اثخنت القلب جراح طعنات نجلاء اودت به .. فلم يعد ينبض بالحياة .. بل راح فى غيبوبة طويلة الامد.. طعنات السهام المسمومة اصابت نياط القلب فى مقتل .. فغشيته نوبات هياج اودت به الى مواطن التهلكة.. غرزت حراب بالقلب شديدة السنان غرزها حاقد موتور ، جعلته يتمزق ارباً .. وامصراه.. قلبى يتمزق الما من شدة وطاة ما يراه بك من هوان على ابنائك وعقوق لامهم ... الجنة تحت اقدام الامهات ولكن ابنائك ليسوا راجين فى الجنة بل ارادوا بعقوقهم لك نار جهنم وساءت مصيرا وامصراه... ضاقت النفس الما وكمدا مما تراه يُفعل بك من ابنائك .. فهم ما بين موتور حاقد او كاره او حسود او منافق او متطفل ينهشون بلحمك نهش الذئاب بميتة فى البرية... وامصراه... احاطوا بك من كل صوب وحدب .. احبابك ليسوا بقدر اعدائك .. صرت بين شقى الرحى اعداء من ابنائك واعداء من الخارج وما بين نارين يحترق قلبك ... وامصراه... شعارات وهتافات ... يا حبيبتى يامصر.. يا ارض الخلود.. يا مهد الحضارة... علمتى الدنيا... ابنائك هم خير ابناء العالم... فى حين انهم لم يفعلوا لك شيئا ولم يقدموا لك ما يرفع من قدرك .. بل على النقيض احاطوا بك من كل حدب وصوب ينهشون لحمك يقتلون البراءة فى عينيك يسرقون كل شئ حتى الحلم ارادوا ان يسرقوه منك... وامصراه ... حبنا لك اغنية يطرب بها السامعون... نصرنا شعار مكتوب بخطوط مزخرفة .. زفة عروس تطلق الزغاريد وما ان تطفئ الانوار الا وقد ولى كل من المدعوين من حيث اتى .. فلا يعنيهم سعدة العروس بقدر ما يعنيهم ما حصلوا عليه من مائدتها العامرة... وامصراه... عاث ابنائك فسادا ونهبا فى جسدك... عشت صابرة صبورة راضية بما قسم الله لك ... كلما اوغل فاسد من ابنائك ، تعفين عنه.. كلما نهب ناهب من جسدك .. تغفرين له... فالى متى صبرك؟ والى متى عفوك؟ والى متى غفرانك؟ وامصراه ... قرون مضت وانتى فى العلياء شامخة لم يؤذيك احد الا وكنت له مقبرة لم يصوب نحوك عدو سهما الا ورددته الى نحره... لم يقاتلك عدو الا ونكلتى به شر تنكيل... واليوم تقتلى فى اليوم آلاف المرات.. تذبحين كل ساعة على مذابح الابناء ومن كنا نحسبهم اشقاء ... تطعنين فى الساعة آلاف الطعنات .. يسيل من جنباتك دم قانت الاحمرار .. ومع كل هذا وذاك مازلت صابرة محتسبة لا تتاوهين .. لا يسمع لك صوت انين .. تبكين فى صمت ... تنزف اعضائك دما وتكتمين الآلم... تمدين يدك مصافحة وهم يطعنون يدك يقطعون اصابعك يشوهون وجهك ينكرون خيرك يلعنونك فى صبحهم ومسائهم فى ظاهرهم وباطنهم.. تتقربين فيدفعون بك لتبتعدى... تفتحيم ذراعيك لاحتضانهم فيغرزون الحراب بصدرك... تنظرين اليهم بشفقة ورحمة بيمطرون عينيك بالبارد ليفقأوا عيناك النجلاوتان ... تتقدمين نحوهم فيعرقلون قدميك كى لا تتقدمى ... تقدمين لهم الخير فينكرونه ... تدعوا لهم بالهداية فيصفونك بالفاجرة الكافرة... وامصراه ... لماذا تصبرين على أذاهم ؟لقد كفروك واخرجوك من ملة الاسلام ... ولعنوا قبطك ومزقوا عهد الامان المحمدى ومجدده الفاروق فى القدس ... لماذا ترقين فى معاملتهم بلين ولطف وهم يغدرون بك فى كل حين ولا يبالون ...؟ وامصراه.... حزين انا من اجلك ... مكلوم انا عليك ... كلما وجهت وجهى صوبك اراكى حزينة مهمومة .. طال الالم ولم نجد الطبيب المداوى ... وانت تخفين عنا بابتسامتك العذبة كماء نيلك المنساب سر صبرك .. سر ابقائك على ابنائك العاقين لك... وامصراه... قولى .. تحدثى .. افصحى... لا تصمتى... صمتك يعذبنى...هدوئك يمزقنى... انك لا شك لن تبخلى بالافصاح لى اى بنى... انا مصر .. مصر التى سكنت من سابق الدهر فى قلب الدنيا يوم ان خلق الله الارض ومن عليها ... اى بنى ... انا مصر التى احتوت الدنيا بين جنبيها...فوسع جنباى كل من بالارض.... اى بنى... انا مصر التى وهبنى الله الحياة ووهبنى ابناء وحفدة زجعلنى لهم ام رؤوم ... تسهر ليلها لا يغمض لها جفن ويداها تهدهد الصغير وتمسح دمعة الكبير... اى بنى... انا مصر ... اتستكثر على ان اصمت اليوم على عقوق ابنائى لى ... اواه يا ليل كم طال بى صبرى .. ولكن لابد لعقوقهم من نهاية .. سأتون نادمين متحسرين على فعلتهم التى فعلوها ويرجون رحمتى وغفرانى ... ولن ابخل على احد منهم بل ساطلب له الرحمة والهداية من الله .. اى بنى .. انا مصر .. الصابرة المحتسبة .. اعلم ان من عقنى نادم .. ومن اذانى اليوم فهو فى الغد متحسر.. ومن صوب الى قلبى حرة مسمومة سيكون فى سمها مقتله... لا تحزن فمن اراد بى سوءا وكل الله عنى من يرد سوئه اليه.. لا تحزن فساظل شامخة بالبررة من ابنائى الذين لم تتلوث عقولهم بالافك من القول ولم يتسرب الى قلوبهم الحقد ولم يسرى فى عروقهم طعام سحت حصلوا عليه بالتدليس والنفاق ... لا تحزن فانا مصر التى لا يهتز لها طرف فكم من الغوالى والمحن ولم تحن ظهرى ولم اهرم .. لا تحزن فالله فى عليائه قد امننى .. ورسوله قد جعل منى خير اجناد الارض فهم فى رباط الى يوم القيامة من اجل ذلك لا اخاف .. بل هم الخائفون.. ولا اقنط لانهم هم القانطون.. ولن اتولى لانهم هم المستدبرون .. وامصراه ملعون من اصاب قلبك .. ملعون من اراد بك سوء.. مطرود من رحمة ربى من كفر بك... انه بطر الحق ان تكونى انت دون الامم فى المؤخرة.. هالكُ من نظر اليك بطرف عين حقوده .. كافر من رفع سيفه عليك ... وامصراه .. لله درك