القومى للمرأة يطالب الأجهزة الرقابية والمسئولين بالتدخل السريع لمنع ووقف عرض الأفلام المسيئة "شيفت تحرش": مايحدث فى الشارع تجسيدا لما يشاهده الشباب فى الأفلام على مستوى الإيفيهات أو الحركات من الابتذال الداخلية: تطالب بعدم لومها على عدم تحقيق الامان.. وتلقلى باللوم على صناعة البلطجة والدعارة من خلال السينما لم تنتهتى الخلطة السُبكية فى السينما المصرية، والذى ابتدعها السيناريست أحمد عبد الله، عام 2003 بفيلم الليمبى ، و منذ ذلك الحين أصبح المنتج الذى يريد أن يعمل "سبوسة" يتخذ هذة الخلطة فى السينما، والتى تتكون من "الرقاصة والبلطجى و المغنى"، ليغرى الجمهور من الشباب لكى يحقق افضل الايرادات، بعيد عن البحث على القيم والمبادئ لتقديمها لجيل المستقبل. و شهدت أفلام عيد الأضحى استعانة بعدد كبير من الراقصات داخل أحداث الأفلام، ومن بينهن عدد كبير من الفنانات اللاتى يظهرن بأدوار راقصات، استغلها المنتجون لجذب شريحة المراهقين لمشاهدة تلك الأفلام ، ويبدو الموسم السينمائي بمثابة كابوس مفزع للجمهور , ولذا كان الموسم الأكثر جدلا بفضل حملات المقاطعة التي لاحقت حفنة من الأفلام لاتزيد علي خمسة. حيث ظهرت دعوات خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي ترصد مئات التعليقات الساخرة، واللقطات الدرامية الحية, على الأفلام المتواجدة بدور العرض وبنظرة خاطفة علي موسم عيد الضحي لهذا العام سنجد جنوحا واضحا ميولًا نحو الإسفاف وضحالة الأفكار, والتركيز علي البطل الشعبي بمعايير" البلطجة". فمن جانبها وصفت وزارة الداخلية علي موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" حال أفلام موسم العيد في كلمات موجزة تضمنت كلمات خادشة للحياء, بلطجة, مناظر تخدش الحياء العام. وتساءلت الصفحة مستنكرة" أيها الممثلون أيها المنتجون.. أهذا هو تقديركم للشعب المصري ؟ هل المناظر الخليعة والكلمات الخادشة للحياء و البلطجة شيء لتقدم الأمم" وتابعت إدارة الصفحة هجومها قائلة" لا تعيبوا علي وزارة الداخلية في عدم تحقيق الأمن والأمان.. فأنتم من تصنعون البلطجة والدعارة بمثل هذه الأفلام.. فإذا ضاعت أخلاق هذا الشعب, فلقد ضاع الأمن والأمان". ويتزامن هذا مع إطلاق نشطاء مصريين, أخيرا,حملة لمقاطعة أفلام عيد الأضحي, بعنوان"هنقاطع الإسفاف.. مصر مش راقصة أو بلطجي",احتجاجا علي سيطرة قصص البلطجية (الخارجين علي القانون) والراقصات علي أغلب الأفلام المعروضة. و تجاوب عدد من النشطاء مع حملة"هنقاطع الاسفاف.. مصر مش راقصة أو بلطجي", مشددين علي أن أفلام العيد لهذا العام لا تناقش أي من المشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري. ومن جهته أعرب المجلس القومي للمرأة عن استيائه الشديد جراء عرض تلك النوعية من الأفلام خلال عيد الأضحي وأكد ان تلك النوعية من الأفلام تؤدي لازدياد معدلات التحرش الجنسي بالشارع المصري وهي الظاهرة التي نعاني منها جميعا بصورة تهدد أمن وسلامة المجتمع . وطالب المجلس بالقائمين علي صناعة السينما المصرية والأجهزة الرقابية والمسئولين بالتدخل السريع واتخاذ قرار حاسم بمنع ووقف عرض تلك الأفلام المسيئة حفاظا علي القيم والمبادئ وحماية للمجتمع من استفحال ظاهرة التحرش المؤسفة, خاصة أن تلك النوعية من الأفلام لا تتلائم مطلقا مع الأوضاع والظروف السياسية التي تشهدها البلاد خلال المرحلة الانتقالية والتي تستوجب من الجميع العمل الجاد والالتفاف حول مصلحة الوطن. وعلي الرغم من قلة المعروض من أفلام جديدة خلال موسم عيد الأضحي حيث لم تتجاوز خمسة إلا أنها أثارت استياء عدد كبير من المصريين أولها فيلم''8%'' الذي تدورأحداثه حول فرقة غنائية شعبية تقوم بإحياء الحفلات الغنائية بالمدارس, وتحدث عملية خطف في أثناء إحدي الحفلات فيتورط أعضاء الفرقة في الخطف بالخطأ إلي أن يتم كشف الحقيقة, والبطولة السينمائية هنا مطلقة لثلاثة من نجوم المهرجانات الشعبية هم شحتة كاريكا, وأوكا, وأورتيجا, ويشارك في بطولته مي كساب ومها صبري ونورهان وسعيد طرابيك, وهو من تأليف ابراهيم فخر وإخراج حسام الجوهري. والثاني'' القشاش'' في حارة شعبية يعيش بطل فيلم الذي يشارك في بطولته محمد فراج وحورية فرغلي وهبة مجدي ودلال عبد العزيز وحنان مطاوع وعلاء مرسي وتيتيانا, وتشارك الراقصه صافيناز بوصلة رقص على أغنيه "على رمش عيونها " وهو من تأليف محمد سمير مبروك, وإخراج اسماعيل فاروق, وتدور أحداثه في إطار اجتماعي إنساني حول شاب بسيط يعيش داخل حارة شعبية متهم بجريمة قتل يهرب من العدالة وتجمعه الظروف براقصة معروفة تساعده علي الهروب لفترة طويلة. أما الثالث'' عش البلبل'' فيتناول حكاية راقصة مغمورة في شارع محمد علي تتزوج مطربا شعبيا, ينقلها الي مستوي فني أرقي مما كانت تعيش فيه, ولكن ذلك لم يكن كافيا لتحقيق الرضا المتوقع, فتلتقي بعدد من الشخصيات التي تؤثر فيها وتغير مجري حياتها, ويشارك في بطولة الفيلم كريم محمود عبد العزيز ودينا ومي سليم وشعبان عبد الرحيم وطارق الشيخ ومحمود الليثي, وهو من تأليف سيد السبكي, واخراج حسام الجوهري. والواقع أن فيلمي'' هاتولي راجل'' و''شمال يا دنيا'' لا يبعدان كثيرا عن سابقتها بما تحتويه من مشاهد بطلجة وجرائم قتل وملاه ليلية ورقص, حيث تدور فكرة'' هاتولي راجل'' في إطار كوميدي- فنتازي إلي حد ما- حول فتاة تعيش قصة حب بين الأمل والخوف من الفراق, لها تطلعات كثيرة لكنها تتورط في مشكلة تؤدي الي انقلاب حياتها رأسا علي عقب, ويشارك في بطولة الفيلم أحمد الفيشاوي وايمي سمير غانم وشريف رمزي ويسرا اللوزي وعزت ابو عوف ونيكول سابا, وهو من تأليف كريم فهمي, واخراج محمد شاكر في أولي تجاربه في الاخراج السينمائي. في حين يتناول فيلم'' شمال يا دنيا'' مشكلة فتاة تعمل مطربة في ملهي ليلي لها تطلعات كثيرة لكنها تتورط في جريمة قتل غامضة, والفيلم بطولة أحمد عزمي ومي كساب وأحمد منير ودعاء سيف الدين وهيدي كرم, وهو من تأليف أحمد رحال, وإخراج اشرف نار في أولي تجاربه الإخراجية للسينما. من جهتها وصفت هالة مصطفى أحد مؤسسى مبادرة شفت تحرش، شكل الشباب الصغير بعد الخروج من دور العرض ومشاهدة أفلام العيد التى ترى أن بها قدرا كبيرا من الإسفاف أثر ليس فقط على زيادة نسب التحرش فى الشارع بل أيضاً فى شكل التحرش الذى أصبح تجسيدا لما يشاهده الشباب فى تلك الأفلام سواء على مستوى الإيفيهات أو الحركات، حيث وأوضحت حركة شفت تحرش أن الاقتباس لم يتوقف على الألفاظ بل امتد إلى الحركات المخلة التى يقوم بها أبطال الأفلام والتى يجسدها الشباب بشكل سافر من خلال رقصات مخلة يقومون بها والتى ينقلها الشباب بحذافيرها. ومن ناحيته قال الدكتور نائل السودة، أستاذ علم الاجتماع، إن الأولاد فى سن الثانوى والإعدادى يقلدون الممثلين سواء من خلال حركاتهم أو ألفاظهم وهو ما رصده جهاز مكافحة التدخين عندما رأى أن ظهور نجم مثل أحمد السقا وهو يدخن فى الأفلام كان لديه تأثير كبير فى انتشار التدخين، لذا طالبه الجهاز بعدم التدخين فى الأفلام لتأثيره على فئة ليست قليلة من الشباب.. الأمر نفسه يمكن قياسه على التحرش، مؤكدا أنه لا بد من تخفيف الإسفاف المقدم فى تلك الأفلام. في السياق نفسه يؤكد الدكتور عبدالرؤوف الضبع، أستاذ علم الاجتماع، أن الأطفال فى هذه السن يجسدون ما يشاهدونه وأن تأثير السينما وما يقدم بها بصفة عامة على التنشئة الاجتماعية خطير جدا خاصة فى مرحلة المراهقة فالسينما تؤثر بشكل كبير فى سلوك ولغة المجتمع وفى ثقافته أيضاً. ورصدت " المشهد " بعض ردود أفعال عدد من مختلف فئات المصريين على نوعية الأفلام في موسم عيد الأضحى المبارك خلال جولة بمنطقة وسط القاهرة . فيقول أحمد يوسف محام إن هناك موجة الأفلام الشعبية الهابطة التى انتشرت بكثرة خلال الفترة الأخيرة، وبالتحديد فى الأفلام التى تم إنتاجها مؤخرا، والتي تهدف لجلب الاموال للمنتجين فقط ولا تمت للفن بصله . أما محمود عباس ،صاحب محل ملابس، فيطالب بمقاطعه كل هذه الأفلام واصفًا اياها بالمبتذلة وليست الشعبية،التي تعلم الشباب والأطفال السلوكيات الخاطئة مثل السب والتحرش والالفاظ الخارجة . ومن جهتها دعت منال عبد الرحمن ، ربة منزل، الأهالي بتوعية أبنائهم ومنعهم من متابعه الأفلام التي تؤثر بالسلب على أخلاق الجيل ككل ، وتساعد على استخدام الأطفال للعنف في حياتهم العامة كما طالب القائمين على صناعة السينما بوقف كل هذه المهازل التي يقدمها المنتجين للمشاهدين في منازلهم دون مراعاه للحياء العام . ويوافقها في الرأي محمود كامل ، الذي يطالب أيضا بمقاطعة كافة الأغاني الشعبية التي تسبب نجاح للفيلم في حال مقاطعته في السينما مطالبًا نقابة الموسيقيين بمقاطعة كل المطربين الذين يساهمون في نشر تلك الأغاني التي تنشر الألفاظ البذيئة داخل البيت ويرددها الأطفال دون وعي . وعندما التقينا احمد عويس" 22 سنة" أمام إحدى دور العرض السينمائى بوسط البلد، أن أفلام العيد قامت بتجميع "أسوأ" ما في المجتمع وعرضتها في فيلم واحد، بعد ان أصبحت بلطجي وراقصة وأغنية شعبي. أضاف ان سكان العشوائيات في مصر فقراء، ولكنهم ليسوا بلطجية ولا يشربوا الخمور ولا يتحرشوا بالنساء، مثلما تصور هذه الأفلام، لافتا الى انه"سيقاطع أفلام العيد.. قائلاً"مصر مش رقاصة وفرح وشاب منحرف". و اعتبر محمد عبد النعيم رئيس الاتحاد الوطنى لحقوق الانسان أن نوعيات الأفلام مثل تلك المقدمة في عيد الأضحى “عاملا مؤثرا” في ازدياد معدلات التحرش ضد النساء والفتيات في مصر، معتبر أن مثل هذه الافلام تهدد مستقبل جيل كامل بسبب منظومة القيم التي تصدرها هذه النوعية من الأفلام.