البورصة تُحقق أفضل أداء منذ 2016 تزامنًا مع وقف إطلاق النار فى غزة

تشهد البورصة أفضل أداء منذ 2016 تزامنًا مع وقف إطلاق النار فى غزة، ورفع تصنيف مصر الائتمانى لدى وكالات التصنيف العالمية، وسط إقبال الأجانب على البورصة وتنفيذ صفقات بأحجام كبيرة، حيث تجاوز صافى شراء الأجانب فى البورصة خلال الأسبوع الماضى 7 مليارات جنيه (يشمل الصفقات)، فيما وضعت فوتسى راسل، المزود العالمى للمؤشرات، البورصة المصرية تحت المراقبة، لاحتمال إعادة تصنيفها.
وقال ريمون نبيل، عضو الاتحاد الدولى للمحللين الفنيين، إن البورصة تشهد أفضل توقيت لإعادة التقييم من ناحية القوة المالية على مؤشرات أسواق الأسهم العالمية، حيث تستفيد من عدة عوامل، منها رفع تصنيف مصر الائتمانى، وانخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه، بالإضافة إلى أن مصر كان لها السبق فى وقف الحرب فى غزة، والمخاطر الجيوسياسية فى الشرق الأوسط، فضلًا عن أنه كانت هناك مراهنات على أن مصر ستتخلف عن سداد ديونها، وعلى الأخص فى النصف الثانى من 2024 والأشهر الأولى من 2025، لكنها مراهنات باءت بالفشل، ويمنح كل ذلك دفعة لإعادة تصنيف مصر بشكل قوى لدى وكالات الائتمان العالمية.
وأشار «نبيل»، ل«المصرى اليوم»، إلى ارتفاع الاحتياطى النقدى لدى مصر، ونجاح الشركات المصرية فى الشراكات الخليجية، سواء كان ذلك فى القطاع العقارى أو البتروكيماويات، وهناك شركات مصرية توسعت فى إقامة فروع خارج مصر وإقامة مشروعات للدولة والتى تتوسع فيها، وفى حالة استقرار الأحوال فى المنطقة سيكون هناك سبق لشركات الإنشاء والتطوير العقارى، ومصانع الأسمنت ومشاركتها المتوقعة فى إعادة تطوير وإعمار غزة، ويساهم ذلك كله فى إعادة التقييم بشكل عام للبورصة والأسهم المصرية على مؤشرات الأسهم العالمية، ومن المتوقع ظهور شركات على مؤشرات الأسهم العالمية على حساب الأضعف فى التقييم المالى.
ورفعت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتمانى تصنيف مصر درجة واحدة إلى «B» من «B-» مع نظرة مستقبلية مستقرة، مشيرة إلى الإصلاحات المستمرة التى أدت إلى انتعاش حاد فى نمو الناتج المحلى الإجمالى، فى حين أكدت وكالة فيتش تصنيفها الائتمانى فى ضوء إمكانيات النمو المرتفعة إلى حد ما فى البلاد والدعم القوى من الشركاء.
وسجل المستثمرون الأجانب صافى شراء فى الأسهم خلال تعاملات الأسبوع الماضى يتجاوز 7 مليارات جنيه (يشمل الصفقات)، بينما تجاوز بلغ إجمالى قيمة تداولات الأسهم فى أولى جلسات الأسبوع الجارى 5 مليارات جنيه.
وارتفع 12 قطاعًا فى البورصة خلال الأسبوع المنتهى، تتصدرها مقاولات وإنشاءات هندسية بنسبة 4.8٪، مواد البناء بمعدل 4٪، تلاهما خدمات تعليمية 3.8٪، فيما سيطرت أسهم مواد البناء على قائمة الأكثر ارتفاعًا فى أولى جلسات الأسبوع، تزامنًا مع تزايد توقعات مشاركة الشركات المصرية فى إعادة إعمار غزة، وما يترتب على ذلك من ارتفاع ربحية الشركات، وفى أولى جلسات الأسبوع ارتفعت أسهم أسمنت سيناء والعربية للأسمنت بنسبة 20٪ لكل منهما، ومصر للأسمنت- قنا 17.75٪.
وقال باسم أبوغنيمة، رئيس قسم التحليل الفنى لدى إحدى شركات تداول الأوراق المالية، إن بيانات «فوتسى» هددت بشطب بورصة مصر من الأسواق الناشئة فى حالة عدم تحقيق بعض الأسهم شروط الظهور على مؤشراتها، وكان من بينها مجموعة طلعت مصطفى القابضة، السويدى إلكتريك، والقابضة المصرية الكويتية.
وأضاف «أبوغنيمة»، ل«المصرى اليوم»، أن فوتسى راسل وضعت مصر على قائمة المراقبة الخاصة بها لاحتمال تخفيض تصنيفها من سوق ناشئة إلى سوق حدودية بسبب وجود أسهم البنك التجارى الدولى CIB منفردة فى شريحة الأسهم الكبيرة والمتوسطة، بالأسواق الناشئة.
وأوضح أن الأسهم الرئيسية التى تخضع للمراقبة هى البنك التجارى الدولى CIB، الشرقية للدخان، طلعت مصطفى القابضة، السويدى إلكتريك، وإى فاينانس، بينما تشهد كل من طلعت مصطفى والسويدى إلكتريك حاليًا عمليات شراء مؤسسية كثيفة.