الإسلام في حقيقته دين رحمة وسلام للعالم أجمع و ليس دين إرهاب، فالتحية في الإسلام هي السلام عليكم ، وصدق رسول الله حين قال: جئت لأتمم مكارم الأخلاق. وما نراه من صراعات مذهبية أو لأمور دنيوية ليست من الإسلام في شيء، وقد شرعت الحرب في الإسلام للدفاع عن النفس وضرورات الحياة ، والمتأمل في التاريخ الإسلامي يجد أن المسلمين لم ينتصروا إلا في القليل من المعارك ، و رغم ذلك كان ينتشر الإسلام ، مما يضحض مقولة القائلين بانتشار الإسلام بالسيف، فالإسلام انتشر بإقناع الداخلين فيه لاحترامه للعقل الإنساني و إجابته عن أسئلة المتسائلين في أمور العقيدة، وما يتصف به الإسلام من سماحة وعدل مع الناس جميعا، كما أن الإسلام يأمر أتباعه بعدم إجبار الناس على اعتناقه حيث يقول الله سبحانه في القرآن:"لا إكراه في الدين". و منذ أشرق نور الإسلام والرسول يؤلف بين قلوب البشر ،ويدعو لجماعة إنسانية واحدة لا لجماعات ،وكان يؤاخي بين الناس و يعاهد غير المسلمين ويصالح من يحاربونه و يسامح ويعفو عند المقدرة . واستطاع المسلمون الأوائل بفهمهم الصحيح للدين أن يقيموا حضارة انتشلت البشرية من جهلها و ظلماتها ، وبنت عليها حضارتها الحديثة، وعندما تفرق المسلمون لجماعات و مذاهب وطوائف ، وانحرفوا عن صحيح الإسلام أصابهم ما أصابهم من الضعف و التخلف و الذلة. حيث انشغل الكثيرون بالشكليات دون الجوهر وبالفرعيات دون الأصول ، و كفر بعضهم بعضا بجهل و غباء دون أن يلتمسوا الأعذار لبعضهم ، وهدف البعض إيجاد حجة لقتل المعارضين والوصول للحكم ، كما فعل الخوارج حيث أباحوا لأنفسهم قتل أعلم أهل الأرض بالإسلام بعد رسول الله وهو علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- و هم جميعا لا يساوون شعرة فيه . فالإسلام ليس لحية و ليس جلبابا قصيرا و إنما منهج حياة تقوم على تقوى الله و الحب في الله و العدل والمساواة والمحبة و السلام. فلا للجماعات و لا للمذاهب والفرق ولا للصراع من أجل السلطة ، و نعم للعودة لصحيح الدين و وحدة الصف و الكلمة، و الدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة و الحكمة و الموعظة الحسنة، ومد جسور التعاون مع الأصدقاء من أجل صالح البشرية جميعها.