يؤسس لنكبة جديدة تطال فلسطينيي 48 وتقضي على حق اللاجئين في العودة لأرضهم وديارهم التي هجروا منها عملا بالقرار 194. وهنا نجدد تأكيدنا على أن القدس ستبقى عصية على الاحتلال وعاصمة دولة فلسطين الأبدية.
إن المؤتمر العام للأحزاب العربية وإذ يحيي صمود أهلنا في غزّة وكل أحرار العالم الذين تحركوا لفك الحصار عنها، يؤكد دعوته لمواصلة التحركات التضامنية لإنهاء هذا الحصار الظالم، ويجدد مطالبته لجمهورية مصر العربية لفتح معبر رفح دون أي إبطاء والإفراج عن المعتقلين الذين اخترقوا الحصار كما يؤكد المؤتمر تضامنه مع الأهل في الجولان السوري المحتل وتحريره ويحيي أسراهم وصمودهم وتمسكهم بالهوية العربية التي لا بديل عنها.
إن هذا التماهي الأمريكي مع المشروع الصهيوني من خلال ما عبرت عنه كلينتون مؤخراً يكشف زيف الرؤية التي بشرت بها الإدارة الأمريكية الجديدة في خطاب أوباما للعالم الإسلامي في القاهرة، ما يؤكد أنه لا يعدو أن يكون جزءاً من حملة علاقات عامة لتحسين صورة أمريكا دون إحداث أي تغيير في السياسات الاستعمارية للإدارات الأمريكية المتعاقبة.
ثامناً: يهنئ المؤتمر اللبنانيين بتجاوز أزمتهم السياسية بتشكيل حكومة وحدة وطنية تجسد قيم الشراكة والتوافق بين مكونات المجتمع اللبناني لاستئناف لبنان دوره في مواجهة التحديات والتصدي لمخاطر الاستهداف الصهيوني له بجواسيسه وأجهزته، ما يؤكد أن المقاومة حاجة ضرورية للبنان لمواجهة التربص الصهيوني وحماية أمنه واسترجاع أرضه المحتلة، استكمالاً لنجاح المقاومة في إسقاط المشروع الصهيوني بلبنان بتحريرها معظم الجنوب وانتصارها على عدوان تموز 2006.
تاسعاً: إن سقوط مشروع الهيمنه الأمريكي في المنطقة العربية كان بفضل المقاومة، التي لعب فيها الشعب العراقي دوراً أساسياً سرعان ما حولت الغزو الأمريكي للعراق من مكسب للاحتلال إلى هزيمة أربكت حسابات الإدارة الأمريكية، وأعادت الأمل للأمة في تحقيق انتصار يستنهض قواها في مواجهة التحديات. وإذ يجدد المؤتمر دعمه الكامل لحق الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال وأدواته ومشاريعه، فإنه يدعو الفصائل الوطنية المقاومة إلى بناء إستراتيجية نضالية تستكمل مهام التحرير وتحفظ وحدة العراق وثرواته وانتماءه العربي – الإسلامي، فإنه يؤكد على ضرورة جلاء قوات الاحتلال من العراق وإغلاق القواعد العسكرية الأجنبية داخله، وأينما وجدت في الوطن العربي.
عاشراً: يؤكد المشاركون في المؤتمر بأن الوحدة اليمنية المرتكزة على الديمقراطية ثابت لا يقبل المساس به، ومكسب لأبناء الشعب العربي كافة، ويدعو المؤتمر الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية للجلوس إلى طاولة الحوار لتعزيز العمل بالدستور والتعددية وحماية المكتسبات اليمنية، ومواجهة الأزمات والمخاطر والتحديات التي تواجه اليمن، وأن تكون الوحدة والديمقراطية هي السقف لأي حقوق مطلبية وعدم قبول رفع السلاح لفرض أي مطالب.
حادي عشر: يجدد المؤتمر وقوفه إلى جانب السودان في سعيه الدؤوب لحماية وصون هويته العربية – الإسلامية والمحافظة على وحدة ترابه الوطني، كما يعتبر أن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يمثل مدخلاً لحل الإشكالات العالقة، ويدعو الأحزاب والقوى السياسية إلى بذل الجهود من أجل إنجاح العملية الانتخابية كخطوة هامة في طريق تعزيز الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، كما يدعو جميع الأطراف إلى العمل المخلص من أجل حل أزمة دارفور بعيداً عن الأجندة الأجنبية.
ثاني عشر: وإذ يؤكد المؤتمر على ضرورة العمل المشترك لتوحيد الوطن العربي، فإنه يرفض أي نزوع نحو الانفصال في أية دولة عربية، ويعتبر الدعوات الانفصالية دعوات هدامة لا تخدم مصلحة الأمة، بل مصلحة المستعمر، وتهدف إلى تفتيت الأمة العربية هويةً وأرضاً وإنساناً. ويؤكد المؤتمر على وجوب اعتماد الحوار حلاً أساساً لكافة المشاكل في أي قطر عربي بما يؤدي إلى قطع الطريق على التدخل الأجنبي الخارجي والاستقواء به.
ثالث عشر: يدعو المؤتمر فئات الشعب الصومالي إلى إنهاء خلافاتهم بالحوار، على قاعدة رفض التدخل الأجنبي وعدم استخدام السلاح وسيلة تحت أي ظرف، ويدعو العرب إلى تحمل مسؤولياتهم لإنهاء المأساة الصومالية، وإعارة الاهتمام الكافي للأقطار العربية بشرق إفريقيا (جيبوتي، إرتيريا، وجزر القمر).
رابع عشر: يشيد المؤتمر بالتقارب بين سورية وتركيا وإيران لبناء فضاء مشترك لتبادل المصالح، وهو التقارب الذي يشكل نواة لعمق إقليمي مجاور داعم لقضايا الأمة، في مواجهة المشروع الصهيوني والغطرسة الأمريكية، وتدعو إلى تعزيزه ببناء مشروع نهضوي عربي يجسد القرار العربي المستقل، ويتصدى للمشاريع الاستعمارية التي تستهدف الأمة العربية وجوداً وثقافة وثروات ومقومات.
خامس عشر: مطالبة القوى الاستعمارية التي سيطرت على بلداننا عقوداً طويلة أخذت من تاريخنا وثرواتنا وحياة أبنائنا الكثير، الاعتذار والتعويض للأجيال الحاضرة والقادمة عما ألحقته من أضرار جسام مادية ومعنوية.
سادس عشر: يجدد المؤتمر دعمه لحق المغرب في تحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلة من السيطرة الإسبانية، كما يدعم حق جزر القمر في استعادة جزيرة مايوت من المستعمر الفرنسي، ويدعو كُلاً من إسبانيا وفرنسا إلى فتح حوار مع المغرب وجزر القمر لتصفية الاستعمار في الأراضي العربية بإفريقيا.
سابع عشر: التأكيد على دعم الاعلام المقاوم كشكل من اشكال مواجهة التهديدات وكشف زيف ادعاءات العدو وعدوانيته وجرائمه التي تتعرض لها الأمة. ورفض المضايقات والضغوطات التي تستهدف حرية الإعلام.
ثامن عشر: يتوجه المؤتمر بالتحية إلى الأسرى والمعتقلين العرب في سجون العدو الصهيوني وفي مقدمتهم المناضل أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والمناضل مروان البرغوثي، والمناضل إبراهيم أبو حجلة وسائر أعضاء المجلسين التشريعي والوطني الفلسطيني، وتطالب بالافراج عنهم دون قيد أو شروط.
كما يتوجه بالتحية إلى الأسرى في سجون الاحتلال الأمريكي في العراق وفي مقدمتهم الأسيرات المحكومات بالإعدام ويطالب بالإفراج عنهم دون قيد أو شرط.
المجد والخلود للشهداء
14/11/2009
الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.