المادة (219) من الدستور الاخوانى الذى نسجت نصوصه من خلف شعب قوامه 90 مليون .. عادت اليوم للطفو على السطح مرة أخرى .. والمتابع للامر برمته لا يجد الا كلمات من هنا او من هناك تصدر بين الحين والآخر من (السلفين )- وما هم بذلك الوصف ولا المسمى—لتقيم الدنيا ولا تقعدها...... المادة وضعت فى دستور 2012 الإخوانى ارضاءً لعولاء المتفلسفين ممن يدعون أتباع السلف وهم أبعد الناس عن السلف الصالح وأراد الإخوان فى ذلك ضم هؤلاء اليهم وطيهم تحت عباءتهم وقد كان – راجع اعترافات ياسر برهامى فى كثير من الفيديوهات التى تحدث فيها عن تلك المادة- و نصت المادة 219 علي أن : "مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية، وقواعدها الأصولية والفقهية، ومصادرها المعتبرة، فى مذاهب أهل السنة والجماعة". كما جاء نص المادة الثانية كالتالى: "الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع". وتحدث الكثير من العلماء أن هذه مادة كارثية لانها ستفتح الباب لكثير من التأويلات وستدخلنا الى تعقيدات لا حصر لها فى تفسير أمر ما ..وهذا كفيل بدفع البلاد لمزيد من التناحر بين طوائفة التى أخترعوها .. سلفية وجهادية واصولية وأخوانية وأزهرية وصوفية .. لنظل فى تناحر لا طائل من ورائه الا مزيداً من افقار هذا الشعب واندثار مقوماته وانحسارة عن مسايرة العالم .... فى الوقت الذى يتناحر فيه السادة على نص مادة فى الدستور واعلان النفير العام وحى على الجهاد وهلموا يا قوم الى الحرب ضد الكفار والمشركين الذين يعملون على محو الإسلام من مصر بجرة قلم بحذف المادة 219 من الدستور ... هيا الى الجهاد ضد هؤلاء الذين سجعلوا مصر بلا إسلام .. وأن هذه المادة ستمنع الصلاة فلا نسمع بعد ألغائها صوتاً لمؤذن ولا قارئ لقرآن ... تناحر السادة لا قيمة له لان فى وقت تناحرهم العالم يهرول بسرعة البرق نحو تقدم علمى وتقدم انسانى وابتكارات فى شتى مجالات العلم والرخاء الإنسانى .. وهؤلاء مازلوا فى القرن الاول قبل الميلاد يبحثون عن الهوية... والسؤال الملح هنا .. ماذا فعلتم خلال عام من وجود هذه المادة ؟ ما الذى حققتموه من وجود هذه المادة فى دستور يا أخوان ..هل أوقفتم بها فساداً .. هل أطعمتم بها جائعاً .. هل أقمتم بها مشروعاً للحد من البطالة ... هل ساعدتم بها على ايقاف نزيف الإقتصاد ... ؟؟؟؟؟ أم أنكم جعلتموها عنواناً لفسادكم ودليل عجزكم عن أقامة الشريعة التى تتشدقون بها ليل نهار عبر الفضائيات وأنتم لا تعلمون منها حكماً ؟؟؟ وهل من سيقود مسيرة تحقيق الشريعة أبو أنس على الطريق الزراعى .. أم البلكيمى بعد تصليح انفه؟؟؟؟؟ إن الشريعة والهويه التى تتشدقون بها وجدت فى مصر منذ مجئ عمرو بن العاص رضى الله عنه منذ ذلك الحين ومصر إسلامية دينها وهويتها الإسلام .. لأهل الديانات الأخرى ذمة عندنا فلا نتعرض لمعتقداتهم ولا اديرتهم ولا صوامعهم .. فلم نكن كفاراً ولا مفتقدى هوية لتكونوا أنتم من يضع لنا ويحدد هويتنا !!!! أعتقد ان هذه الحرب التى يشنها التيار المتشدق بالهوية ما هى الا شو أعلامى ليقولوا انهم هنا ولهم كلمة مسموعة بيننا بعدما لفظ الشعب هؤلاء الا من قلة تؤمن بافكارهم وتسير خلف معتقداتهم بلا تروى وتعقل كالانعام بل هم اضل سبيلا.... هذا الشو الذى يصنعه هؤلاء لن يكون له من تاثير على شعب علم مقاصدهم وذاق وبال أمرهم ...وقد يخرج منهم من يصفنا بالكفر والفجور وعظائم الأمور.. ولكننا طوال خمسون عاماً لم نجد فى مصرنا غير الإسلام ديناً ومعاملة وهوية لنا تعلمنا ان الدين قبل ان يكون مظهرا بلباس ولحية هو معتقد ايمانى قلبى عقلى يدعوننا الى الايمان المطلق بالله ورسوله ورسله وملائكته وكتبه ولم يدعونا الى تناحر على لباس ولحية نطيلها ام نشذبها .. معتقد دينى واضح للمتعلم والأمى يقودنا الى آيات الله فى الكون واستصلاحة وأعماره الى التراحم والتكافل .. الى ان نكون أمة واحدة ...ولم يكن الإسلام منذ بدء الدعوة الى أن يشاء الله الا كذلك ... وكم من فترات من الزمن مر على مصر من مغتربين لم يستطيعوا أن يغيروا من هوية مصر .. فالاستعمار بكل اشكاله وصنوفهلم يبدل هوية مصر منذ عمرو بن العاص الى يومنا هذا .. ولم تتبدل ثقافة مصر الإسلامية العربية بأستعمار او هجمة من هنا او من هناك........ لا اجد لهذا التراشق بين المتأسلمين مظهراً وبين الشعب اليوم من أجل المادة 219 من دستور يا أخوان الا نوعاً من الملهاة والكوميديا العفنة التى طالما وجدناها منهم من قبل ...فلا وجودها يعطى صكاً اننا مسلمون او الغائها يمحو دينا بالقلوب والعقول قائم الى يوم تقوم الساعة...ولكنها الرغبة فى تحقيق اهداف لهم من وراء هذه المادة التى قيل فيها الكثير من أهل العلم والقانون وعلى الرغم من ذلك يتشدق بها المتأسلمون طوق نجاة لهم........... كان اولى بهؤلاء التمسك بوضع مادة تحافظ على كرامة الانسان .مادة تحفظ للفقير حقه .. مادة تؤمن الشعب من الفاسدين...مادة تمنع المتسلقين الطفيلين من أخذ حقوق غيرهم .. مادة تعاقب كل من تسول له أذلال الشعب واحتكار طعامة وشرابه... مادة تحافظ على آدميتنا لا هويتنا التى وجدت من قبل ان تخلقوا ايها البائسون المفلسون .... يريدون ان يقفزوا فوق الوطن بعبارات وشعارات اما الواقع فهم ابعد ما يكونوا عنه .. بسياراتهم الفارهة وملاينهم التى ملأت البنوك وما ينهبونه من منح خليجية وغربية .. يضعون شروطا ومواداً يتفلسفون بها علينا ... ونسوا ان يقودوا اصلاحا لعشوائيات ... او اخراجا لاحياء من مقابر يقيمون بها ... غفلوا عن عجوزاً تبحث عن كسرة خبز فى قمامة على الطريق ... ومن اظلم ممن افترى الله [email protected]