ابدأ بقتل العشوائية التى بداخلك معنى كلمة عشوائى فى اللغة العربية هو الشىء غير المنظم أو لم يتم التخطيط له وهنا لا أقصد المناطق السكنية العشوائية التى ظهرت فى غفلة من الزمن والقانون تؤذى العين من منظرها القبيح وتدمى القلب على حال ساكنيها إنما أتحدث عن حالة العشوائية والتخبط السائدة فى كل المجالات، وتضرب المجتمع وتعصف بالآمال وتزيد حالة العجز والإحباط التى يعانى منها الجميع مشاكل بلا حلول، جهل وفقر ومرض وفساد كلها أشياء أفقدت الكثيرين الأمل فى غد مشرق وأماتت الحلم فى مستقبل أفضل، والحقيقة أن هذه العشوائية ليست وليدة اليوم أو أمس لكنها وليدة زمن بعيد أغمضنا فيه الأعين عن الخطأ الأول حتى أصبح الخطأ عادة والصواب هو الاستثناء فالبداية مع الحكومات المتعاقبة منذ الستينات من القرن الماضى، فالقرار الذى يصدر اليوم يتم إلغاؤه غداً والقانون قبل أن يصدر يتم وضع استثناءات تخترقه وتعصف به، والمشروع الذى يبدأ يتم وضع عراقيل توقفه بعد صرف الملايين، فمشاكل المرور هى نتاج تخطيط خاطئ للطرق، قروض يتم منحها للمواطنين لشراء سيارات دون تنظيم فأصبحت الأسرة تمتلك أكثر من سيارة، سوء سلوك من قائدى السيارات وبلطجة من الباعة الجائلين الذين أصبحوا يحتلون الطرق مع ضعف وتراخى وقلة الإمكانيات البشرية والمادية لإدارة المرور، كما أصابت العشوائية- وتلك مصيبة كبرى- التعليم مما أدى إلى ظهور أجيال جاهلة حاصلة على شهادات مدرسية وجامعية، فقد المعلم هيبته ومكانته وأهان نفسه ومهنته المقدسة حين وافق على أن يأخذ من التلميذ ثمن الدرس الخصوصى، أدمن التلاميذ وأولياء الأمور الدروس الخصوصية استسهالا، كره التلاميذ المدارس بما فيها من تكدس فى الفصول وعدم اهتمام من المعلمين وجمود فى المناهج التى لا تتناسب مع التقدم العلمى والتكنولوجى فى العالم مع اعترافنا بذكاء التلميذ المصرى الذى لا تسمح له الظروف بالنبوغ والتفوق وامتدت العشوائية لتضرب بجذورها الفن الراقى فانتشرت أفلام المقاولات بما تتضمنه من إسفاف تخاطب الغرائز وظهرت الأغانى الهابطة التى تغذى العين بما فيها من مناظر خليعة ورقصات مبتذلة ومعانى رخيصة وفى النهاية لقد أصابتنا العشوائية كمرض تفشى بيننا ومن هنا أطلق حملة "ابدأ بنفسك" لقتل العشوائية التى بداخلك حتى تعود شمس مصر لتشرق من جديد