قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد الأقصى " ( سنن الترمذي عن أبي سعيد الخدري ) أقدم هذا الحديث لكل حاكم عربي وإسلامي دليلا على تخاذلهم وهزيمتهم أمام العدو الإسرائيلي الغاصب الذى بات وأصبح وأمسى ومازال يسيطر على القدس العربية ويهدد المسجد الأقصى ؛ يحبسه أسيرا ، فيمنع المسلمين من زيارته إلا تحت شروطه وسنابك جيشه المجرم المحتل الغاصب. المسجد الأقصى بالقدس العربية بفلسطينالمحتلة ثالث ثلاثة مساجد لا تشد الرحال إلا إليها ، فجميع المساجد سواها متساوية لا تمايز بينها ، بل وجعلت الأرض كلها لنا مسجدا وطهورا كرامة لنبينا صلى الله عليه وسلم. أقول ذلك لأذكر من غفل عن المهمة الأم ونسي أو تناسى من الحكام العرب والمسلمين أن تخليص المسجد الأقصى والقدس العربية من أيدى المحتل الإسرائيلي الغاصب ليست مسئولية الفلسطينيين وحدهم. وغدا 15 من مايو ذكرى النكبة الكبرى فى فلسطين والعالم العربي والإسلامي أجمع ، فقد اغتصبت فلسطين ، وهزم العرب فى 1948 م كما هزموا فى 5 من يونيو 1967م ووقعت القدس والأقصى فى قبضة المحتل الإسرائيلي الغاصب. وأنا لن أستعرض الأحداث التاريخية ولن أتكلم عن المؤامرات الداخلية والخارجية وما حدث من تمهيد لما نحن فيه منذ الثورة والكذوبة العربية الكبرى بزعامة المخدوع الشريف حسين والتى كانت القشة التى قصمت ظهر الأمة الإسلامية وعجلت بتفتيت أوصالها وتحنيطها فى متحف التاريخ. لقد شغل العرب والمسلمون بالانقلابات والثورات والفتن والصراعات السياسية والحزبية والتلاسن ، بل وإشعال الحرائق فى المؤسسات العامة والخاصة والحديث عن الثورية والديموقراطية والشرعية والإعلام الخاص والعام وبرامج التوك - شو التجارية ، وصحافة الكذب والإفلاس ، وزعامات صبيانية هنا وهناك قفزت على الساحات والشوارع فى مظاهرات واجتماعات باسم الثورة والثوار وكأنهم ( جابو الديب من ديله ) ، مع أنهم قد انجروا خلف كل ناعق من أبواق الثورات والانقلابات والفتن التى إن كان ظاهرها يغرى بعض الغافلين ويحفز بعض المنتفعين والمستفيدين ، فعاقبتها وخيمة00! وماذا أفادت الثورات والانقلابات فى بلاد ما يسمى وهما وخداعا الربيع العربي مع أنها إن أنصف المحللون بلاد الشتاء القارص والزوابع الرعدية وعواصف تشبه الإعصار ، فلا شيء من ورائها إلا قبض الريح ، فقد عادت ريمه لعادتها القديمة 00، ولن يمكنكم عدوكم من أرضكم ومقدساتكم وقد خذلتم أمتكم وخنتم عهودكم وأماناتكم ! وليعلم كل صاحب حق أن حقه هو بالغه طالما أحسن الطلب والتزم جانب العدالة وسلك طريقها الصحيح المعلوم بمواصلة العمل على الإصلاح والدفع بالتى هى أحسن حتى تبلغوا مقاصد دينكم وترفعوا شأن أمتكم بين الأمم دون أن تريقوا دماءكم الزكية بثمن دنيوي حقير ؛ فلا تهضموا حقها فى أجر الآخرة ثوابا من عند الله ، فلا تخدعكم رأس الأفعى ولا تفتنكم الدنيا وزخرفها والزعامات الموهومة . لا تنجرفوا مدفوعين بالشائعات وراء داع الشر ، فالفتن كقطع الليل المظلم ، فقد فتنت من كان قبلكم فأوقعت بينهم العداوة والبغضاء حسدا من عند أنفسهم فوقعوا أسرى حظوظهم النفسية وهواهم المتبع ومطالبهم وغاياتهم المادية الفانية البالية ؛ فأدمت قلوبا ، ويتمت أطفالا ، ورملت نساء ، وثكلت أمهاتكم ، وأهانت إخوانكم موتى وأحياء ، فقد مثلت بجثث ، وجرت أخرى إلى المزابل كالكلاب والناس ينظرون فى بلاهة يضربون أخماسا فى أسداس ، فقد وقعوا فى حيص بيص لا يحيرون جوابا إلا تأسفا أو سبابا وشتما ، فقد أهينت كرامة الإنسان وأهدرت على يد أخيه الإنسان كما لم يفعل به من قبل أنكى وأشد أعداء الإنسانية وحشية وضراوة. وما زال العدو الإسرائيلي الغاصب يسيطر على القدس العربية وقد سقط المسجد الأقصى أسيرا بيده الدنسة ولا مجيب سوى تهم تكال من هنا وهناك تنصلا من المسئولية والتذرع بما بين الفلسطينيين من فتح وحماس من خلاف حاد تكئة لكل حاكم جبان رعديد مذعور ، فالقدس والأقصى ليسا ملكا للفلسطينيين وحدهم ، بل تحريرهما وتخليصهما من العدو الغاصب مسئولية كل عربي ومسلم فى الزمان والمكان مهما كان وأينما كان 00 ! " وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا " ( الطلاق : 3 ) [email protected]