محافظ الجيزة يكلف بمضاعفة جهود النظافة عقب انكسار الموجة الحارة    ترامب: سنناقش مسألة تبادل الأراضي والقرار يعود للجانب الأوكراني ولن أتفاوض باسمهم    فيصل وشلبي يقودان تشكيل البنك الأهلي أمام حرس الحدود بالدوري الممتاز    "عملتها الستات ووقع فيه الرجالة"، مقتل وإصابة 3 أشخاص فى مشاجرة بين عائلتين بالبدرشين    نجوى فؤاد تحسم الجدل حول زواجها من عم أنغام ( فيديو)    «يا رايح للنبي».. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025    بعد «الإحلال والتجديد».. افتتاح مسجد العبور بالمنيا    قبل ساعات من قمة ألاسكا.. بوتين في أكبر مصنع روسي لإنتاج كبسولات تعزيز الذاكرة والمناعة (تفاصيل)    متحدث باكستاني: عدد قتلى الفيضانات المفاجئة في شمال غرب باكستان ارتفع إلى 157 شخصا    المتحدث العسكري ينشر فيديو عن جهود القوات المسلحة في إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة (تفاصيل)    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 فلكيًا في مصر (تفاصيل)    الاتحاد السكندري يعاقب المتخاذلين ويطوي صفحة فيوتشر استعدادًا ل «الدراويش» في الدوري    فليك: جارسيا حارس مميز وهذا موقفي تجاه شتيجن    تشالهانوجلو يعود إلى اهتمامات النصر السعودي    الرئاسة في أسبوع، السيسي يوجه بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام.. حماية تراث الإذاعة والتلفزيون.. ورسائل حاسمة بشأن أزمة سد النهضة وحرب غزة    ب6 ملايين جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    المنيا.. مصرع طفلة إثر صعق كهربائي داخل منزل جدتها بسمالوط    رئيس جامعة بنها: التعليم بداية الطريق وتقديم كافة أنواع الدعم للخريجين    فنانو مصر عن تصريحات «إسرائيل الكبرى»: «نصطف منذ اليوم جنودًا مدافعين عن شرف الوطن»    عمرو يوسف: تسعدني منافسة «درويش» مع أفلام الصيف.. وأتمنى أن تظل سائدة على السينما (فيديو)    رانيا فريد شوقي في مئوية هدى سلطان: رحيل ابنتها أثر عليها.. ولحقت بها بعد وفاتها بشهرين    وفاء النيل.. من قرابين الفراعنة إلى مواكب المماليك واحتفالات الخديوية حتى السد العالي    حكم من مات في يوم الجمعة أو ليلتها.. هل يعد من علامات حسن الخاتمة؟ الإفتاء تجيب    «إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة».. إمام المسجد الحرام: تأخير الصلاة عند شدة الحر مشروع    خطيب الجامع الأزهر: الإسلام يدعو للوحدة ويحذر من الفرقة والتشتت    «السلام عليكم دار قوم مؤمنين».. عالم بالأزهر: الدعاء عند قبور الصالحين مشروع    بحث تطوير المنظومة الطبية ورفع كفاءة المستشفيات بالمنيا    نائب وزير الصحة: مهلة 45 يومًا لمعالجة السلبيات بالمنشآت الطبية في المنيا    بطعم لا يقاوم.. حضري زبادو المانجو في البيت بمكون سحري (الطريقة والخطوات)    خدمات علاجية مجانية ل 1458 مواطنا في قافلة طبية مجانية بدمياط    الصفقة الخامسة.. ميلان يضم مدافع يونج بويز السويسري    متى تنتهي موجة الحر في مصر؟.. الأرصاد الجوية تجيب    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    محافظ الدقهلية يتفقد عمل المخابز في المنصورة وشربين    عودة أسود الأرض.. العلمين الجديدة وصلاح يزينان بوستر ليفربول بافتتاح بريميرليج    ترامب يؤيد دخول الصحفيين إلى قطاع غزة    مالي تعلن إحباط محاولة انقلاب وتوقيف متورطين بينهم مواطن فرنسي    محافظ أسيوط يتفقد محطة مياه البورة بعد أعمال الإحلال    قصف مكثف على غزة وخان يونس وعمليات نزوح متواصلة    117 مليون مشاهدة وتوب 7 على "يوتيوب"..نجاح كبير ل "ملكة جمال الكون"    البورصة: ارتفاع محدود ل 4 مؤشرات و 371.2 مليار جنيه إجمالي قيمة التداول    مديرية الزراعة بسوهاج تتلقى طلبات المباني على الأرض الزراعية بدائرة المحافظة    تراجع معدل البطالة في مصر إلى 6.1% خلال الربع الثاني من 2025    السيسي يوافق على ربط موازنة هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لعام 2025-2026    الزمالك يمنح محمد السيد مهلة أخيرة لحسم ملف تجديد تعاقده    «الطفولة والأمومة» يحبط زواج طفلتين بالبحيرة وأسيوط    الكنيسة الكاثوليكية والروم الأرثوذكس تختتمان صوم العذراء    الكشف على 3 آلاف مواطن ضمن بقافلة النقيب في الدقهلية    نائب وزير الصحة يتفقد المنشآت الطبية بمحافظة المنيا ويحدد مهلة 45 يوما لمعالجة السلبيا    الإدارية العليا: إستقبلنا 10 طعون على نتائج انتخابات مجلس الشيوخ    ضبط مخزن كتب دراسية بدون ترخيص في القاهرة    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15 أغسطس 2025 والقنوات الناقلة.. الأهلي ضد فاركو    ياسر ريان: لا بد من احتواء غضب الشناوي ويجب على ريبييرو أن لا يخسر اللاعب    قلبى على ولدى انفطر.. القبض على شاب لاتهامه بقتل والده فى قنا    ضربات أمنية نوعية تسقط بؤرًا إجرامية كبرى.. مصرع عنصرين شديدي الخطورة وضبط مخدرات وأسلحة ب110 ملايين جنيه    الدكتور عبد الحليم قنديل يكتب عن : المقاومة وراء الاعتراف بدولة فلسطين    نفحات يوم الجمعة.. الأفضل الأدعية المستحبة في يوم الجمعة لمغفرة الذنوب    بدرية طلبة تتصدر تريند جوجل بعد اعتذار علني وتحويلها للتحقيق من قِبل نقابة المهن التمثيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قاعدة إبن لادن في البيت الأبيض
نشر في شباب مصر يوم 26 - 11 - 2010

حقيقة لا لبس فيها، هي أن القاعدة والمحكمة الدولية صناعة بل أدوات محدثة بيد أمريكية بالخفاء والعلن. وبمعنى آخر أصبحتا مطية وحجة مختلقة للدخول الأمريكي إلى ساحة مدروسة ومستهدفة. وللتعبير بطريقة أخرى: إذا كانت السياسة التكتيكية قائمة بالأساس على خدمة الإستراتيجية القومية لدولة أو لدول كبرى، فإن تنظيم القاعدة والمحكمة الدولية هما الأداتان الرئيسيتان للتحرك التكتيكي الأمريكي في العالم، ولنسميهما القفازين أو القناعين المستعملين بما يخدم إستراتيجيتها الكبرى وخاصة في منطقة العالم العربي وما يتصل به في آسيا وإفريقيا.
لقد استطاعت مراكز الدراسات والتخطيط الأمريكية خلق المبررات والدوافع لشن الحروب ، التدخل ، الحصار، إضافة إلى ممارسة الضغوط على الدول والأنظمة في مراكز التأثير على مصالح الولايات المتحدة ، هذه المصالح إقتصادية ،عسكرية، سياسية ، ثقافية، إضافة إلى المزاج الإمبراطوري الأنكلوسكسوني في إرهاب الشعوب أو الحكومات.
إن الغرور والسيطرة هما دائما المنطق المميز عند قيام أجهزة التخطيط الإستراتيجي في الدول الكبرى بالإعداد لعمل كبير مثل شن الحروب، ويعتمد هذا المنطق على توفير المبررات والحجج لتقديمها وترويجها في تلك الدول تعبئة للجماهير وحشداً لها خلف القيادات السياسية، ولتقوية الجبهة الداخلية فيها. هذا ما تفعله الإدارات المتعددة في أمريكا وبريطانية وفي دول كبرى أخرى، كما رأينا في عملية تفجير الأبراج التي كانت قد أشرفت على نهاية مدة صلاحيتها، دون أخذ أي اعتبار لعدد الضحايا ما دامت الغاية عندهم تبرر الفظائع وأعمال قتل كهذه، إضافة إلى أعمال أخرى كتفجير قطارات أنفاق أو أسواق أو هدم أبنية بساكنيها كما حدث في إحدى الدول الكبرى عندما قام جهاز الأمن فيها بتفجير أبنية ضخمة بساكنيها واتهام المتمردين بفعلها، ومن ثم حشد التأييد الشعبي لإعلان الحرب لتدمير الخصم المجرم والإنتقام منه مهما كانت العواقب والضحايا.
إن خلايا القاعدة تدار أمريكيا وخفية دون علم أعضاء تلك الخلايا المنفذين والذين لم ولن يكونوا أكثر من المادة أو الوقود المستعمل في تنفيذ ما تم التخطيط له في واشنطن مسبقاً ، وعلى اعتبار أن عناصر هذه الخلايا في غالبيتهم من الشباب المتحمس والمندفع حقدا على السياسات الغربية في المنطقة العربية والأجزاء المسلمة في آسيا وإفريقيا ، فإن مراكز التخطيط السياسي الأمريكي استغلت ذلك لصالحها فاستطاعت جعلهم أدواتها في التنفيذ التكتيكي، أما قيادات تلك الخلايا فهم العناصر المدربة والموجهة من قبل أجهزة أمنية تابعة لبريطانيا أو لأمريكا . إن أفراد تلك القيادات التي يمكن أن نسميهم بالمتأسلمين أو المستعربين إذا كانوا بالأساس ليسوا عربا أوعلى الأغلب هم عرب مرتزقة يجيدون التظاهر بالإيمان والتدين لخداع العناصر، ودفعها للتطرف أكثر، وبطريقة التعبئة وبرمجة دماغ على مستوى عالي من الخبرة، يجعلون من خلالها تلك العناصر مادة طيعة لتنفيذ ما يطلب منها بشكل أعمى ! أما علاقة تلك الخلايا بما يسمى مجموعة ابن لادن فهي، بعد حرب أفغانستان لم تعد أكثر من عملية خداع ! فلا وجود لتلك العلاقة على الإطلاق إلا ما تتناقله وسائل الإعلام التي تخدم العم سام نفسه، مع أن ابن لادن والظواهري ضروريا الوجود، لتحميلهم كل الخطايا والإرهاب كجزء من تلك اللعبة وليظهرا دائما بالمسؤلين عن ما تنفذه القاعدة من جهة، وكرمز بالنسبة للعناصر التي تتألف منها الخلايا، وكأن ابن لادن والظواهري فعلا هما القيادة والموجه لتلك الخلايا الضائعة بالنسبة لهما، ومن مبلغ الحقيقة أن نسلم بأنه، لا يعرف بتلك الخلايا ولا يوجهها إلا الأجهزة الأمريكية المختصة وبمساعدة محتملة من البريطانيين . أما دور الدول الأخرى الموالية للإدارة الأمريكية فتنحصر بتنفذ تعليماتها دون أن تطلع على المخططات ومحتواها أو أهدافها ، هذا مع العلم أن بعضا من تلك الحكومات قد تكون تعرف ، تتفهم، بل وتساهم بالكثير من الأدوار في الخفاء ، أما الأطراف الأخرى فما عليها إلا الصمت والخضوع أوالرضا كشريك أحيانا وتابع في أكثر الأحيان .
لو أرادت الولايات المتحدة وحلفائها التخلص من ابن لادن وجماعته لتم ذلك دون تعب وبأسرع ما يمكن، لكن وجود ابن لادن ضرورة قسوى لنجاح الألاعيب والأفلام المرسومة للشعوب سواء كانت تلك الشعوب عربية أو غربية .
لقد استطاعت القاعدة (خلاياها الأمريكية الصنع والتوجيه) أن تقدم خدمات جلى للمصالح والسياسات الغربية بما فيها مصالح إسرائيل، ومن هذه الخدمات :
أولا- تقديم الذرائع والحجج لقيام أمريكا وحلفائها بتنغيذ ما رسموا له في أي منطقة مستهدفة.
ثانيا- استغلال أو استعمال (خلايا ما يسمى بالقاعدة) للتأكيد على الصورة المرسومة عن الإسلام مسبقا في الثقافة الغربية من أن الإسلام والمسلمين يتصفون بالتعصب وحب قتل الأبرياء والعدوانية الرعناء والإجرام باعتبار الدوافع ناتجة عن تعاليمهم الدينية المتخلفة والمشجعة على العنف والإرهاب... ! هنا لنقف قليلا..! ولماذا يحاولون التأكيد على هذه الصورة المرسومة مسبقا في الثقافة الغربية والتي رسمها المتطرفون الغربيون متحالفين مع الفكر الصهيوني المتعصب فعلا في عدائه للعرب والمسلمين؟!
من الواضح أن هدف السياسة الغربية ذات المنحى الإستعماري الإستعلائي الأعمى، قائمة أساسا على الطمع في خيرات الشعوب وثرواتها. إن تكريس هذا الفكر الحاقد والمتعالي في عقل الإنسان الغربي سيبقى مغذيا لسياسات الأوساط الإمبريالية والصهيونية ومسوغا لإستمرارها موجهة ضد العالم العربي، والذي لا يتصور الغرب نفسه بدونها ، وعلى أساس التناقض في المصالح بل وحتى في الوجود والثقافات.
إننا نلاحظ أن نشاط خلايا القاعدة لا يظهر إلا حيث تريد السياسة الامريكية، والذي يتم ليتبعه تدخلها كما هو في اليمن والجزيرة العربية وإفريقيا ، بما فيها الصومال وكينية وفي غرب إفريقية حيث رفضت دولها طلبات الولايات المتحدة ببناء قواعد عسكرية لها هناك! إن النشاطات الإرهابية المدبرة أمريكيا، تستعمل لإشعار حكومات تلك الدول بضرورة الوجود الأمريكي ولزوميته في خدمة أمن أي من تلك الأنظمة الحاكمة. كما هو في أفغانستان، موريتانيا ، إندونيسيا ، الباكستان وفي الهند حيث الحاجة لاستعداء الهند على العرب والباكستانيين ولجذبها لحلف المصالح الغربية والإسرائيلية.
أما نشاط القاعدة في العراق - فمن المدهش أنه لم يتهم أحد بعد الجيش الأمريكي بتمويل القاعدة هناك ، تزويدها بالسلاح أو تسهيل إيصال السلاح إلى خلاياها وتوجيه نشاطها وتوقيت تنفيذ عملياتها ومكان ذلك التنفيذ ! نعم لم يتهم أحد بعد الولايات المتحدة بالوقوف وراء نشاط القاعدة في العراق، إما بسبب الغفلة والجهل أو بسبب الخوف من قول الحقيقة وإغضاب أمريكا التي لا تريد لأحد هنا اتهامها، باعتبارها المسؤول الفعلي عن عمل القاعدة في العراق كما في غيره! إن متابعة الأحداث واستقراء خلفياتها يسمح لي أن أأكد هنا أن المخابرات الأمريكية هي التي تدير خلايا القاعدة في العراق كما في غيره بما في ذلك مهاجمة المسيحيين العرب في بيوتهم وكنائسهم لخدمة مآربها ، عملائها ومبرر استمرار وجودها فيه وفوق حقول نفطه الكبرى. أما دور إيران في هذه الأحداث فهو كبير وسري ويتصف بتعاون سري مخابراتي مع الأجهزة الأمريكية لخدمة مصالح الطرفين سواء كانت هذه المصالح متضامنة أو متضاربة.ويؤكد ذلك كون المتشبثين بالسلطة في العراق هم عملاء مزدوجي الوجوه ولذلك يحظون بدعم مزدوج أمريكي إيراني.
لم تقم القاعدة بعمل واحد ضد إسرائيل أو حتى ضد الجهات العليا الحاكمة في الدول المفترض أنها معادية للعرب والمسلمين. أما أحداث أبراج نيويورك فلم تكن إلا عملية أمريكية سرية التخطيط والإعداد وليوكل بتنفيذها لمجموعة مغفلين من المتعصبين المسلمين، ولتصبح حجة للحروب، ومبررا لحشد تأييد الشعوب الغربية المتأزية من هذه العملية، خلف التهور العسكري أينما دعت ضرورات ومصالح تلك الاوساط.
إننا نلاحظ كيف تقوم قناة الجزيرة بدور بوق إعلامي للقاعدة أحيانا، لتنقل بياناتها وخطابات قيادتها المزعومة وبث البرامج عن نشاطاتها !! أليس هذا مدهشا !؟ ما كان هذا ليتم إلا بتعليمات من الولايات المتحدة نفسها بهدف التأكيد أن القاعدة موجودة ويقودها ابن لادن والظواهري، كجزء من اللعبة الأمريكية في خداع الشعوب و الرأي العام ، فلو لم تشاء الولايات المتحدة هذا، لأنهت وجود القناة تماما، وخاصة أن القاعدة العسكرية الأمريكية على مقربة منها، إضافة إلى أن الكثير من الناس يتوقعون أن يكون ابن لادن والظواهري مقيمين في إحدى المزارع التابعة للمخابرات الأمريكية قرب واشنطن !.
إلى ذلك، أكد أحد المصادر المطلعة في الولايات المتحدة أن المخابرات الأمريكية تستطيع التقاط كل ما يتم من اتصالات على سطح الأرض عبر الهواتف الجوالة وتأخذ منها كل ما يهمها. ناهيك عن الصور الدقيقة لكل شيء حسب كلام ذلك المصدر .
إن هذه الأساليب الإجرامية الماكرة قد أصبجت شبه مكشوفة ومنذ اغتيال كل من الأخوين كندي. وليبقى للماسونية وللمؤتمر اليهودي العالمي اليد الطويلة مشاركة في الأمر والتوجيه! حتى أن اغتيال السيد رفيق الحريري لم يكن الهدف منه إلا ابتزاز الذين يواجهون إرادة الغرب بالرفض والتحدي ، وتهديدهم بالحرب تارة وبالحصار والعقوبات تارة أخرى . إن الأوساط الإمبريالية لن تتردد بفعل أكبر الجرائم لكي تبرر من خلالها أفعالها، ولخلق الحجج لتلك الافعال.
لا بد من الإشارة إلى واحدة من تلك الأفعال- إنها عملية لوكربي التي نفذتها المخابرات الأمريكية نفسها، لتخلق المبرر وقتها لحصار ليبيا، ومن ثم إعلان الحرب عليها وتدميرها إذا ما رفضت الرضوخ لمطالبهم وشروطهم الشيطانية، ولإجبارها على التنازل عن كثير من المبادئ والسياسات بما فيها السياسة ذات الطابع القومي والوحدوي.
المحكمة الدولية تم تشكيلها بمبادرة أمريكية من وراء الستار لكي تكتمل بها منظومة إرهاب الشعوب وابتزازها، ولاستعمال ما يسمى القانون الدولي مسوغا للحصار والضغوط وشن الحروب باسم هذا المجتمع والذي ليس له بهذ اعلاقة من قريب أو من بعيد ، وللتهديد بإسقاط الحكومات غير التابعة أو غير الملتزمة بالتعليمات الآتية من واشنطن وحلفائها.
رأينا كيف تستعمل هذه المحكمة، مرة ضد سورية المقاومة ومرة ضد حزب الله المنتصر ومرة ضد حكومة السودان، والهدف، هو ، هو ! وقد رسم من قبل من يحرك هذه المحكمة ويعطي إدارتها التوجيهات والتوصيات كما يعطيها لخلايا القاعدة التي أسس ، ويؤسسها عند الضرورة عبر عملائه وموظفيه سواء كانوا عربا أو متأسلمين.
إن مراكز الإعداد والدراسات التابعة للمخابرات البريطانية مختصة بصناعة وإعداد رجال دين، أئمة ومشايخ، ليتم زرعهم سواء في أوربة أو في العالم العربي ، كأن يظهر شيخ وإمام مسجد في بريطانية متميز بسوء المظهر واللباس وبذقن بشعة الشكل ويتظاهر بالتطرف والتحريض ضد الغرب نفسه، وفي عقر داره، وليكون نموذجا عن الإسلام والمسلمين، يثير ازدراء السكان هناك وينمي روح الكراهية للعرب والمسلمين!. ويرسلون بالبعض الآخر من هؤلاء إلى مناطق في العالم العربي لصناعة تيارات وجماعات دينية لاستعمالها عند اللزوم حيث يسهل انقيادها باسم التعاليم الدينية وهي ليست أكثر من قناع يبدو للبعض الساذج جميلا، لكنه يخفي وراءه ما يخفي من أعمال التجسس والتخريب في بنية الدين والمجتمع وللتحريض على القيم والمشاعر القومية العربية بهدف استثنائي هو القضاء على العروبة وعلى أي أمل بوحدة العرب ( أكبر ما تخشاه أوربة والولايات المتحدة)، ولتخريب الدين وتشويهه من داخله.
لقد قرأنا وسمعنا وشاهدنا ما فعلته الأحزاب الدينية، التي أسستها بريطانية للعالم العربي في النصف الأول من القرن الماضي، وطيلة الخمسين سنة الماضية.
لقد قرأنا كيف دخل نابليون مصر رافعا راية الإسلام نفاقا وخداعا، حتى أن أحد كبار مشايخ مصر قد صدقه لدرجة أنه أهداه أبنته وهي في السادسة عشرة من عمرها ليتزوجها وقد فعل !!! كذلك فإن الشيخ حسن الترابي والمعروف أي الأحزاب يقود في السودان، قام بتسليم الفدائي كارلوس الذي قاتل عن ومع العرب طويلا، وكان قد أعلن إسلامه ، قام بتسليمه لأعداء العرب والمسلمين !!! فهل هذا من شيم الإسلام والمسلمين. ثم قام ذلك الرجل بفرض الشريعة الإسلامية على من لا يعرفها ولا يؤمن بها عنوة، وهم مسيحيوا جنوب السودان، فأثارهم ودفعهم لكره العرب والإسلام والمسلمين، وهم الآن في طور الإنفصال بدعم اسرائيلي وغربي.
إنما يدعوا إلى الدهشة ويؤكد ما سبق ، أن الترابي مع انفصال الجنوب رغم معرفته أن هذا الإنفصال يهدد أمن ومستقبل مصر والسودان ونهر النيل .
وأشياء مثيرة آخرى - كأن يظهر شيخ متطرف في تعصبه وقد تخرج من مراكز المخابرات البريطانية للإعداد والتأهيل السري، يجمع الشباب اليافع حوله ويقوم بعمليات غسل لأدمغتهم باحتراف! وقد يقوم بتوزيع المال على بعضهم ليحظى بمحبتهم وإخلاصهم وقد يؤهلهم ليظهر منهم من يصبح عضوا في خلايا ما يسمى بالقاعدة ، وهناك من المتأسلمين من يوكل إليه بإنشاء تيارات دينية تعصبية صماء أو ينشئ مذاهب جديدة منحرفة تشد المجتمع إلى الوراء وتزرع به بذور التخلف والفرقة والإنزواء، بما في ذلك التحريض على نشر النقاب والجلباب ومنع العم من رؤية كنته والإبن من رؤية زوجة أبيه أو زوجة أخيه، وجعل التحدث بين الأقارب من وراء الأبواب، ويستطيع ذلك الشيخ جمع تلامذته بأي وقت يشاء ليقبلوا يديه ويرتموا على ركبتيه، مصطفين أمامه بخشوع ووقار، وكأنه الإله . ولعل هذا ما يتم في مناطق كثيرة في شمال إفريقية والشرق العربي واليمن والباكستان واندنيسيا.
أعتقد أنه آن لنا أن نستيقظ ونفتح عيوننا لنفهم ماذا يجري حولنا وبنا. وعلينا أن لا نستغرب إذا ما ظهرت صورة لأسامة وهو يجلس على ركبة أوباما كما جلس بندر على ركبة بوش.
د. حسن خلوف - موسكو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.