كانت أرض مصر شاهدة على ميلاد كل فرعون شيد تحت سمائها الكثير من الصروح وحفر اسمه بحروف من نور فى تاريخ مصر العظيم وقبل أن نبدأ بإطلالة على مكانة الفرعون لابد وأن نفسر معني الكلمة ومفهومها الخاطئ لأننا نستخدمها فى بعض الأحيان دون أن نعرف معناها نشير فيها الي الطاغي أو الظالم كما جاء فى القرآن الكريم وتحديداً فى قصة موسى مع فرعون حيث أشارت الآيات الكريمة بوصف فرعون بالمستبد وهذا ما جعلنا نعتقد بأن كل الفراعنة طغاة وبات البعض ينظر للأثار على إعتبارها أصنام. ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نشير إلى إسم فرعون الذى كان فى الأصل (بر- عا) وتعنى البيت العظيم أو القصر العظيم أى قصر الملك ثم حور الأسم بالعبرية إلى (فرعو) ثم بالعربية إلى (فرعون) ويعنى الملك الذى يسكن فى القصر العظيم. وقد عرف الحكام فى الدولة الحديثة بأسم (ملك) وبعد الدولة الحديثة باسم (فرعون) ونلاحظ هذا فى قصة النبي يوسف كما وردها القرآن الكريم فكان لقبه الملك لأن قصة يوسف حدثت قبل بداية الدولة الحديثة. أما قصة النبي موسى حدثت عندما كان يطلق على الملك وقتها لقب فرعون فليس كل فراعنة مصر طغاة كما يفهم البعض ولقد تأثر الكثير منهم برسالات الأنبياء وخير دليل على هذا الفرعون الموحد (أخناتون). وإذا أشارنا إلى مكانة الفرعون عبر العصور التاريخية نقسمها كالآتي: أولاً: مكانة الفرعون في عصر الدولة القديمة كان يطلق عليه القاب عديدة من أهمها (الملك الإله, والملك ابن الإله, ونسو- بيتي) وتعني ملك مصر العليا والسفلي. فكان الملك يحظى بمكانة رفيعة لانه مختلف عن سائر البشر بإعتباره الملك الأمر الناهي لا يجوز معارضته فى أى قرار يتماشى مع إدارة شئون البلاد وأكثر المطعين له هم الكهنة وقادة الجيش الذى هو قائده الأعلي. فكان دائما يشار إليه بالإله العظيم سيد الشعب حتي اعتقد كثير من الناس أن اسم الفرعون بمثابة تقديس للملك فلا يجرؤ أحد المساس بهذا الأسم وكان فى كثير من الأحيان لا ينطق بينهم ربما يشروا للقصر نفسه أو يذكرونه بعال المقام وربما حور الذى فى القصر فكانوا دائما يدعون للفرعون بالصحة والسعادة... ثانياً: مكانة الفرعون فى عصر الدولة الوسطي لقد اهتزت مكانة الفرعون فى هذا العصر فكانت نظرة الناس للفرعون شخص مثلهم ولا يجوز تقديسة وأن يجب عليهم تقديس الإله أكثر منه فسحبت منه بعض إلقابة ليس كما كان حاله فى عصر الدولة القديمة فلم يعد (ابن الإله) فكان يسهر دائما على راحة شعبه ويرعى مصالحهم ويعمل على سعادتهم بصفته حاكم لهم. ثالثاً: مكانة الفرعون فى عصر الدولة الحديثة لقد استطاع الملك ان يسترد بعض ألقابة الذى فقدها فى عصر الدولة الوسطى وكان هذا أمر طبيعى لأن ملوك الدولة الحديثة كونوا لمصر إمبراطورية واسعة بلغت من كل شئ مكانة رفيعة. فكان الملك سيداً وحاكماً مطلقاً فكان من سلطاته فصل رجال الدين وتعينهم كما يشاء. فكان دائما يحرص على إرضاء الألهة فيقوم بعمل الطقوس اليومية فى المعابد وفى بعض الأحيان تقوم الكهنة بفعل ذلك بدلاً منه وهذا يوضح مدى قوة الملك الذى يهيمن على كهانته. وعلي الرغم من اختلاف مكانة الملك عبر العصور التاريخية فظل هو الفرعون صاحب السلطة الكبيرة والمكانة الرفيعة وكان على مر العصور هو الفرعون العظيم.