فتاوى.. عدة الطلاق أم الوفاة؟!    فتاوى.. بلوجر إشاعة الفاحشة    عيار 21 يسجل رقمًا جديدًا.. انخفاض أسعار الذهب والسبائك اليوم السبت بالصاغة    يصل إلى 8 جنيهات، ارتفاع أسعار جميع أنواع الزيت اليوم في الأسواق    النيل.. النهر الذي خط قصة مصر على أرضها وسطر حكاية البقاء منذ فجر التاريخ    الري تعلن رقمنة 1900 مسقى بطول 2300 كم لدعم المزارعين وتحقيق حوكمة شاملة للمنظومة المائية    بعد تهديدات ترامب للصين.. انخفاض الأسهم الأوروبية    ترامب: سأتحدث في الكنيست وأزور مصر.. ويوم الاثنين سيكون عظيما    ترامب يعتزم فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين    بعد فوزها بنوبل للسلام.. ماريا كورينا تهدي جائزتها لترامب    بعد اتهامه بالتعسف مع اللاعبين، أول تعليق من مدرب فرنسا على إصابة كيليان مبابي    بعد رحيله عن الأهلي.. رسميًا الزوراء العراقي يعين عماد النحاس مدربًا للفريق    التعليم: حظر التطرق داخل المدارس إلى أي قضايا خلافية ذات طابع سياسي أو ديني    حريق يثير الذعر فى المتراس بالإسكندرية والحماية المدنية تتمكن من إخماده    وفاة المغني الأسطوري لفرقة الروك "ذا مودى بلوز" بشكل مفاجئ    حرب أكتوبر| اللواء صالح الحسيني: «الاستنزاف» بداية النصر الحقيقية    بالأسماء، نقابة أطباء أسوان الفرعية تحسم نتيجة التجديد النصفي    أطباء يفضحون وهم علاج الأكسجين| «Smart Mat» مُعجزة تنقذ أقدام مرضى السكري من البتر    تصفيات كأس العالم 2026| مبابي يقود فرنسا للفوز بثلاثية على أذربيجان    استعداداً لمواجهة البحرين.. منتخب مصر الثاني يواصل تدريباته    أولياء أمور يطالبون بدرجات حافز فنى للرسم والنحت    بالأسماء.. إعلان انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء في القليوبية    «الوزراء» يوافق على إنشاء جامعتين ب«العاصمة الإدارية» ومجمع مدارس أزهرية بالقاهرة    محمد سامي ل مي عمر: «بعت ساعة عشان أكمل ثمن العربية» (صور)    مصطفى كامل يطلب الدعاء لوالدته بعد وعكة صحية ويحذر من صلاحية الأدوية    الموسيقار حسن دنيا يهاجم محمد رمضان وأغاني المهرجانات: «الفن فقد رسالته وتحول إلى ضجيج»    عمرو أديب: شيء ضخم جدا هيحصل عندنا.. قيادات ورؤساء مش بس ترامب    أسعار التفاح البلدي والموز والفاكهة في الأسواق اليوم السبت 11 أكتوبر 2025    موسم «حصاد الخير» إنتاج وفير لمحصول الأرز بالشرقية    مع برودة الطقس.. هل فيتامين سي يحميك من البرد أم الأمر مجرد خرافة؟    برد ولا كورونا؟.. كيف تفرق بين الأمراض المتشابهة؟    وصفة من قلب لندن.. طريقة تحضير «الإنجلش كيك» الكلاسيكية في المنزل    فلسطين.. 155 شهيدًا خلال 24 ساعة رغم بدء سريان وقف إطلاق النار    بمشاركة جراديشار.. سلوفينيا تتعادل ضد كوسوفو سلبيا في تصفيات كأس العالم    غادة عبد الرحيم تهنئ أسرة الشهيد محمد مبروك بزفاف كريمته    حروق من الدرجة الثانية ل "سيدة وطفلها " إثر انفجار أسطوانة غاز داخل منزلها ببلقاس في الدقهلية    العراق: سنوقع قريبا فى بغداد مسودة الإتفاق الإطارى مع تركيا لإدارة المياه    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ترامب يعتزم عقد قمة مع دول عربية وأوروبية خلال زيارته لمصر.. الخطوات التنفيذية لاتفاق شرم الشيخ لوقف حرب غزة.. وانفجار بمصنع ذخيرة بولاية تينيسى الأمريكية    ترامب: اتفاقية السلام تتجاوز حدود غزة وتشمل الشرق الأوسط بأكمله    13 ميدالية حصاد الناشئين ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    من المسرح إلى اليوتيوب.. رحلة "دارك شوكليت" بين فصول السنة ومشاعر الصداقة    الهضبة عمرو دياب يحتفل بعيد ميلاده.. أيقونة لا تعرف الزمن    د. أشرف صبحي يوقع مذكرة تفاهم بين «الأنوكا» و«الأوكسا» والاتحاد الإفريقي السياسي    وزارة الشباب والرياضة| برنامج «المبادرات الشبابية» يرسخ تكافؤ الفرص بالمحافظات    وزارة الشباب والرياضة.. لقاءات حوارية حول «تعزيز الحوكمة والشفافية ومكافحة الفساد»    15 أكتوبر.. محاكمة أوتاكا طليق هدير عبدالرازق بتهمة نشر فيديوهات خادشة    التصريح بدفن طالب دهسه قطار بالبدرشين    مقتل كهربائى بالمنصورة على يد شقيق طليقته بسبب خلافات    صحة الدقهلية: فحص أكثر من 65 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية    هالة صدقي تهنئ الإعلامية إيناس الدغيدي بعقد قرانها: "تستاهلي كل خير"    انطلاق بطولة السفير الكوري للتايكوندو في استاد القاهرة    جنوب سيناء.. صيانة دورية تقطع الكهرباء عن رأس سدر اليوم    تفاصيل طعن مضيفة الطيران التونسية على حكم حبسها بتهمة قتل نجلتها    جلسة تصوير عائلية لنجل هانى رمزى وعروسه قبل الزفاف بصحبة الأسرة (صور)    فوز أربعة مرشحين في انتخابات التجديد النصفي لنقابة أطباء القليوبية وسط إشراف قضائي كامل    أدعية يوم الجمعة.. نداء القلوب إلى السماء    أصحاب الكهف وذي القرنين وموسى.. دروس خالدة من سورة النور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 10-10-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تراث العفاريت بين العلم والخرافة (4)
نشر في شباب مصر يوم 14 - 04 - 2014

نشرنا فى المقالات الثلاثة الماضية اهم ماجاء فى كتاب ( حوار صحفى مع صديقى الجنى المسلم مصطفى كنجور ) وقلنا انه لولا ان الكثير من المثقفين مازال يؤمن بتلبس الجن للانسان ، وان الكتاب صادر بموافقة وزارة الاعلام السعودية وبمباركة مفتى الوهابية الاشهر بن باز ، لولا هذا ماتعرنا لهذا الكتاب الذى لايساوى فى نظرى اكثر من سلة المهملات ,
والان سنتعرض لراى علم النفس فى هذه الظاهرة
فى العدد 85 بتاريخ 1/11/2006 فتحت الموضوع جريدة الدستور المصرية مناقشة لهذه الظاهرة واستضافت على صفحاتها اثنين من كبار اساتذة علم النفس فى مصر هما الدكتور شوقى العقباوى – استاذ الصحة النفسية بجامعه الازهر ( نلاحظ .. الازهر ..) ، والدكتور محمد المهدى استاذ علم النفس المعروف . فماذا قال كل منهم عن تراث العفاريت وعفاريت التراث ..!! وسوف انقل المقالة الكاملة للأول واكتفى بالعنوانين الرئيسية للثانى حتى لانشق على القارئ بافكار ربما تكون معادة فى الحديث الاول .
اولا : العالم النفسى د. شوقى العقباوى :
تحت عنوان رئيسى (( مصر ملبوسة بالعفاريت التى تحكمها .. والعقل العربى " دخل الفريزر " يقول :
- تزداد الشعوب تمسكا بالعلم ونزداد تمسكا بالخرافة ، يتقدمون الى الامام فنتراجع الى الخلف ، نستمع يوميا فى طول البلاد وعرضها الى حكايات الجن والعفارت ، وتعرض علينا البرامج التلفزيونية المنجمين ومفسرى الاحلام الذين يخبروك بمستقبلك " على الهواء مباشرة " . الحلول العلمية للمشكلات اصبحت نادرة . وبات الكثيرون يفضلون الحلول الغيبية والقوى الخارقة ، اما الاخطر من ذلك كله فهو ان الخرافة اغرقت المتعلمين ايضا ، وطالت الحاصلين على شهادات الدكتوراة ، واعضاء مجلس الشعب والوزراء ومدربى كرة القدم ورجال الدين .
- وتسأل الجريدة الدكتور شوقى العقباوى عن الاوضاع فى بلادنا والتى يبدوا انها كلها صارت ملبوسة ، ماتفسيرك لانتشار الخرافات والدجل وقصص العفاريت والاشباح بشكل مبالغ فيه فى مصر رغم مايشهده العالم كله من تقدم علمى من المفترض انه يحد من تلك المعتقدات ؟ فيجيب :
- التفسير يحتاج منا ان نرجع مراحل .. المجتمعات البشرية مرت بثلاثة مراحل ، المرحلة البدائية ، كان الانسان يتعامل فيها مع مايحيط من كائنات وحيوانات ونباتات وظواهر طبيعية كما لوكان لها روح وهذا يطلق عليه الانسنة .. ثم تطور المجتمع واصبح اسمه "المجتع الخرافى" بمعنى ان النقط الغامضة يرجعها الى كائنات هو لايراها مثل العفاريت والجن ، حيث يقوده نقص المعرفة والغموض فى الاحداث الى ان ينسب الفعل الى قوى خارقة ، ولما نزلت الاديان السماوية اشتركت مع الاديان غير السماوية فى انها اعتمدت ذلك التفسير فكل الاديان السماوية فيها اعتراف بأن هناك عالما موازيا للعالم الذى نعيشه ، نحن نسميه مثلا عالم الغيب والشهادة ، الغيب هو مالانراه والشهادة هو مانشهده بأعيننا . وابتداء من القرن ال 17 ( قرن العقل فى اوروبا ) بدأ الانسان يحاول فهم العالم بموضوعية ، وان يرى الاشياء كماهى ويحاول ايجاد تفسير ، واذا عجز يسعى لاكتشاف طرق علمية توصله للمعرفة ، فكثير من الامراض فى اول الامر مثلا كانت تفسر على انها ارواح شريرة او عفاريت ، ولكن بعد الدخول الى مرحلة العقل بدأت الامور تختلف وظهر المايكروسكوب الذى جعلنا نعرف ان هناك جرثومة تسبب المرض ، ولولا المايكروسكوب ماكنا سنعرف .
الفكرة انه مع عصر العقل اصبح هناك اعتراف بأن هناك مناطق غامضة ينبغى عدم القفز لتفسيرها بانسنه الاشياء او بارجاعها لقوى خفية ، بل نحاول اكتشاف السبب .
كل المجتمعات البشرية مرت بهذه المراحل ، لكن المجتمعات المتقدمة التى عاشت الثورة الصناعية الاولى ومابعدها تجد ان مساحة الفكر العلمى فيها اكبر بكثير من الفكر الخرافى . طبعا ممكن تجد فى امريكا ناس تتكلم عن السحر ، لكن ليس بالشكل الكبير الذى عندنا
- وهل دخلنا فى مرحلة العقل فى مصر ولا لسه ؟
- هذا امر له علاقه بتراثنا وتاريخنا ، الامه الاسلامية العظيمة سادت
العالم 700 سنه لانهم اخذوا منهج العقل ثم فى مرحلة تاريخية معينة تراجع منهج العقل وحل محله منهج النقل أو العنعنه – عن فلان عن فلان- واصبنا من وقتها بكسل عقلى ، وانا ازعم بأن العقل العربى المسلم " دخل الفريزر " وتجمد ولم يعد لحالته الطبيعية ، اضيف الى ذلك نقطة اخرى وهى احساسنا العالى بالقهر والاحباط . وبأن الهوة تتسع بيننا وبين العالم المتقدم ، وباستحالة اللحاق بهذا العالم فهذا يجعلنا نسلك طريقا آخر ونقول اننا نمتلك الحق واننا"خير امة اخرجت للناس "
فى محاولة لتعويض مانشعر به من عجز . والخطير ان الفكر الخرافى اصبح يضع عباءة دينية ، فاذا انتقدت الفكر الخرافى تصوروا انك تشكك فى المقدس ، وعندما تناقش اى شخص منهم ستجده يقول لك : انت بتشك ان فيه عفاريت ؟ وانا اقول له الشيطان موجود لكن كل علاقة الشيطان ونسله للبشر هو الوسوسة ، وليس هناك فى صحيح الدين مايثبت ان شخصا لبسه عفريت ، وانتشار مثل هذه الممارسات أمر خطيرلان بها خلطا بين بين الفكر الخرافى وبين الفكر الدينى فى شعب به نسبة من الامية ، وحتى المتعلمون غير مثقفين
- هناك دراسة صدرت منذ 3 سنوات تقول ان 40% من المثقفين فى مصر يؤمنون بالشعوذة والسحر ، مارايك؟
-لأننا كلنا ابناء ثقافة واحدة وبيئة واحدة ، وانت لاعندك تعليم ولاثقافة
ولاحتى خطاب دينى رشيد ... الخطاب الدينى يغزى اللجوء الى الماضى .. وليس غريبا فى تلك الظروف ان تنتشر هذه الافكار .
- هل يمكن ان تكون الكوارث الاقتصادية التى مرت بها البلاد وحالة
البطالة واجراءات "الاصلاح الاقتصادى " قد ساهمت بشكل او بآخر فى انتشار الخرافة ؟
- طبعا .. ولكن يمكن ايضا ان يكون الاحباط دافعا للتغيير ، يعنى مثلا نموذج مهاتير محمد فى ماليزيا . الراجل فى 23 سنه غير ماليزيا من دولة كانت اشد تخلفا منا – فى نفس المدة الزمنية- الى دولة معاصرة لانه استطاع أن يجد معادلة مناسبة لتوظيف الدين بشكل معاصر لكى يخدم البلد... احنا فى مصر لم نفعل ذلك
- لماذا ؟
- لان من مصلحتهم ان الناس يبقوا مشغولين طوال الوقت بالخناقات
على القناة التى فيها بنات عريانه او القناه التى عليها شيخ يتكلم عن جن
وعفاريت . وبالتالى يصرفوا نظر الناس عن ان هناك ظلما كبيرا وان
المشاكل الموجودة كلها بسبب سوء ادارة المجتمع وسء ادارة الوطن .
مشاهدة قالت لشيخ فضائى انها رأت فى المنام الشيخ الشعراوى فقال لها
انها علامة على انها ستتزوج وستدخل الجنه ..!!، هوا ده التخلف ، نحن كدولة رسبنا فى امتحان الحداثة ، العالم فى الخارج يتقدم بسرعة فلكية ونحن تحولنا الى سوق استهلاكية ، وعندنا موضة استيراد التكنولوجيا بدلا من ان نفكر فى العقلية التى تصنع التكنولوجيا
- هل لديك احصائية عن نسبة المصريين المؤمنين بالخرافات ؟؟
- لاتوجد دراسات ولكن الانطباع العام يقول اننا فى سنه 2006 اكثر التزاما بالتفسير الخرافى مما كنا فيه من 40 سنه ( وهذه هى الفترة التى انتشر فيها لفكر الوهابى مكرساتراث العفاريت – الكاتب ). انت ترجع الى الخلف .. كل التقارير الدولية فى كل عام اسوأ من سابقة .
- هل هناك مناطق معينة فى مصر تزداد فيها الخرافة الخرافة اكثر من
غيرها ؟
- الخرافة تنتشر فى كل البلاد عرضا وفى كل المستويات طولا ، يعنى
ستجد نفس التفكير بين اساتذة الجامعة ونفس التفكير بين موظفين او عمال او فلاحين بسطاء .. الخريطة تتسع ملامحها لتشمل كل الوان الطيف فى الشعب المصرى
- لماذا يتعرض العفريت لفلاحة بسيطة ويرمى بلاه عليها ويترك نيكول كيدمان او انجلينا جولى؟
- ( ضحك ) .. كلامك منطقى ، واذكر اننى قلت كلاما مشابها عندما التقيت باحد ممن يدعون تسخير الجان فى احدى الفضائيات ، قلت له اذا كنت تسخر الجان ارجوك سخر كتيبة منهم تروح نل ابيب وتموت شارون ورئيس الاركان ، ولا تعمل اى حاجة بدل ربط الناس..!!
- كان حسن التهامى مستشار السادات يخاطب الجن ويحضر روح عبدالناصر .. والآن لدينا رئيس حزب يحضر الارواح ( الشيخ الصباحى رئيس حزب الامه – الكاتب )
- هل يمكن ان تصاب النخبة السياسية الحاكمة بالهوس بالجن والعفاريت ؟
- طبعا يمكن ان تصاب لان النخبة دى مش مستوردة من بره ، حكامنا ابناء شرعيين لهذا المجتمع ، كل كل امراض المجتمع موجودة فيهم ، يعنى بعض الوزراء يزورون احد المشايخ ليأخذوا " العهد " عليه متصورين ان الحلول كلها ستأتى من عنده .. للاسف نحن لدينا اشكالية وهى ان الفكر الخرافى ظل فى هذه المنطقة ، ولما بدأ فى ارتداء عباءة الدين زادت المشكلة *
- هل مصر ملبوسة ؟؟
- مصر ملبوسة بالعفاريت الذين يحكمون ، وملبوسه ببشر آخرين متعلمين لكن عقلياتهم تسيطر عليها الخرافة ... وملبوسة بعدد كبير من المسئولين الذين يخدمون مصالحهم ..!! ( انتهى )
رأينا فيماسبق رأى العالم النفسى الدكتور شوقى العقباوى ، حيث نشرنا رأيه بالكامل ، والآن نستطلع رأى العالم النفسى الدكتور محمد المهدى ، الذى يقدم لنا وجهه نظر اخرى ليست متصادمة ولكنها ترى اسبابا اخرى غير الفكر الخرافى الذى يحكمنا ويسيطر علينا، حيث تتحدث عن المشاكل الاجتماعية والاحباطات النفسية التى تدفع بالبعض الى الهروب من الواقع الى الماورائيات ........ ونكتفى بالعنوان الرئيسى والعناوين الفرعية، فهى تلخص لنا مجمل ما جاء فى المقالة أو الحوار .
فيقول فى عناوين رئيسية :
( الحديث عن تأثير الجن على الناس يقدم للمجتمع تبريرا لمشاكله ومصائبه وتعفيه من مواجهه الحقائق المزعجة)
- وفى عناوين فرعية نجده يقول :
* الخوف المبالغ فيه من الجن لدى المصريين يعكس خوفا من الظلم أو
القهر او الحاكم المستبد
* الشعوب حين تفتقد المصداقية والشفافية تفتقد النور وتصبح حياتها
مسكونة بالمخاوف والتخيلات المرعبة
* المريض النفسى يستخدم الجن والعفاريت كستار لاخفاء مشكلاته
الحياتية الحقيقية التى لايريد ان يراها او يواجهها
* الشيوخ احيانا ينجحون فى العلاج بفعل الايحاء .. لكنهم يعالجون
الاعراض وليس المرض نفسه الذى يعود ليكشف عن نفسه عند اول
فرصة . ( انتهى )
ونعود الى التاريخ ... والى مملكة النبى سليمان التى صيغت حولها الكثير من الاساطير والتهويلات فى العظمة والابهه
( وجميع آنية شرب الملك من ذهب .. وجعل الملك الفضة فى اورشليم مثل الحجارة )
اما العرش فقد ( غشاه من ابريز ..) و ( كان لسليمان اربعون الف مذود لخيل مركباته ، واثنى عشر الف فارس ، فكان له الف واربعمائة مركبة )
وحتى يحوز اقصى درجات العز ( فقد صاهر سليمان فرعون مصر ، واخذ بنت فرعون ) و ( صعد فرعون ملك مصر واخذ جازر واحرقها بالنار وقتل الكنعانيين الساكنين فى المدينة ، واعطاها مهرا لابنته امرأة سليمان )
( كانت له سبعمائة من النساء السيدات ، وثلاثمائه من السرارى ) وحتى يستطيع ان يأتى هذا الجيش من النساء (.. كان طعام سليمان لليوم الواحد : ثلاثين كر سمين ، وستين كر دقيق ، وعشرة ثيران مسمنه ، وعشرين ثورا من المراعى ، ومئه خروف ، ماعدا الأيائل والظباء واليحامير والاوز المسمن ) راجع سفر ملوك اول – العهد القديم ص 3-11
ورغم هذه الابهة والعظمة والجيش العرمرم من العسكر والخيول
والعربات العسكرية ( ناهيك عن جيش النساء ..!!) فانه كما يخبرنا النص التوراتى تستعصى عليه المدينة الساحلية " جازر " حتى ان صهره فرعون مصر ارسل بضعة كتائب احتلتها ثم اهدتها له كعربون صداق لعرس ابنة الفرعون )......
كل هذا علاوة على جيوش الجن البنائين والغواصين والذى يبدو انه لم يكن بينهم محاربين اكفاء ، حتى يأتى فرعون مصر ويسلم له مدينة مستعصية عليه ...!!!
والسؤال : اين بقايا هذه المملكة العظيمة ..؟؟
من المعروف تاريخيا ان مملكة سليمان كانت حوالى عام 950 ق.م ،
ومعروف ان اهرامات مصر التى بناها المصريون الغلابة بدون جن او شياطين بدأت من العام 2800 ق.م – اى قبل مملكة سليمان باكثر من الف وثمانمائة عام . الفلاح المصرى الغلبان الذى بنى الاهرامات وتأكله دودة البلهارسيا وبنى معها المسلات وقصور الحكم ومعابد الكهنة ، نراها باقية حتى الآن .. فأين مملكة سليمان التى بناها خوارق الجن والشياطين ..؟؟
وقبل ان يقول قائل ان الرومان فى النكبة الاخيرة عام 70 ميلادية دمروا الهيكل وحطموا دولة اليهود ، نقول لهم انه قبل هذا التاريخ باكثر من الف وخمسمائه عام جاء الهكسوس ليحتلوا مصر وهم كما نعلم من التاريخ كانوا اعداء حضارة ، حيث عاشت مصر فى عهدهم اقسى انواع الاحتلال ، ومنعوا خلالها الكتابة والتدوين وانتهبوا المعابد ، ولو استطاعوا لحطموا الاهرامات والمعابد ، ولكن بناء البشر استعصى عليهم .. فلماذا لم يستعصى بناء الجن على الرومان ، خصوصا فى عصر ماقبل اختراع القنابل والصواريخ ..؟؟
واذا كانوا حطموا الهيكل والقصر الملكى السليمانى ، فأين باقى المملكة المترامية الاطراف والتى بناها سادتنا الجن والعفاريت ..؟؟
هنا يقف علم الآثار صامتا لايبوح بشئ ، ومن المعلوم ان الاسرائيليين فى فلسطين منذ اكثر من خمسون عاما يبحثون عن الهيكل او اى شئ
يدل على هذه المملكة .. ولكن دون جدوى .
وتقول لنا صحيفة الاخبار المصرية فى العدد 3138 بتاريخ 25/12/2004 تحت خبر " مفاجأة فى اسرائيل " وعنوان كبير " الاثر الوحيد الباقى من معبد سليمان مزيف "
ويقول تفاصيل الخبر : ( اعلن متحف اسرائيل ان فحصا حديثا اظهر ان انفس ممتلكاته وهى رمانة عاجية يعتبرها الباحثون الاثر الوحيد الموجود فى معبد هيكل سليمان ، هى قطعة مزيفة ، وتزامن الاعلان مع انهاء الشرطة وهيئة الآثار الاسرائيلية تحقيقا واسعا حول تزييف الآثار وكشف التحقيق الذى استمر شهرا العديد من عصابات التزييف .)
رأينا ان التاريخ كعلم ، وعلم الآثار، لم يكشف لنا حتى الآن شيئا عن هذه المملكة الاسطورية التى بناها الجن .
وعند هذا الحد نتوقف ، وفى المقالة التالية ساقص عليكم بعضا مما رايته من قصص عن تلبس الجن بالانسان وكيف قمت بتفسيرها تفسيرا علما بعيدا عن الخرافة ليثبت الطب وجهة نظرى فالى لقاء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.