التحديات التى يمر بها الوطن وحزب شباب مصر كثيرة وقد رأت صحيفة شباب مصر الإلكترونية نشر قصة قصيرة رفض أحمد عبد الهادى زعيم حزب شباب مصر نشرها باعتبار أنها جزء من الأديب الذى يسكنه لكننا صممنا على نشرها اليوم ووافق لنا ***** ألاتتفق معى ياحبيبى فى روعة الهدوء الذى يكتنف هذا القبو من حولنا ؟ وهذه الجرذان التى تحتله ولايظهر منها على ضوء القبو الشاحب إلا أشباح راقصة وأكوام القمامة التى تملؤه وهذا العفن الذى ينشب ذراعية فى كل شىء هنا ألا ترى أن كل ذلك يشكل لوحة سريالية مدهشة ؟ يالك من طفل لماذا تلتزم الصمت حيال ثرثرتى ؟ أعرف مايجول بفكرك الآن وأعرف مدى حزنك وقلقك على أصحابك بالخارج لكننى رغم ذلك أعرف بأنك يجب أن تفكر معى فى وسيلة نهرب بها من هذا المكان رباه .. نظراتك حزينة .. توجعنى أرجوك باسم حبنا يجب أن تظل قويا .. من أجل كل أصحابك من أجلى ثم دعنى أسألك ياطفلى المدلل ألا تتفق أنهم أسدوا إلينا صنيعا عندما سجنونا معا تحت الأرض .. ؟ كنت أنا وحيدة وكنت أنت كذلك وكنت دوما أطالع صورك بصحفهم وتحتها سطور تقول : ( مطلوب حيا أو ميتا ) وتمنيتك .. منذ سنوات طويلة إنتظرتك نعم ياحبيبى إنتظرتك كنت على يقين من قدومك ذات يوم لى فقد تغلغل حبك بين جوانحى وشعرت منذ أن رأيت صورتك لأول مرة أنك نصفى الآخر الذى كنت أبحث عنه بين صفحات الكتب وثنايا الفكر .. وكانت المظاهرات ورأيتك ياحبيبى فوق الأكتاف شامخا تصرخ فى قوة : نموت .. نموت ويحيا الوطن وكانت سحب الدخان وعشرات القنابل المسيلة للدموع وجنود الأمن المركزى والعربات المدرعة وإنهال رصاصهم علينا من كل اتجاه وتساقطت الأجساد بالمئات وفر الناجون منهم ورأيتك تصارع على الأرض وحدك مضرجا فى دمائك .. أسرعت إليك دون مبالاة برصاصهم كنت تعانى من نزيف حاد يتدفق كالشلال من ساقك وجدتنى دون أن أدرى أخلع سترتى عن جسدى لأوقف النزيف وأصبحت أمامك عارية ولم أخجل .. فقد كنت سترتى وكل ملابسى واحتضنتك لأطمئنك إلى أننا لازلنا بخير وأنك رغم جحافلهم بخير وأنهم رغم الرصاص والجنود والعربات يهتزون منا رعبا وإقتربوا منى ومنك لحظتها فقط شعرت بعريى فتواريت أسفلك لتحول دونهم وعريى وكنت لاتزال فاقدا وعيك وتسربت دماؤك إلى جسدى دافئة وإختلطت معالم جسدى بدمائك لحظتها لم أشعر بالخوف شعرت بأننى رغم قسوة الموقف أذوب فيك أتوحد بك فقد كنت قطعة منى جزء فصلوه عنى فى غفلة من الزمن ثم عاد أخيرا إلى آه .. هاأنت ترهف السمع أخيرا لما أقول فقد كنت فاقد الوعى فى تلك اللحظات ولحظتها كشروا عن أنياب فولاذية وصوبوا فوهات بنادقهم نحونا لحظتها إحتضنتك وواريتك رغم العرى أسفلى لتفوز أنت بالحياة وأغمضت عينى واستسلمت لمشيئة الله وفى تلك اللحظة رأيت آلاف المتظاهرين يتساقطون عليهم من كل جانب من الطرقات من أسفل الأرض من السماء فقال أحدهم ملوحا ناحيتنا : اقتلوا رأس الأفعى واعترضه آخر قائلا : بل دعوهما أحياء لنتفاوض على رأسيهما وجرونا معا معصوبى العيون إلى هذا القبو تحت الأرض كان المكان مظلما تماما فى البداية مالبثنا أن إعتدنا عليه وأصبحنا رغم أنفهم نرى الأشياء من حولنا .. وتآلفنا مع مئات الجرذان العملاقة غارقا فى صمتك لازلت حسنا دعنى أطمئن على جرحك حمدا لله لقد أخذ فى الالتئام بصورة مدهشة لكن وجهك ملتهب وجسدك يتفصد عرقا ألقى برأسك فوق صدرى وحاول أن تغمض عينيك قليلا يجب أن تنام لنتمكن من التفكير فى وسيلة للهروب النوم حلم بعيد المنال الآن حسنا دعنى أحكى لك حدوتة لتساعدك على النوم " كان ياما كان .. فى سالف العصر والأوان .. كان فيه فارس جميل إسمه الشاطر غريب سجنوه ظلما تحت الأرض وهو فى طريقه للبحث عن ست الحسن والجمال .. الشاطر غريب لم ييأس ولم يحزن . وأخذ يشق طريقا للنور والحرية ."