2 بيولوجيين وتوفى آخر.. أبرز المعلومات عن أبناء كريستيانو رونالدو وجورجينا    خماسي يتقاسم صدارة الهدافين.. تاريخ مواجهات الزمالك والمقاولون العرب قبل مباراة الدوري    الأمم المتحدة: أكثر من 100 طفل قضوا جوعا في غزة ودعوات عاجلة للتحرك    رئيس إسكان النواب: مستأجر الإيجار القديم مُلزم بدفع 250 جنيها بدءا من سبتمبر بقوة القانون    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي تل الهوا بمدينة غزة    ترامب يمدد الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يوما    اليوم، إعلان نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025 بالموقع الإلكتروني، اعرف الموعد    شاهد، كيف احتفى جنود إسرائيليون بقصف وقتل مدنيين فلسطينيين عزل في غزة (فيديو)    انخفاض أسعار الفراخ الأبيض في أسواق أسوان اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد إطلاق مبادرة "أمل جديد" للتمكين الاقتصادي    اليوم، إعلان النتيجة الرسمية لانتخابات مجلس الشيوخ والجدول الزمني لجولة الإعادة    نتيجة تنسيق المرحلة الثانية أدبي.. الموقع الرسمي بعد الاعتماد    الخارجية الروسية: نأمل في أن يساعد لقاء بوتين مع ترامب في تطبيع العلاقات    أنس الشريف وقريقع.. مما يخاف المحتل ؟    غارات واسعة النطاق في القطاع.. والأهداف الخفية بشأن خطة احتلال غزة (فيديو)    وسائل إعلام سورية: تحليق مروحي إسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 12-8-2025 مع بداية التعاملات الصباحية    سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 قبل استهلال التعاملات    "كلمته".. إعلامي يكشف حقيقة رحيل الشناوي إلى بيراميدز    وليد صلاح الدين: أرحب بعودة وسام أبوعلي للأهلي.. ومصلحة النادي فوق الجميع    مبلغ ضخم، كم سيدفع الهلال السعودي لمهاجمه ميتروفيتش لفسخ عقده؟    «زيزو رقم 3».. وليد صلاح الدين يختار أفضل ثلاثة لاعبين في الجولة الأولى للدوري    بطل بدرجة مهندس، من هو هيثم سمير بطل السباقات الدولي ضحية نجل خفير أرضه؟ (صور)    مصرع شخص تحت عجلات القطار في أسوان    لتنشيط الاستثمار، انطلاق المهرجان الصيفي الأول لجمصة 2025 (فيديو وصور)    4 أبراج «في الحب زي المغناطيس».. يجذبون المعجبين بسهولة وأحلامهم تتحول لواقع    من شرفة بالدقي إلى الزواج بعد 30 عاما.. محمد سعيد محفوظ: لأول مرة أجد نفسي بطلا في قصة عاطفية    "كيس نسكافيه" يضع الشامي في ورطة بعد ترويجه لأغنيته الجديدة "بتهون"    24 صورة لنجوم الفن بالعرض الخاص ل"درويش" على السجادة الحمراء    بالصور.. أحدث جلسة تصوير ل آمال ماهر في الساحل الشمالي    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    تحارب الألم والتيبس.. مشروبات صيفية مفيدة لمرضى التهاب المفاصل    خلاف جيرة يتحول إلى مأساة.. شاب ينهي حياة آخر طعنًا بكفر شكر    موعد مباراة سيراميكا كيلوباترا وزد بالدوري والقنوات الناقلة    حزب شعب مصر: توجيهات الرئيس بدعم الكوادر الشبابية الإعلامية يؤكد حرصه على مستقبل الإعلام    التحفظ على أموال وممتلكات البلوجر محمد عبدالعاطي    وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية يعقد اجتماعاً موسعاً لمتابعة الأداء وتحسين الخدمات الصحية    أبرزها الماء والقهوة.. مسببات حساسية لا تتوقعها    "بلومبرغ": البيت الأبيض يدرس 3 مرشحين رئيسيين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي    19 عامًا على رحيل أحمد مستجير «أبوالهندسة الوراثية»    أصالة تتوهج بالعلمين الجديدة خلال ساعتين ونصف من الغناء المتواصل    د. آلاء برانية تكتب: الوعى الزائف.. مخاطر الشائعات على الثقة بين الدولة والمجتمع المصري    محكمة الأسرة ببني سويف تقضي بخلع زوجة: «شتمني أمام زملائي في عملي»    رئيس «الخدمات البيطرية»: هذه خطط السيطرة علي تكاثر كلاب الشوارع    نجم الأهلي السابق: صفقات الزمالك الجديدة «فرز تاني».. وزيزو لا يستحق راتبه مع الأحمر    استغلي موسمه.. طريقة تصنيع عصير عنب طبيعي منعش وصحي في دقائق    «مشروب المقاهي الأكثر طلبًا».. حضري «الزبادي خلاط» في المنزل وتمتعي بمذاق منعش    انتشال سيارة سقطت بالترعة الإبراهيمية بطهطا.. وجهود للبحث عن مستقليها.. فيديو    كيفية شراء سيارة ملاكي من مزاد علني يوم 14 أغسطس    حدث بالفن | حقيقة لقاء محمد رمضان ولارا ترامب وجورجينا توافق على الزواج من رونالدو    أخبار 24 ساعة.. 271 ألفا و980 طالبا تقدموا برغباتهم على موقع التنسيق الإلكترونى    إطلاق منظومة التقاضى عن بعد فى القضايا الجنائية بمحكمة شرق الإسكندرية.. اليوم    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    هل يشعر الموتى بالأحياء؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ الأقصر يبحث مع وفد الصحة رفع كفاءة الوحدات الصحية واستكمال المشروعات الطبية بالمحافظة    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة تحليلية للواقع السياسى الراهن .. الأزمة والحل
نشر في شباب مصر يوم 16 - 07 - 2013

من الحماقة أن يلعب ذات الشخص دوراً عسكرياً ودوراً سياسياً فى آنٍ واحِد.. الخسارةً ستنال الدورين معاً .. الدول لاتُحكم برأسٍ واحدة تحمل عبء كلا الدورين معاً .. المصيبة لدينا .. وقد حصر الفريق السيسى نفسه فى إطارالقيادة العسكرية رغم الحاجة لذاته ومن ذاتِه لأن يُخاطب كافة الأدوات اللاعبة بلسان القيادة السياسية .. لكن حقيقة الواقع واللذى بات محصوراً فيه هو دوره العسكرى .. بينما فقبوله الدور الآخر بوصفه الأقدرعليه فى نظرى عن العديد من المتواجدين على الساحة والمشهد السياسى .. منشأنه وصمِه بالجنرال المُنقلِب على الشرعيَّة فيضيِّعُ منهُ وعلى يديه مطالب الجماهير التى حققها من جانب ومن آخر يباتُ فى ذات الوقت مُتَّهماً بمافعل فى أعين كافة الإستراتيجيات العالمية عموماً والأمريكان بالخصوص بالمُنقلب على الشرعيَّة بمافى ذلك من أعظم تبِعاتٍ ستلحق به هو شخصياً بالأساس لاريب .. الخوف من تلك النتيجة تحديداً يجعل من مرونة السياسى فيه إن إفترضنا جدلاً إعمالها أمراً مستحيلاً .. كما وأن الحرص على هذه الصورة جعله عاجزاً عن التعاطى بلسان القائد السياسى .. فى حين أن الرئيس المؤقت والمُفترض عليه أن يقوم بهذا الدور بالأساس يجهله وليس موهوباً فيه .. المشهد هكذا يبات فى منتهى الأزمة سواء فى التعاطى مع الكروت اللاعبة داخلياً وخارجياً أو حتى فى قدرة الفكاك من الأزمة الداخليَّة ذاتها وعلى نحوٍ مأمون .. إذاً ماهو الحل .. الحل فى نظرى هو شخص وزير الدفاع الفريق السيسى نفسه وليس فى غيره .. لكن كيف وبِما؟!.. هذا ماسنتناولهُ فى مقالٍ آخر
المقال الثانى :
وعدّتُّكُم أن أقترح حلَّاً للأزمة فى محل الإجابة على سؤالى فى عجز مقالى السابق ومفاده ( الحل فى نظرى هو شخص وزير الدفاع الفريق السيسى نفسه وليس فى غيره.. لكن كيف وبِمَ ؟!) نواصل الإجابة :
بدايةً هذا الحل وكما قُلت فى الفريق السيسى نفسه .. ولكن بشرط أن يكون سيادة الفريق ذاته يقبل الإعلاء بالوطن ذاته ومصالحه ذاتها كذلك على شخصهِ الكريم وقد صار رمزاً وطنيَّاً بلا منازع.. .. إن وافق الفريق الخلوق فسنعرض الرأى.. ولنفترض موافقة معاليه وسنُجيب..
كنت أتمنى أن تكون إجابتنا هنا فى دائرةٍ هى الأضيق وليس بالنشر فى الملأ المقروء.. ولكن نظراً لأننا نثق فى أننا نحيا فى دولة لايأبهُ فيها أحد بآراء الآخرين من غير أصحاب القرار .. ومن ثم فلا قيمة لآرائنا ولافاعليَّةً لها ومن دون قراءة .. فيكفينا مغنم التحذير بالرؤية والإقتراح بالحل كحُجَّة على الصامتين وقت أن يفشلوا لاسمح الله فيضيعوا ويُضيِّعوننا معهم..
بدايةً الأزمة مُحكمة ولا نقطة ضوء واحدة يمكن بها رؤية حل أوإنفراجةً بالمشهد وأزمته .. فكافة الأطراف قد باتت محصورة بالسقف الأعلى وقد وعدوا به أنصارهم ومن ثم يبات التراجع فيه من غير دهاء إخفاقاً وضياعاً لن يقبلهُ أحد .. والعيب بالأساس فى رفع سقف الوعود من كافتهم وعلى السواء لأنصارهم من الفُرقاء .. ومن ثم باتت الأهداف ليست الشراكة قبولاً ولكن القضاء على الآخر انتهاءاً وبالتصميم عليه .. هكذا سارت كل الأدوات الفاعلة وفى هذا المسير والسياق تحقيقاً لهذا الغرض حتى الإعلام نفسه بل وحتى الآن واللذى أثَّر مواصلة إحمائه فى تعميق الأزمة ذاتها.. الفريق السيسى فى جانب بات لايراه المناوئون له الّا عدوَّاً غير مأمونٍ الجانب ومن ثم ومهما قدَّم من وعود وطمأنات فلن يؤخذ بمحمل الثقة لوعوده بل سيظل هو فى مرمى نيران كل هؤلاء .. وهو بتلك الصفة لايمكن أن يكون أداةً للحل ولكن فكرة لعمل تلك الأداة .. ولكن كيف .. هذا ماسنعرضه بالمقال القادم!!
المقال الثالث :
وصلاً بما انتهينا بالمقالين السابقين وللإجابة على التساؤل اللذى مؤدَّاه (الحل فى نظرى هو شخص وزير الدفاع الفريق السيسى نفسه وليس فى غيره..لكن كيف وبِمَ ؟! نواصل الإجابة :
ولمَّا كنَّا قد شرحنا موقف الفريق السيسى كأحد أطراف الأزمة .. سنُلقى نظرة على الجانب الآخر من القوى الراديكالية المناوئة من أنصار الرئيس مرسى وهؤلاء تحديداً ثلاثة أقسام .. قسم منهم هو فى نظرى ديماجوجى سلعب على مشاعر الآخرين لتحقيق مصالحه كما وهو برجماتى ميكافيللى قد لايحترم الثبات على المبدأ بقدر إحترامه لمصالحه ومكتسباته السياسية ومن ثم يباتُ هو الاقرب لقبول المواءمات السياسية وإن كان غليظ التجاوب .. هؤلاء هم الإخوان أنفسهم .. فإن كانوا يتمسكون بسقفهم الأعلى فلسببين أولهما خوفاً من مردود التنازل المباشر على التكتلات الأخرى المتحالفة معهم إذا ماانسحبوا فتركوهم بالعراء من دون مؤازرة فى وقتٍ هم فى أشد الحاجة إليها .. هنا يمكن التجاوب والتعاطى من خلال تلك الثغرة تحديداً مع هؤلاء واللذين من دونهم لن يُفلح الحوار مع الإخوان منفردين ولكنه يفلح بجعلهم مستقبلين لتحقق النتائج وليس الفاعلين فيها.. فإن نجحت الإستمالة لهؤلاء لاضير لدى الإخوان فى التعاطى والتجاوب منخلفهم .. وهؤلاء تحديداً هم أعظم ثغرة فى جدار الراديكاليين برابعة .. وإن كانوا هم الأغلظ فى التجاوب .. والقاعدة الأصولية مؤدَّاها أن الحل مع الأغلظ أسهل من الحل مع الأكثر تعاطياً لكونه لايترقب نتائجه الآخرين لإفتراض تعنُّتِه بالأساس ولكن شريطة توافر السياسى الداهية فى التعامل معه على غرار السادات مع اليمينى المتطرف بيجين فى كامب ديفيد .. هؤلاء هم السلفيين الجهاديين وأنصار السنة وغيرهم من القوى التآلفية مع الإخوان ... ولابد من معرفة أنهم كما والإخوان أنفسهم لديهم نقطة ضعف هى خوفهم للرجوع للمربع صفر بجعلهم فى مواجهة الملاحقات والمحاكمات والمعتقلات من جديد .. ومن ثم يمكن ومن خلال تلك النقطة تحديداً اللعب على وتيرة إعادتهم ليس للمربع صفر بل مافوقهُ بمربعين بحيث يشعرون أنهم لم يخسرون كل شىء .. وياحبذا لو كانت المكاسب محل التحقيق لهم لاتتوقف عند هذا المربع فحسب بل بتمكينهم من المشاركة فى حزمة الحقائب الوزارية ذاتها.. كما وإماطة شبح محاكما ت العديد من رموزهم التى تم القبض عليها خاصةً وإن الأضرار من وراء استمرارية محاكمتهم هى أعظم من أضرار فكاكهم منها .. ولاننسى أننا بصدد الحفاظ على مقومات دولة ولسنا فى محل خصومات ثأرية بين نجعين من ضواحى الجنوب المصرى .. كما لاننسى أن الخطاب لن يُفلح لو تم توجيهه للأنصار من دون القيادات إذ هؤلاء وقياداتهم حزمة واحدة وجزء لايتجزَّء فإن لم تتحقق رضاءات القيادات لن ينصرفوا أنصارهم من الميادين طبقاً لتربيةالسمع والطاعة والتى جُبِلوا وترعرعوا عليها عمراً طويلاً .. كما وأن الإنصراف عن الميادين فى نظرهم بداية ملاحقاتهم ومن ثم يبات الاستقواء بالميادين وببعضهم البعض وببقائهم جميعاً كحزمة لاتنفصم فيها هو أعظم وقاية فى نظرهم من النتائج التى يخافونها .. .. بقى صورة ثالثة من المشهد هى صورةالإستراتيجيات وسنبينها بالمقال القادم..
المقال الرابع :
ها نحنُ نبيِن الآن وبصدد تناول صورة الاستراتيجيات فى المشهد فى محل الإجابة على السؤال السابق بعجز مقالنا الآنف (( الحل فى نظرى هو شخص وزير الدفاع الفريق السيسى نفسه وليس فى غيره .. لكن كيف وبِمَ؟!.. )) نواصل الإجابة :
لاشك أن الإستراتيجيات الخارجية اللاعبة هى فصيلين .. الأول يلعب على طرفٍ واحد ولمصالحه التى يهددها الأمريكان فى بحر قزوين كما وفى بترول الخليج بينما الثانى فيلعب على الطرفين ولديه القوَّة المؤهلة له فى ذلك .. الأول هى روسيا والصين ومن معهما والثانى هى أمريكا والإتحاد الأوروبى .. بدايةً لاأتمنى أن تكون مصر موضع تصفية الصراعات للقوى الكبرى والا سنعيد لواقعنا صورة العلمين بين القوى الكبرى إبَّان الحرب العالمية الثانية بإعتبار مصر مسرحاً للعمليات بين القوى الكبرى المتلاحمة .. هناك لتلك القوى المتنافسة مصالح هى أعظم من مصالحنا وإن كانت تُظهِِر لنا أن مصالحنا هى جُل اهتماماتها .. ومن ثم فمهما كانت الوعود الشرقيَّة الداعمة ومهما كانت مؤيدة بالفيتو المناوىء لثمة قرار امريكى مدعوم بالأمم المتحدة أو مجلس الأمن لشرعنته دولياً الا أن الأمريكان فى نظرى وكما قال السادات بيدهم كافة الخيوط ونحن نرى أنها لاتزال بأيديهم حتى الآن .. خاصةً ونحن لانحتاج الوصول لمربع الصقور حتى ينتهى الصراع بميلاد نتيجة مباشرةٍ وايجابيةٍ لنا .. ومن ثم ماللذى يدفعنا لأن نغامر كل تلك المغامرة وحتى هذا الخندق الأخير مادام هناك أنفاق مؤدية للغرض مع الأمريكان وواضحة ..فى نظرى أن الأمريكان يديرون الملف معنا بمهارة بينما فإفتقارنا للدهاء من ناحية وفقدان القيادة لمكنة الإدارة السياسية من ناحية أخرى هما السبب فى جهلنا أو عدم تعاطينا بذكاء مع معطياتهم .. ولكن كيف ؟!
فى رأيى أن الأمريكان يريدون حالياً ارتفاع لغة الإصطدام السياسية والإفتقار للخطاب السياسى غير المُنفلت .. ومن ثم يستعجلون بهذا الإصطدام الدبلوماسى مع الإدارة المصرية .. لكن كيف؟!
فى نظرى هذا لن يتم الا بلغة الإستغناء عنهم ولن تتأتى تلك الا بوعود خليجية بالدعم المليارى من الدولارات واللذى سيجعل المصريين فى غِنى عن المساعدات العسكرية الأمريكية من باب الإستغناء .. هنا فى نظرى وجَّه الأمريكان دول الخليج بمالهم من عظيم علاقات معهم أو حتى بدون أن يشعرون بحقائق مقاصدهم أن تقدم تلك المساعدات حتى تُصعَّد لغة الاستغناءات .. وهذا ماقد حدث .. بالفعل استغنت مصر عنها فى محل خطابها السياسى مع الأمريكان رغم إيماننا بأن هذه المساعدات قيمتها ليس فى حجمها إنما فى رمزيتها لقوة العلاقات بما فى هذا من مغانم كثيرة لسنا فى محل بيانها .. اولها رعايتها للعلاقات مع تل أبيب ومن شأن إجبارها عن التخلى عن حيائها معنا دعماً مباشراً للتحلل من إلتزامات كامب ديفيد فى وقت لسنا جاهزين لتحمل تبعاته .. ثانيها قيادتها للمجتمع الدولى بكامل قوتها بتصنيف المصريين ومصر كدولة راعية للارهاب بما فى هذا من أعظم المخاطر علينا وتهديدنا بالتدخل على غرار أفغانستان والعراق وغيرهما..
ومن ثم يبات انتهاجنا للغة التصادمية مع الأمريكان هى هى عين ماتوده أمريكا .. تلك التى بدأت فى التجهيز للمواجهة عبر خلق أجواء الإستعداء الجنوبى مع السودان بعملٍ خارق للمخابرات الأمريكية تستغل غضبةالسودانيين والبشير المنتمى لجماعة الاخوان المسلمين من إقصاء الإخوان منحكم مصر .. بما فى هذا من عظيم مخاطر .. كما وملف مياه النيل عبر بلاد الحوض عامة واثيوبيا خاصة .. ناهيك عن باقى الأدوات الفاعلة الضاغطة بيدها .. ومن ثم يبات عدم الإصطدام معها فى تلك المرحلة تحديداً أمراً ضرورياً .. أما وأننا قد صعَّدنا من خطابنا اللذى لايتسم بالمرونة على غرار خطابات ناصر من قبل استجلاباً لمضامين الزعامة فى عدم مقابلة رئيس الاستخبارات الامريكية وان كان الرفض مغزاه عدم اعطاء الفرصة لهم باعتبار ان الفريق السيسى يحكم ومن ثم يبات أمره انقلاباً لإدارته البلاد .. الا أن رفض المقابلة يحمل من عظيم الأضرار أكثر من أضرار المقابلة ذاتها .. فالإرادة الأمريكية وقوتها يمكنها تطويع التعاطى والمعطيات معاً وحسبما تريد ولها فى سبيل هذا أدواتها العديدة والتحالفات الغربية ذاتها .... هنا لاننسى مصلحة الأمريكان التى تحمل فى ظاهرها رغبتها فى احترام الشعوب لشرعية الصناديق وباطنها فى استعادة حكم الإخوان بما لها معهم من عظيم منافع .. يمكن اشعارها تحقيق ذات المصالح وبصورةٍ أنقى مع الادارة الجديدة ومن دون تنازلاتٍ تستجلب الثورة من جديد .. خاصةً ومصالح الأمريكان ستتحقق أرادت الشعوب أو رفضت خاصةً إذا ماتوافر بيديها أدواتها الفاعلة .. وهى لدينا متوافرة جرَّاء جهل التعاطى السياسى بدهاء ليس هو وليد اليوم ولكن عبر فتراتٍ عديدة.... بقيت صورة أخيرة وهى اسرائيل الخصم اللدود بالحدود الشرقية .. وهذا ماسنوالى شرحه بالمقال القادم..
المقال الخامس :
الصورة ألأخيرة فى محل دراسة المشهد العام للأزمة وقبل عرض الحل فى محل الإجابة على السؤال محل المقالات السابقة ( الحل فى نظرى هو شخص وزير الدفاع الفريق السيسى نفسه وليس فى غيره .. لكن كيف وبِم ؟!..) ووصلاً بما سبق نقول:
صورة اسرائيل فى المشهد ليست بالهيِّنة .. من جانب تحقيقها للإستراتيجية الأمريكية بالمنطقة بالأساس .. ومن جانب آخر للمصالح الذاتية لإسرائيل ومصالحها هى كذلك .. من الناحية الأولى والثانية معاً يحكمهما ضرورة الإبقاء على اتفاقية كامب دايفيد الضابطة لوتيرةالتصعيد بين البلدين وسط وقت لايحتمل المهاترات ولا تصعيد الموافق ..أما وقد حدث مالم أكن أتوقعه من طلب الجانب المصرى من تجميد الإتفاقية مؤقتاً وحسبما نشرته الصحافة المصرية والعربية ليتمكن الجيش المصرى بنقل آلياته للمنطقة ج بالمخالفة لمحظورات الإتفاقية.. فإن هذا وإن كان فى مصلحة مصر فى تصفية الجيوب الجهادية من سيناء الا أنه وعلى الإفتراض الجدلى تحقيقه بالكليَّة وسط هذه المساحات الشاسعة كدولةٍ أخرى منفردة .. فإنه يجعل اسرائيل متحللة ولو مؤقتاً من التزامات الاتفاقية بما يعطيها فرصة الأخروقات الاستطلاعية أو حتى الهجومية الإستفزازية إستعجالاً لأغراض مصالحها الخاصة والتى لاينكرها احد والتى تنحصر فى سيناء كعمق تُصدِّر اليه الأزمة الفلسطينة عن طريق تطبيق الترانسفير الفلسطينى وحسب مخاوفنا منه .. أومصالح الامريكان من الإسراع بإطلاق شرارة الإستفزاز للمصريين لإستعجال المواجهة المصرية الأمريكية وقد حرَّكت الأخيرة فرقاطاتها البحرية تجاه السواحل المصرية وحسبما تواترت الأنباء بذلك .. لاننسى كذلك أن الخطاب الأمريكى دائماً مايتضمن ثلاثة لهجات ماكرة أحدها تخاطب به الإدارة الأمريكية الإدارة المصرية سياسياً والخطاب الثانى وبلهجة مختلفة تمارسه البانتاجون على لسان رئيس الأركان مع وزير دفاع مصر والجيش من ورائه والثالث فيوجهه الكونجرس للشعب عبر برلمانه إن وُجِد .. ومن المقبول كذلك خطاب آخر تمارسهُ بعض قوى المجتمع المدنى هناك لنظيرتها فى مصر كذلك.. ومن ثم يبات الإنخداع بتغير اللهجة بين الخطابات الثلاثة مجتمعة أعظم بليَّة يقع فيها المصريين.. من جهة اخرى ينطبق ذات الأمر على دول الإتحاد الأوروبى فلو وجدنا الألمان لهجتهم مغايرة للامريكان .. فهى محض توزيع أدوار بينما فالوجهة الصهيوأمريكية فى كل الأحوال واحدة .. ومن ثم يبات تحكيم العواطف الشعبية أو العنتريات الخطابية فى محل التعامل مع الأزمة تجمع كل هؤلاء معاً وعلى قلب رجلٍ واحد لأجل التدخل بمصر على غرار ماحدث للدول الأخرى المجنى عليها..كسوريا سلفاً وقد إنخدع البعض بدور ميركل المانيا الرافض لوجهة الإتحاد وأوروبا بالتدخل فيها .. وكأن ميركل ألمانيا تعارض توجه حزمة الإتحاد الأوروبى لكن هذا خطأ فالاهداف واحدة لكن توزيع الأدوار واجب بحيث يكون لديهم من يُحقق المرونة فى المواقف السياسية وعلى يديه إن احتاجونها وهم يعرفون مصالحهم جيداً ويديرونها وبإستخدام القانون الدولى ذاته والمنظمات الدولية ذاتها جيداً وفى ظل غياب دورٍ عربىٍ داعم فى واقِعِه خاصة وأن الدول العربية ليست فى حال اكتوبر 1973 وقد باتت أوراق ضغطهم على الأمريكان منزوعة الصلاحية خاصة والأمريكان قد بات لهم العديد من القواعد العسكرية على معظم الأراضى العربية بل وتمثِّل أمريكا ذاتها الحامية لهم وخاصة الدول الخليجية من الأطماع الإيرانية الشيعية بما له من عظيم مخاطر عليهم وحسبما خلقت منه أمريكا ولديهم منهم فزَّاعة تشهرها فى وجوههم كلما أرادت ..
كانت تلك صورة المشهد من كافة جوانبها .. فماهو الحل إذاً .. هذا ماسنعرفه فى المقال الأخير إن شاء الله..
المقال السادس :
ختاماً لسلسلة مقالاتنا فى محل الإجابة على سؤالنا (الحل فى نظرى هو شخص وزيرالدفاع الفريق السيسى نفسه وليس فى غيره .. لكن كيف وبِم ؟! ) ووصلاً بما سبق ومن بعد قراءة المشهد ومن كافة جوانبه وصوره الفاعلة والمؤثِّرة نقول :
لابد من استخدام كارت يمكن من خلاله الحفاظ على ماء وجه الأمريكان من قبل إضطرارهم لكشف أطُر الحياء ومضامينها .. ومن ثم لانأخذ معها موقع المواجهة بل الحرص على استمرار العلاقات على غرار مافعل مبارك فى أعقد الأزمات الخارجية من قبل .. لكن السؤال هل سينجح تحقيق هذا من خلال الفريق السيسى نفسه وقد كشَّر قبلاً عن أنيابه فى محل التعامل معهم ومن دون مواءمات سياسية بضغوط الشعب الثائر نفسه .. ؟! .. سؤال..
سؤال آخر .. هل سينجح الفريق السيسى ان يستعيد ثقة مناوئى الداخل من أنصارالرئيس المخلوع ومن بعد تكشيره عن أنيابه وكشف حجاب الحياء معهم وبالكليَّة.. هذا فى حالة الإفتراض الجدلى طمأنته من عدم ملاحقته بآثار الإنقلاب الجنائية عليه ومساعديه؟! ..سؤال..
سؤال ثالث .. هل سيوافق الفريق السيسى بالعودة خطوة للوراء بصدد شكل الإعلان ذاته وصياغته .. وفى نظرى إستحالة هذا لكون الأمر قد تخطَّى موافقة السيسى نفسه وبات مرهوناً بإرادة الشارع الثائر نفسه ومن ثم فمن الإستحالة العودة خطوة للوراء ..كما ومخافةً من ردود أفعال الحركات الثورية الأخرى من معارضى الرئيس المخلوع ذاته.. ومن ثم ليس بمكنة السيسى ذاته..فعل هذا..
سؤال رابع : هل يمكن للفريق السيسى الدعوة الذاتية ومن نفسه لكافة الفرقاء بما فيهم الراديكاليين للحوار على مائدةٍ وطنيةٍ مستديرة .. ؟! سؤال
أعتقد استحالة هذا إذ سيعتبر الراديكاليون هذه الخطوة تراجعاً فيطمعون فى تحقيق أكثر منها تراجعات أخرى فلا تتحقق المقاصد .. هذا على اعتبار موافقتهم جدلياً وإن كان رفضهم هو المتوقع لكونهم سيربطونه بإعادة الرئيس المخلوع لمنصبه أولاً..
سؤال خامس: هل يمكن الضغط على الرئيس المخلوع نفسه لإلقاء بيان منه لأنصاره بتهدئتهم ومهما كان الطرح السياسى فيه ومن خلاله ؟! .. سؤال
هذا مستحيل لكون الرئيس ذاته بين فكَّى رحى أولهم اتصفيته من انصاره ان هو تنازل عن أهدافهم ومن دون ثمة مكاسب جديَّة يقبلونها بالأساس فيكون فى نظرهم خائناً لكفاحاتهم فى الميادين منذ سقوطه ودماء الشهداء المسفوكة لأجله هو بالاساس..بل وإن كان فى مقدرته هذا لكان فعل فى خطابه الأخير ذاته .. والثانى عدم ثقته شخصياً فى شخص السيسى نفسه وقد خان فى نظره ثقته كأحد وزرائه المؤتمِرِين بأمره..
لكن إذا كان الفريق السيسى والرئيس المخلوع كلاهما باتا غير لاعبين بما قدَّم كل منهما من معطيات فى المشهد السياسى وأزمته .. فما هو الحل .. الحل فى نظرى هو ترك كليهما لمنطقة الوقوف وإستبدالهما بوجوهٍ أخرى تلقى من استعادة ثقة كافة الأدوات اللاعبة مجتمعة بل وكل الأصابع اللاعبة فى المشهد داخليَّةً وخارجيَّةً على النحو الإجمالى اللذى رصدناه بمقالاتنا السابقة ومن منطلق أن مصر تبات مصلحتها هى الأعلى من الأشخاص ومهما بلغت أقدارهم وقيمتهم لدينا .. ولكن كيف .. هذا ما سنُبيِّنُه لمن يُريد.. ليس من خلال فكرة الإنقلاب على الإنقلاب ولكن بتصوراتٍ أخرى تحفظ من ذاتها للأطراف جميعها الخروج الآمن .. وهذا ماسنبينه ليس من خلال مقالاتنا المنشورة ولكن ندَّخِرهُ لمن رأى فى تحليلاتنا للمشهد وعبر تلك المقالات مجتمعة جدوى وصائب نظر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.