أحدث نجاح ثورة 25يناير التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس المخلوع حسني مبارك، تغييرا شاملا وسريعا في الإعلام المصري عامة والحكومي منه بشكل خاص وتحول هذا الاعلام الرسمي من حالة عدم الاعتراف بالثورة والهجوم عليها واتهام المشاركين فيها بالخيانة والعمالة والتخريب إلى تبني مطالبها والإشادة بمن قاموا بها. لكن هذا التحول لم يرضي لجان العمل الشبابي العاكفة الآن على وضع لائحتي الشرف والسوداء بالاعلاميين والفضائيات التي ساندت الثورة وتلك التي وقفت في وجهها ، على الصعيد الداخلي في مصر فان العاملين في المؤسسات القومية تكفلوا ويتكفلون بتدفيع المسيئين الى الثورة الثمن ، فمن طرد رموز النظام البائد من مناصبهم على رأس المؤسسات القومية بتحريض وباحتجاج من العاملين الشرفاء في تلك المنافذ الاعلامية الممولة باموال الشعب المصري إلى الفضائيات الخارجية التي وقف بعضها مع النظام في الجوهر ولكنه ساير الشعب المصري في العلن كما فعلت قناة العربية التي حرصت على تنويع محاولاتها لاحباط الثورة باساليب عديدة . اما لائحة الشرف التي تضم اعلاميين وفضائيات وقفت من ثورة الشعب المصري، فيحفظ الثوار لقناة العالم الاخبارية وللجزيرة الفضائية ولفضائية الجديد اللبنانية وللمنار اللبنانية يحفظون لتلك القنوات اسمى مشاعر الامتنان والوفاء ، ولأن نالت الجزيرة القطرية نصيبا وافرا من الثناء والحمد على موقفها الداعم للثورة فان قناة العالم الاخبارية حفظت لنفسها مكانا مميزا جدا في قلوب المصريين والمصريات لما قدمته للثورة المصرية من دعم وتغطية ولما تحملته من مظالم على يد بلطجية وامن النظام الراحل الذي ارسل بلطجيته لاحتلال مكاتب القناة ودفع بامنه وبمخابراته إلى ملاحقة مراسلي العالم الذي اصبحوا مطاردين في المدن المصرية وكأنهم اهداف يجب ازالتها لخطرها على النظام وهو ما جعل مراسلي القناة بالنسبة لثوار المدن المصرية شركاء ورفقاء في الثورة الشعبية التي حقققت انتصارها بتنازل حسني مبارك عن كرسي الرئاسة . في المحصلة وبنتيجة الثورة عرف الشعب المصري من هو الصديق ومن هو الخصم والعدو من بين القنوات الاخبارية التي تعامل بعضها بخبث مع الثورة ومع احداثها وتعاملت قنوات اخرى بينها قناة العالم بكل مهنية وبشفافية عكست نقاء الثورة المصرية وسمو اهدافها . الشعب المصري الثائر لن ينسى اصحاب سوء النظام البائد من بين الاعلاميين والفضائيات وهو بالتأكيد لن ينسى تلك الايادي البيضاء التي امتدت إلى جراحه تداويها ولو بكلمة طيبة وهو ما شاركت فيه بفاعلية كبيرة قناة العالم الاخبارية . وكانت أنباء غير مؤكدة منقولة عن رئيس حكومة تصريف الاعمال الفريق شفيق قد رشحت الإعلامي عماد الدين أديب لمنصب وزير الإعلام الشاغر، وتحدث كثيرون حول كونه أبرز المرشحين للمنصب لكن أديب، وفقا لمقربين منه، نفى عزمه الموافقة على قبول المنصب ولان حصل وتم تعيين اديب فان ثورة اخرى في الوزارة قد تندلع في اوساط الاعلاميين لان عماد الدين اديب من رموز الاعلام المقرب جدا من حسني مبارك وعائلته وبالتحديد من ابنه علاء ولم ينس العرب والمصريين بعد مشاركة عماد الدين اديب في احتفال القوات اللبنانية المسيحية والذي قال فيه بحق سمير جعجع قائد حزب القوات ما لم يقله مالك في الخمرة وكل ذلك لارضاء نظام حسني مبارك الذي كان يرعى بتكليف اميركي قوات جعجع تلك . وكانت وسائل الاعلام الحكومية في مصر قبل انتصار الثورة قد شنت هجوما لاذعا على قناة العالم الاخبارية وعلى ايران واتهمتها بتحريض المتظاهرين التحرير وعمد في ذلك الوقت وزير الاعلام المصري السابق انس الفقي الى تحريض مدير الاخبار في قناة النيل الاخبارية لاستضافة اعلاميين عرب ومصريين شنوا هجوما على قناة العالم وعلى ايران وطالبوا بمعاقبة مراسلي تلك القناة بحجة انهم يحرضون الناس على الثورة . من المعروف ان مراسلو القناة تعرضوا للضرب ولتكسير معداتهم عدد من المدن المصرية على يد بلطجية النظام وذلك بشكل متعمد وهادف. .