مازالت الأمية من المشكلات الحقيقية التى ما زلنا نعانى منها حتى الآن وتقف حائلا دون التقدم والنهوض فى مختلف المجالات وهى من الأسباب الرئيسيةالمؤدية للزيادة السكانية ونحن نتسائل متى تنتهى هذه المشكلة ومتى نضع حدا لها ونجعلها هدفا قوميا نصب أعيننا بأن نمحو أمية هؤلاء لنتقدم جميعا ونتغلب على مشاكلنا التى على رأسها زيادة السكان وأنتشار العادات والتقاليد السيئة التى تؤدى لتخلف المجتمع . وتعد الأمية أى أمية القراءة والكتابة وصمة عار فى أى أمة من الأمم إذلايمكن ان يحيا الانسان حياة كريمة ويعرف حقوقه وواجباته الا اذا كان متعلما . بدأت الدعوة لمحو الامية فى مجلس الشورى بإصدار القوانين وكان ذلك عام 1877 أى تقريبا منذ 130 سنة ونحن ندعو إلى مكافحة الامية والسبب الرئيسى فى استمرار هذه المشكلة وجود تعارض بين الدعوة لمحو الامية وبين الواقع والإمكانيات التى تتوفر لتحقيق هذه الدعوة فمثلا فى فترة من الفترات صدر قانون بتكليف كبار ملاك الاراضى الزراعية بأن يكافحو أمية العاملين لديهم ويساعدوهم على تعلم القراءة والكتابة ولكن هذا القانون لم يحقق ماكان مرجوا أن يحققه فكبارملاك الاراضى والتجار كان من مصلحتهم أن يظل العاملون عندهم من الاميين لكى يتم إستئجارهم بأجور رخيصة وبالتالى قضى على هذا القانون وجاء بعدها قوانين أخرى ولكن لم تحقق النتائج المرجوة ، فلا بد أن ننظر لمحو الامية على أنها قضية نهضة للمجتمع ككل وأن تتضافرجهود الحكومة والافراد والمؤسسات لعلاج هذه المشكلة . أسباب إرتفاع نسبة الأمية بمصر • هناك عاملا مهما جدا لارتفاع معدل الامية هو زيادة نسبة عمالة الاطفال وهو منبع الامية وتسربهم من المدارس للعمل فى المواسم الزراعية والسياحية والمهنيةوهونتاج للمشكلة السكانية. • عدم اشتراك شباب الخرجيين ومكلفى الخدمة العامة فى العمل لمكافحة محو الامية وتعليم الكبار مع عدم وجود إلزام لهم للعمل فى هذا المجال وخاصة فى القرى والنجوع والكفور . • عدم انتظام دارسى محو الامية فى الدراسة وذلك بسبب انشغالهم بالعمل والجرى وراء لقمة العيش وتوفير المال لمن يعولوهم. • أكبرنسبة لمحو الامية تتركز بين الاناث وخاصة فى المناطق الريفية وصعيد مصر وذلك لعدم السماح للاناث بالخروج الى المدارس وتلقى العلم . • خشية بعض الدارسين من الاحراج عندما يعرف انهم يذهبون لفصول محو الأمية فما زلنا اسرى بعض الافكار الخاطئة فمثلا يقولون "بعد ما شاب ودوه الكتاب " . مواجهة مشكلة الامية تعتبر الامية من اصعب المشكلات التى يواجهها المجتمع لانها تعتبر عقبة فى سبيل تقدم المجتمع ورخائه ، وهذه بعض المقترحات لمواجهة هذه المشكلة : • لابد ان نغلق أبواب التسرب من المدرسة منذ البداية وذلك بان نجعل المدارس مواقع جذب للاطفال بكل الوسائل . • وهناك سبب أخر ويعد مشكلة وهى ان 32% من الاميين حاليا هم فى واقع الامر مرتدون الى الامية وكان قدسبق لهم ان استطاعوا القراءة والكتابة ولكن لم يتابعو التعليم فرجعوا الى الامية مرة اخرة واصبحوا فى تعداد الاميين