قرأت منذ أيّام ان النظام قد استعان بكثير من الفنانين ولاعبى الكرة من نوع القيثارة المعجزة والفنان الفلتة واللاعب الأرجوانى والراقصة المهيبة وغيرهما أولئك اللذين قد صنعهم النظام وعملائه لتغييب الشباب عن قضاياهم الحقيقية وهى قضايا وطنهم وكأن الشياطين تعظ.. وكانوا مثل شجيرات البانجو وثمرات القات وقد فرح النظام فقد ظن أنه نجح فيما أراد.. وأخذت بناتنا تلهث وراء أغانى ذلك المطرب الركيك المبتذل وكأنه مبعوث العناية الالاهية لهن وراح الغرب يزيد من هذه الحماسة لديهن فى عمد منه كعمد النظام لتغييب شبابنا وفتياتنا فنرى هذا المطرب أو ذاك قد نال جائزة العالم الموسيقية وكأنه بتهوفن أو باخ وتولّهت الفتيات وهتف النظام ثم استراح وظن ان الدنيا ليل طويل لا يطلع له نهار.. أصبح هؤلاء الأقزام المدعين الطرب مليارديرات حسب التعبير الاقتصادى وزاد فقر شبابنا وهلل النظام وأتاح لهم ألاته الاعلامية فى عمد منه لانجاح مقصده وأصبح هؤلاء السوقة مضرب مثل أمام شبابنا وهلل النظام وفرح فقد نال ما عمد.. ومثل هؤلاء كان أولئك الكثير من لاعبى الكرة فأصبحوا جميعا مضرب مثل لشبابنا وفتياتنا.. وبات الأباء والأمهات لايستطيعون اقناع أبنائهم بريادة مصطفى كامل أو أحمد عرابى أو عبد الناصر أو غاندى أو جيفارا او حتى أم كلثوم والتى جعلت من فنها الراقى العظيم دعوة لخير بلادها وقت ازماته الشديدة ولنتذكر جميعا دورها فى المجهود الحربى بعد النكسة.. تلك الصفة الأخيرة التى عمد الغرب أن يضربنا فى عمق القدوة لدى شبابنا بعدما بدت امامه فى مسارحه الشهيرة ترتل أغانيها فيجتمع كل ناطقى الضاد على قلب رجل واحد فى التصفيق فوحدت العرب بفنها فاستكثر علينا هذه رمزا للوحدة فعمد لهياكل هشّة وركيكة ليفشى لدينا الابتزال وليصبح يوما لدينا مايكل جاكسون قدوة.. ومن ثم أصبح القدوة أمام ابنائنا وبسبب خطط النظام الخبيثة وأدوات اعلامه بوحة وتامر وعمر ونانسى وهيفاء وقمر واللمبى... وأنفق الاعلام الخبيث جل موازناته المالية على كل هذه الابتزالات ولم يجد مساحة لديه يذكر منها مفاخر تاريخنا وابطالنا وملاحمنا الرائعة.. وراحت الميديا العربية العميلة تخدم اغراض أنظمتها ومقاصد الغرب فى اشاعة التخنث والخلاعة وتغييب القدوة وتسويق الجنس احيانا كثيرة باسم الفن... خلت ادراج الازاعة والتليفزيون من الأغانى الوطنية والملاحم الشعبية كأغانى عبد الوهاب وحليم وشادية والتى كانت هى وقود الثورة فى الخالدة باحبك يامصر .. فرح النظام وشرب الغرب نخب انتصاره وتمزيق عقول شبابنا وأواصرنا وأمالنا وضياع القدوة من أمامه والاحلال محلها بهذه الاساطير الزجاجية الهشّة .. وبات حلم الشباب أن يكون مثل هؤلاء.. فهذا الخط فى معتقده لايكلفه الكثير من الجهد .. فقط الموهبة كما قالوا له وأصبح الرقص موهبة والخلاعة فنا وراح الاعلام ينظم المسابقات تلو المسابقات ويرصد الجوائز القيمة لأجلها وذلك لمن ينتصر فى معركة الخلاعة والسذاجة ولم نر يوما مسابقة واحدة لمن أعد بحثا عن الحريّة وقيمتها أو تجربة معملية ترصد طرحا علميا ننل به الريادة العالمية ويرتفع اسم بلادنا به وسط الكون كله.. فلماذا يرهق شبابنا نفسه فى التعلم والجهد فى سبيله وهو يرى لاعبا للكرة وصل ثمنه خمسين مليونا او يزيد وهو لايحمل من مؤهلات علمية غير شهادة ان لا الله الا الله وكذلك يرى مطربا يضع المساحيق ليكون ملاكا مزيفا وهو لايعى من أمر الثقافة شىء لكنه مليارديرا فأغنية واحدة له يحصد من ورائها الملايين من جيوبنا وجيوب أبنائنا وفرح النظام وهلل الغرب لنجاح ما عمد فقد أيقنوا جميعا أن الخطة قد نجحت وهى تغييب الشباب والهائه.. وامعانا فى ازكاء هذه الروح فقد منحت المنظمات الدولية درجة سفير النوايا الحسنة لكثير من هؤلاء.. وعندما يرى شبابنا أن من ينالون هذه الدرجة هم الغانية ومن لها أفلام تدل مشاهدها على غير ذلك فتتوه القدوة عن عمد.. ويفتح الاعلام قنوات تلفازه ليلقى أحدهم أو احداهن من هؤلاء سبل الحكمة ونتاج التجربة لشبابنا ..فمنهن من راحت تفتى فى الدين ومنهم من راح يعظ وهو الشيطان بعينه رغم شيخوخته وتاريخه المبتذل ..وفرح النظام وهلل الغرب لنجاحه فيما عمد .. فجأة انتفض المارد على غير كل توقعاتهم .. وجمعت شبابنا كلهم كلمة واحدة هى مصر وتراصت المشاعر صفا واحدا فى سيمفونية وطنية رائعة وسمعنا من أبنائنا سيد درويش قوم يامصرى وعبد الوهاب أخى جاوز الظالمون المدى ووردة حلوة بلادى السمرة بلادى الحرة بلادى وشادية ياحبيبتى يامصر وام كلثوم ثوّار وغيرها وغيرها.. وألهبوا المشاعر ومسكت أيمانهم القران والانجيل ..وصلوات وتراتيل .. وأهازيج النصر ترفرف على جثث الطغاة ..وانكسر الصمت بجملة واحدة...... ياحبيتى يامصر استعان النظام وألاته الاعلامية بأزياله القدامى المغيبين لشبابنا من قبل فأتى أحدهم يأمرهم بالرجوع والعودة والرحيل وكان يعتقد ساعتها ان هؤلاء لازالوا معتنقيه هو وأمثاله وراح الأخر يستغل برنامجه التليفزيونى الكروى ليُسفّه ويُحقّر من شان الثورة والثوّار ولكن كانت اصواتهم هواء وكانت صرخاتهم عواء وكانت صورهم أسفل أقدام الثوّار .. فلعقوا ألسنتهم وانصرفوا الى مزابل التاريخ.. فاليوم ثورة والثورة لاتعرف الا الرجال.. وشباب مصر كلهم رجال لايعرفون التخنث والترقع أوالوضاعة وعمدوا جميعا ألا يعودوا لمثل هذه الاسقاطات التى ظن النظام والغرب بها يوما أنها مغيبتهم انهم لم يغيبوا ... بل ظلّت مصر فى قلوبهم ثورة وكلمة شهادة قوية عند الموت وعلمها كفن شرف لأكثر من أربعماءة شهيد وضمادة لألف ألف جريح .. هذه هى مصر أيها الغزاة الجدد فقد قهرناكم وستظلون مقهورين ..والطريق ممدودة واليكم لن نعود