لا أحد من المصريين وخاصاً من عاشوا أثناء حرب أكتوبر وبعدها يجهل سيناريو الحرب المجيده والاحداث الملازمه لهذه الحرب ولعل من أبرز الاحداث التى وقعت اثناء حرب أكتوبر هى الثغره التى تم خلقها فى الجبهه المصريه وشكلت حينها خطراً عظيماً على الانجازات العسكريه التى تحققت لولا حنكه وبراعة القائد العسكرى والجيش المصرى أنذاك . ولعل الثوره التى إندلعت فى الخامس والعشرين من يناير للعام الفين وإحدى عشر لت تقل أهميه عن العبور المجيد فى حرب أكتوبر ، ففى هذه الثوره الشعبيه المتفرده بين ثورات العالم عبر المصريين حاجز اكثر قوه وإرتفاعاً من خط بارليف المنيع الا وهو حاجز الخوف واليأس والاحباط ، هذا الحاجز الذى تفرغ أركان النظام البائد لتأسيسه وبناؤه حتى صار حاجزاً مرعباً ويشعر كل مصرى على أرض هذا الوطن بإستحالة عبوره ، حتى ان الاباء قد عكفوا على تربية ابنائهم على مبادىء الاستكانه وعلى شعارات من بينها " يابنى ملكش دعوه بالسياسه ، خليك فى حالك يابنى ، إمشى جانب الحيط وكل عيش علشان ربنا ينجيك ....." الى غير ذلك من الاشارات والشعارات التى تشبع منها المصريين على مدار عقود طويله . ولأن هذه الثوره عظيمه ويجب ان تكون النتائج المترتبه عليها عظيمه ايضاً ، يجب أن يفطن المصريين الشرفاء الى نسج العنكبوت الذى يتم نسجه الان لإيقاع تلك الثوره فريسه للنظام السابق الذى لايزال يتشبث بالحياه ولديه بعض الاوتاد المزروعه فى البلاد شرقاً وغرباً ، يجب أن ننتبه جميعاً الى تلك الثغره التى صنعها هذا النظام المخلوع فى بؤره مهمه وحيويه على أرض الوطن والمسماه بشرم الشيخ ، هذه البؤره التى يخطط منها أركان النظام التى لاتزال تتنفس لكى ينقضوا على تلك الثوره الخالده فى التاريخ حيث ان هذا النظام لديه من الخبرات والدهاء ما يستطيع به ان يحول الحق الى باطل مثلما فعل فى عقود متتاليه ، حيث بدأ فى الضرب على أوتار مشاعر المصريين وإستعطاف ضمائرهم التى دمرها لسنوات وسنوات فأخذ يلوح بالمرض والشيخوخه والبطولات المفتعله ، فإنتشرت فى الايام الاولى بعد التنحى شائعات الغيبوبه المرضيه والحاله النفسيه السيئه وترتيبات الجنازه العسكريه واشياء من شانها ان تقذف فى قلوب أشد المعارضين شىء من الرحمه والشفقه على هذا المسكين الذى يحتضر ، ثم ظهور شرزمه لا تعرف صالحها من طالحها تدعوا الى تكريم الرئيس وتعتذر له عما بدر وتدعوا لمسيرات الوفاء ورد الدين . كل هذا لا يعتقد اى عاقل انه يتم بشكل عشوائى بل هو منظم تنظيم شيطانى ويشتم فيه اى مصرى نبيه رائحة النظام الامنى المخلوع . لذلك يجب على الشرفاء فى هذه البلاد وعلى رأسهم القوات المسلحه أن تنتبه لهذه الثغره قبل أن تتسع وان تقوم بمسئولياتها تجاه تلك الثوره التى منحتها كل الثقه لما لها من نزاهه وسيره عطره بين كل المصريين ، ويجب علينا التصدى بكل حكمه لهؤلاء المنتفعين الذين يرتدون ثياب الوفاء والاخلاص لهذا النظام الفاشى ، والا نترك لهم الفرصه ان ينتشروا أو تقوى شوكتهم ، فهؤلاء من فلول الحزب الوطنى المخلوع وأنصار الفساد والمنتسبين إلى الثقافات الخربه يوجد من بينهم من إختلط عليه الامر وتأثرت أحاسيسه بهذه السموم التى تضخ ببطىء فى شريان الثوره . ويجب ان يكون للثوره مطلب جديد ولا تهاون أو رجعة فيه الا وهو ضرورة مغادره هذا الرئيس المخلوع أرض مصر بالكامل هو عائلته الى اى مكان ، فشرم الشيخ جزء من ارض مصر التى لفظته . فلينتهى هذا العهد وليذهب الى محرقة التاريخ بكل ما فيه وكل ما عليه ، ولينتبه المصريون الى بلدهم الغاليه والى ثورتهم العظيمه حتى لا يتسلل اليها لصوص التاريخ .