لأن الثابت فى برنامج الإخوان أكثر من المتحول؛فإنه يمكن فهم ما تتم مراجعته مرحليا بحسب الحاجة الظرفية التى يتعرض فيها برنامج الإخوان لاختبارات تبدو إلى الآن سهلة ويمكن التعاطى معها بتحويل أهون الثوابت إلى صيغة مقبولة داخليا وخارجيا ودون أن تثير الصورة الجديدة امتعاض مقدسى الثوابت وساكنى الكهوف وهم فى واقع الأمر كثيرون يعتمد عليهم (إخوان الشارع )بحكم اقترابهم من نبض هذا الشارع وتغذيته بما يمكن تقبله قلبا وليس قالبا من ناحية!وإدراكهم لشحّ التواجد اليسارى والليبرالى من ناحية أخرى.فثابت ترشّح المسيحى والمرأة يمكن تمريره على مختبر المراجعة الحالية وتحويله إلى متغير شكلى يناشد هوى الغرب أو القوى غير الإسلامية مع وجود ضمانة مدروسة بصعوبة تحقّق هذا المتغير واقعيا وعلى المدى الزمنى المنظور اعتمادا على تحشيد وتقوية خطاب الداخل-المسئول عن الصوت الانتخابى بحيث لا يهز صورة الجماعة ويُظهرها فى موقف تناقض خطابى أو الاتهام بازدواجية خطابية؛لا سيما وإن هذا (المتحول)يقوم عليه شخوص محسوبون على الجماعة -بوصفهم نماذج معتدلة أو معارضين شكليين-وتقديمه فى صورة ملائمة لا تقلق البرنامج الإخوانى بما يخص الأيديولوجيا العامة للجماعة ,دون أن يمنع ذلك من مساس بالشخوص المنتمين للجماعة ؛فالفداء أحد أهمّ الصور التى تزرع فى ضمير هؤلاء المنتمين بحيث يتم التضحية بالفرد على حساب ثبات النموذج وعدم قلقلته لدى الأفراد والجماعات والدول بما يحقق مصداقية مفترضة تسمح بمشروعية حركة الجماعة فى الداخل والخارج وهو الفهم الناضج للعبة السياسة فى تصورى- والنوايا عند الله-الذى غفلت عنه القوى السياسيةوتمزقت بين متطلبات الخارج والداخل ,وإن تفهّمت بعض هذه القوى دورها الآنى فارتأت فى الداخل سبيلا للتواجد -من خلال عقد المؤتمرات واللقاءات الشعبية-حتى يستشعر الشارع وجودها الفاعل ومن ثمّ تنتقل إلى مرحلة الخارج الذى يكون مهيأ لتقبل وجودها بحكم القبول الداخلى.من ثم؛ستظل أرجوحة الثابت والمتحول هى الاختبار الحقيقى لقدرات الإخوان على الصمود فى تغذية الداخل بثابت والتلميح للخارج بمتحول ...بين تجربة إيران المعنية بالخطاب الأول ونموذج تركيا المعنى بالخطاب الثانى ..فإلى أى مدى يستطيع الإخوان التحرك فى مساحة يحدّ محيطها نقيضان؟!