لم يكن طرد السفير السوري من عمان بالشيء المفاجئ ، لا بل تأخر هذا القرار ، ليس لأن السفير يستحق الطرد - بل لأن موقف عمان الاخير يشكل حلقه صغيره بحلقات مواقفها المعاديه للشعب السوري . على الهامش (( استقبال اللاجئين ليس مجاني ، وان الشعبين السوري والاردني تربطهم علاقات اجتماعيه واسرية وقتصاديه وهذا ليس غزل قومي انما نقل صورة واقع )) . فلماذا طرد السيد بهجت سليمان بهذا الوقت بالذات - ؟؟؟ يعلم الجميع ان مناورات الأسد المتأهب التي تقام بالاردن واصبح عدد المشاركين فيها هذه المره ثلاثة عشر الف جندي من 22 دولة هي الأردن والكويت والبحرين وقطر والسعودية ومصر والعراق والإمارات ولبنان وتركيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وطاجكستان وكازخستان وباكستان وأمريكا وبروناي وكندا وبلجيكا وبولندا واستراليا وحلف شمال الأطلسي - وأنا اضيف اسرائيل التي اذا لم تتواجد بالعلن فهي بالتاكيد متواجده استخبارتيا . يُعلن عن هذه المناورات انها مناورات تقليديه وفق الاتفاقات العسكريه - ولكن بحققه الامر ان هذا الاستعراض الذي يحاكي الجنوب السوري وامكانية عمل منطقة حظر جوي وتقديم قوات عربيه لفصله بحجة حماية الشعب السوري او لتسهيل خط امداد مفترض للمقاتلين التابعين لهذه الدول وصولا الى دمشق هذه السيناريوهات التي طالما تحدث عنها الخبراء وحاولت المعارضه التلويح بها مرارا - وجاء هذا على لسان الجامعه العربيه التي كانت تضغط باتجاه قرار خارج مجلس الامن . لاستحالة اتخاذه في مجلس الامن بسبب الفيتو الجاهز من روسيا والصين . ولا اعتقد ان طرد السفير جاء بقرار اردني مستقل - لان الحلف القائم ضد الشعب السوري علم من خلال المناورات السابقه ان السوريين لم يغيروا بسياستهم ومع كل تصعيد يقابله اعلان لاستعاده منطقه في سورية من يد المسلحين - لهذا كان لابد من ارسال رساله علنية يتسلمها الشعب السوري مباشره فجاء اعلان طرد السيد بهجت سليمان بحجة انه خرق الاعراف الدبلوماسية وهو الذي اخترقها اصلا منذ بداية الازمه وكان دائما يصعد بتصريحاته . ولكن السؤال هل كان السفير السوري يفتعل مواقف ام كان يمارس دوره بالرد على تصعيد الجانب الاخر - فما يفعلة الاردن الرسمي من خلال تسهيل مرور المقاتلين الاجانب والاردنيين اتجاه سورية - وفتح غرفة عمليات منذ اندلاع الاحداث في سورية - يجمع الخبراء انها تضم اميركا واسرائيل والسعوديه وقطر وتسهيل وصول السلاح للمرتزقه - ولا يخفى على احد خيام العزاء التي كانت تقام لاردنيين سقطوا على الاراضي السورية وهم يحاربون الجيش السوري - ولا يختلف اثنان ان اكثر القيادات الاسلاميه في درعا هي من الاردنيين الاصوليين - وبعد كل هذا هل يعتبر السفير السوري هو الذي خرق الاعراف الدبلوماسية ؟؟؟ والملفت ان خطوة الاردن هذه لاتعني اغلاق السفاره انما هي مرحلة اولى قد تصل الى قطع العلاقات الدبلوماسيه - وهذا قد يؤدي الى فتح مكتب رسمي لما يسمى أئتلاف بحجة تسهيل مصالح السوريين ، مما سيؤدي حكما الى خلط الاوراق بشكل معقد بين الاردن وسورية ...