حقا إن أصعب شيئا على الكاتب أن يجد نفسه مجبرا على الرحيل من واحته التي اعتاد أن يحلق في أجوائها بفرح ونشوى ، حقا شيء مؤلم أن يجد قلمه وقد تكسر ولم يقوى على المواصلة في دروب الكتابة ، وفى المقابل شيء جميل أن تجد من يعيد لهذا القلم انكساراته ويلملم تبعثر أفكاره – فالواحة لاتخلوا من المنغصات والعراقيل التي تحول دون التواصل المستمر مثلما لا تكاد تخلوا من الورود الجميلة التي تفوح بكلمات عبقة وطيبة تشدك للعودة والتي كان من الصعب جدا التفكير بها ولكن العقل يكون أن نقدر تلك القلوب والأقلام ولا نتجاهل وجودها ومناداتها وهى الكبيرة بنظرنا في مبادئها والمتواضعة رغم كبريائها، الأخت الفاضلة /واحة الخير والأمان والأخت الفاضلة الكاتبة/فايدة احمد – وملهم الروح وأستاذي الأخ/احمد خيري باشا- وجميع الإخوة من كتاب ومحررين ومعلقين والقائمين على هذا الموقع الرائع – إن الطيور لا تعرف إلا الوفاء وما وقوفي بجانب الأخت الكريمة / فايدة احمد ، وإن صح التعبير بجانب قلمها لأنني أمقت الظلم في لحظة صدق وجدت نفسي محلقا في أجواء معركة لم أكن أفكر فيها من يكون المنتصر ، وكان جل همي أن أقف مع الحق وآثرت الانسحاب والحزن يدثرني لما آلت إليه الأوضاع فاللون الرمادي قد طغى في أجوائي وكان لابد من الرحيل بعد أن أصاب قلمي الاختناق والذي سرعان مازال اليوم عبر كلماتكم الرقيقة والتي حركت السكون واندثر من خلالها حزني وألمي ليوقظني قلمي وهو يلملم جروحي ويستعيد أنفاسه بتفاعلات القراء وتضامنا معكى ياواحة الخير فيما ذهبتى إليه ولم ألبث أن وقعت عيني على مناشدة أخرى حانية وعزيزة علينا جميعا ألا وهى الكاتبة فايدة أحمد – التي لم تترك لي مجالا من خلال عبق كلماتها وأسلوبها الرائع الذي أخجلني وترك الأثر الطيب بنفسي وفجأة وبدون موعد تقع عيني على ماكتبه وفنده في صورة بليغة أستاذي احمد خيري باشا صاحب كوب الشاي بالنعناع ولقد جسد كل منكم بأحرف كلماته وصدق حديثه لتكتمل معها صورة موقع شباب مصر والمنتمين إليه في أبهى صوره وهذا إن دل فإنما يدل على أصيل معدنكم الطيب الذي لم أكن أملك تجاه هذا الأمر إلا الإسراع بالعودة من أجلكم جميعا وكم هالني هذا الكم من الأحبة القراء الذين تفاجأت بأسماء لم أكن قد قرأت لها من قبل – عدت ولكي أكون صادقا مع نفسي فمازلت أشعر بألم وغصة وجرح لن يندمل سريعا لقسوته لأنه غائر في قلمي والذي أنا متأكد من أنه سوف يستعيد أنفاسه ويلملم جروحه حال معاودة تحليقه مرة أخرى في سماء واحة الإبداع وفى مساحات الحرية لأن لكم مكانة كبيرة في قلبي وكتبت الآن هذه الكلمات أحبتي لكم ومن هنا أناشد أخي الكريم والأستاذ الفاضل /عادل أمين صادق – صاحب القلب الكبير – والإبتسامه الساخرة في أن يعود مرة أخرى لمحرابه ليمتعنا بكلماته ودوما نحن إخوة تجمعنا من خلال هذا المحراب الأدبي لكي نزداد معرفة وعلم فمهما اختلفنا فنحن أسرة واحدة وإني أمد إليه يدي وأرفرف وأجول فوق أجوائه لكي يرجع لنا بالسلامة وينير مكانه الذي لا يوجد من يملا الفراغ الذي تركه – وأخيرا فإن الكلمات لا توفى حق المبدعين وأصحاب الفكر وأصحاب الأقلام النيرة ولكم الشكر جميعا على صنيع ماقمتم به وأدام الله الحب بيننا كإخوة وأصدقاء وأشكر كل من بادر بتلك المبادرة الطيبة وإن دلت فإنما تدل على الروح الطيبة – والشكر الجزيل للموقع والقائمين عليه من أستاذنا احمد عبدالهادى وكل رفاقه كل في ميدانه0 طائر الليل الحزين