دعت سوريا الأممالمتحدة يوم الثلاثاء إلى إرسال علماء للتحقيق في زعمها أن قوات المعارضة شنت هجوما كيماويا في حلب لكنها قالت انها لا تثق في اتهامات الولاياتالمتحدة وبريطانيا وغيرهما بأن هذه الأسلحة استخدمت في أماكن أخرى في البلاد. واتهم بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الاممالمتحدة أيضا "الجماعات الإرهابية المسلحة" بنشر مسحوق من أكياس بلاستيكية وصفها بأنها "ربما تكون نوعا من المواد الكيماوية" بين حشود في مدينة سراقب بشمال البلاد يوم الاثنين. وقال الجعفري في مؤتمر صحفي بالأممالمتحدة في نيويورك "تأثر كثير من الناس بهذا العمل البشع غير المسؤول وظهرت على الجرحى والضحايا علامات مماثلة لتلك التي تظهر خلال استخدام الأسلحة الكيماوية." واتهمت جماعات المعارضة الحكومة بشن الهجوم. وزعم الجعفري أن قوات المعارضة "أعدت مسبقا" لنقل الضحايا إلى تركيا حتى يتسنى جمع دليل على هجوم كيماوي وحملت الحكومة المسؤولية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الثلاثاء إن هناك أدلة على استخدام أسلحة كيماوية خلال الصراع المستمر منذ أكثر عامين في سوريا لكنه قال انه لا يعرف كيف تم استخدام الأسلحة الكيماوية ومتى استخدمت ومن استخدمها. وتعتقد الولاياتالمتحدة وسوريا أن تحقيقا للأمم المتحدة يتمتع بالمصداقية هو أفضل وسيلة للتحقق من استخدام الأسلحة الكيماوية. لكن بعد حوالي ستة أسابيع من طلب سوريا مثل هذا التحقيق لم يتمكن المحققون من دخول البلاد. وتتبادل الحكومة والمعارضة اللوم في هجمات مزعومة بأسلحة كيماوية في حلب في مارس اذار وحمص في ديسمبر كانون الاول. وتريد سوريا أن يحقق فريق الأممالمتحدة في هجوم حلب فقط لكن الأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون يريد التحقيق في الحادثين. وقال الجعفري "دعونا ننجز الآن بشكل جدير بالثقة ومحايد ومستقل التحقيق (في حلب)." وأضاف "بعد ذلك إذا كانت الحكومة السورية والأمين العام (للأمم المتحدة) وأعضاء مجلس الأمن يشعرون بأن هذه المزاعم (الأخرى) جديرة بالثقة أيضا فيمكن أن تدرس الحكومة السورية إمكانية طلب إجراء تحقيق آخر." وقال الجعفري إن سوريا والأممالمتحدة تبادلتا حتى الآن 17 رسالة بشأن السماح بدخول المحققين. وحذر أوباما الحكومة السورية من أن استخدام الأسلحة الكيماوية قد يؤدي إلى عواقب لم يحددها. وقال في مؤتمر صحفي اليوم إنه طلب من الجيش الأمريكي إعداد خيارات بشأن سوريا لكنه رفض ذكر مزيد من التفاصيل. وقالت الولاياتالمتحدة وبريطانيا الاسبوع الماضي ان لديهما أدلة محدودة لكن متزايدة بأن أسلحة كيماوية ربما كانت غاز السارين استخدمت خلال الحرب الأهلية في سوريا التي أسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف قتيل حتى الآن. وقال الجعفري "لدينا مشكلة ثقة مع أصحاب هذه المزاعم... لأنهم مشاركون في دعم الجماعات الإرهابية والجماعات المسلحة في سوريا." وقالت الولاياتالمتحدة وبريطانيا إنهما تقدمان دعما غير فتاك لجماعات المعارضة المسلحة في سوريا. وقال الجعفري إنه لم يتم تقديم أي دليل لسوريا على المزاعم الغربية بشأن هجمات كيماوية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أمس إن المحققين يقومون - في الوقت الذي ينتظرون فيه السماح لهم بدخول سوريا - بجمع وتحليل المعلومات المتاحة بشأن الهجمات المزعومة ويشمل ذلك زيارات لدول قالت إن لديها أدلة على استخدام أسلحة كيماوية. وقال الجعفري "تعتقد الحكومة السورية أن السبيل الوحيد أمام التحقيق ... لمعرفة حقيقة ما حدث هو من خلال زيارة سوريا وإجراء تحقيقات على الأرض ... وليس بالتجول في عواصم هنا وهناك." وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن تأكيدات مسؤولين غربيين وإسرائيليين بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية والتي تعتمد على صور وقصف متقطع وآثار للسموم لا تلبي معايير الأدلة اللازمة لمحققي الاممالمتحدة.