قال مسئولون بوزارة الخارجية المصرية إن قيام إثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق لم يكن مفاجئا لمصر، وأضافوا إن المشكلة ليست في تحويل النهر وإنما في بناء السد نفسه. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن السفير علي الحفنى نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية قوله إن "مصر تعلم بذلك الأمر منذ فترة". وأضاف "النيل الأزرق تم إزاحته قليلا عن منطقة الإنشاء.. ولكن هذا لا يقلق وإنما ما يقلق هو بناء سد النهضة وتخزين المياه خلفه". وجدد السفير محمد إدريس سفير مصر في إثيوبيا التأكيد بإن مسألة تحويل مجرى النهر هى "مسألة معروفة وهى عبارة عن خطوة فنية هندسية في إطار عملية الإنشاء وستصل إلى مجرى النهر نفس كمية المياه ولكن من مسار آخر". وقال إن "المشكلة ليست في تحويل مجرى النهر ولكن في السد نفسه". وأوضح إدريس أن "خطوة تحويل المجرى ليست مفاجئة لنا فقد كانت مقررة سلفا شهر نوفمبر الماضى وتم إرجاؤها لأسباب فنية". وعن سبب اختيار موعد 28 مايو تحديدا من أجل الإقدام على تنفيذ خطوة تحويل مجرى نهر النيل الأزرق، أشار إدريس إلى أن هذا التاريخ يتوافق مع العيد الوطنى لإثيوبيا كما أن مشروع السد يرتبط بالمشاعر القومية الإثيوبية. وأكد أن الأطراف كانت تعرف أن تحويل مجرى النهر كان سيتم اليوم وهى خطوة في إطار عملية بناء السد. وعما إذا كان الجانب الإثيوبى أبلغ الرئيس محمد مرسى خلال تواجده في إثيوبيا بشأن ما حدث اليوم، قال إدريس "إن هذا الأمر معلن من قبل.. مصر كانت تعرف الموعد بالطبع كما أن الصحافة الاثيوبية تحدثت عنه وهناك دعوات لإعلاميين للمشاركة فى الاحتفال.. وهذا الاحتفال لم يتم إعداده فى أربع وعشرين ساعة". وفيما يتعلق بإمكانية الاتفاق مع أثيوبيا لتقليل حجم المياه التي ستخزن خلف السد على عدد سنوات أكبر حتى لا تتأثر حصة مصر من المياه، قال إدريس إن "هذا الأمر يحتاج إلى تقييم فني وموضوعي ..والحكم فى النهاية سيكون على هذه الأمور المتخصصة يخضع للجنة الخبراء الدولية التى تقوم بدراسة الموضوع حاليا". وقال "إننا فى انتظار صدور تقرير اللجنة لأن هذا التقرير هو الذى سيحدد حجم الاضرار بالنسبة لجميع السيناريوهات ودرجة ومعدلات الأمان بالنسبة للسد وتأثير حدوث الزلازال وكل النقاط الفنية الأخرى". وشدد على أن ما تتمسك به مصر هو أن يكون هناك توافق سياسى بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) على أن يكون مشروع سد النهضة قائما على المنفعة والمكسب المشترك وعدم الاضرار "وأن يكون هناك " التزام بالإعلان السياسى الاثيوبى على العالم بأسره من تمسكها بعدم اضرار السد بدولتى المصب".