قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار) متفق عليه. و قال : ( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه) رواه مسلم و أحمد. و قد بوب على الحديثين السابقين الامام النووي في كتابه رياض الصالحين (باب النهي عن الاشارة الى مسلم بسلاح و نحوه سواء كان جادا أو مازحا) و هذه اشارة فقط فما حال من يدعو الى القتل و سفك الدماء بدون حق ؟ و انظر الى هذه الآداب الاسلامية كما ذكر ذلك الامام مسلم في صحيحه في كتاب (البر و صلة الرحم و الآداب) و من المعلوم ان الامام مسلم لا يبوب في صحيحه لكن نجد في بعض النسخ التبويب و انما هذا من صنيع الامام النووي رحمه الله و قد بوب عليه ( باب أمر من مر بسلاح في مسجد أو سوق أو غيرها من المواضع الجامعة للناس أن يمسك بنصالها ) و ذكر حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال : مر رجل في المسجد بسهام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أمسك بنصالها كي لا يخدش المسلمين). و يؤخذ من هذا الحديث فوئد , منها : أن المسلم من سلم الناس من لسانه و يده بل كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كف الأذى صدقة (حديث متفق عليه) و الواجب على كل مسلم أن يقطع كل وسيلة مما تؤدي الى البغضاء و ظن السوء و لا شك ان الاشارة الى أي شخص بسلاح أو آلة حادة (مثل السكين و أيضا يدخل فيه القلم و نحوه و من يشير الى شخص بسيارته حيث أنه يريد أن يصطدم به و لو مازحا) قد يقع شيء في قلبه من غضب فيظن أن الشخص يريد أن يقاتله فعدم الاشارة بالسلاح يقطع هذا الشك و الله لا يحب الظلم و لا الايذاء بدون سبب سواء كان هذا الشخص كافرا أو مؤمنا و قال تعالى فيمن يؤذي المؤمنين : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا). و أيضا من الفوائد انك اذا حملتها بنصالها (أي: من المكان الحاد) و سقط منك بغير قصد فانها قد تؤدي الى جروح و ضرر أقل من أنك لو لم تحمل بنصالها. و مما يؤخذ من الحديث تنبيه الأطفال الذين يمشون في الشوارع و في أيديهم الآلات الحادة و نحوها فانها قد يوهم المشاهد أنه يريد القتال أو ربما هذا المظهر قد يخيف البعض و أيضا غير المسلمين عندما يرون هذا المشهد يظنون ظن السوء بالمسلمين و بعاداتهم و بتربية الآباء المسلمين لأبناءهم و الأهم من هذا كله انهم سينفرون من الاسلام و المسلمين و يطعنون بدين الاسلام و لكن اذا هؤلاء الأطفال يرون بعض المسلمين العقلاء البالغين و ربما ينتسبون الى العلم بشكل خاص يدعون الى قتال المسلمين بعضهم بعضا من أجل الحرية و كسب العيش و غيرها من الأسباب فهل سيرتدع هؤلاء الأطفال ؟ بل قد يتخذونهم قدوة حسنة من باب الاحسان ظن بهم. مع العلم أن الغرب يلزمون أبناءهم بهذا الأدب في تمرير الآلات الحادة , و لكن ألسنا نحن أحق بهذا الأدب منهم تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ و الله من وراء القصد.