رُحْت أستخرج بطاقة سألني: إسمك؟ قلت: عَبْدُه قال: عَبْدُه إيه؟ قلت: عَبْدُه عَبْد رَبُّه قالّي: الإسم بالكامل يا عَم عَبْدُه قلت: عَبْدُه عَبْد رَبُّه عَبْد الإلَه قال: واسم أمَّك؟ قلتله: طبعاً إسمها الست أم عَبْدُه وخالتي اسمها اخت أم عَبْدُه *** قالّي: بلاش تريقة يا عم عبده وخد السؤال اللي بعْدُه عنوانك وتاريخ ميلادك يا عَم عَبْدُه قُلتهمله وراح كتبهم في السِّجِل عَنْدُه *** سألني: دينَك؟ قلت: ديني!؟ إيه لازمته يكون في البطاقة!؟ حَنْبَكة.. والا عَياقة!؟ قال لي: لازم بالقانون أحط دينك في البطاقة قلت ديني مكانه قلبي مش مكانه في البطاقة يعني ديني أمر شخصي يخِصِّني ليه الحكومة عايزة ديني؟ دِلِّني والا اقولَّك بلاش تقولّي... انا حاقولَّك *** الحكومة الخايبة تحشي في كل شيء ديني ودينك عشان تميِّز في الحياة بيني وبينك ديني أمر خاص.. بيني وبين إلَهي لا دخل فيه للحكومة.. ولا للملاهي أمْر مش عايز مناقشة أو خناقة أمر مش عايز تحايل ولا تسجيل في البطاقة *** في البلاد الحُرَّة اللي سبقونا... بجدارة فَن وأدب وعلوم وأخلاق وسياسة واِدارة نَوَّروا الكون جميعه بالثقافة وبالحضارة قادوا شُعلات نَوَّرت للكل مش بس شمعة من علوم لهندسة لطِب لاختراعات بروعة الأديان عندهم أمر شخصي متروك للعبادة مش للتحَكُّم والسيادة يا ريت تفهم العُربان أسباب التقدم والقيادة *** بدل ما يلطعوا الدين في الاستمارة في الشهادات وأوراق الإدارة وفي الدستور وفي رُخَص السواقة وطبعاً في البطاقة علشان تميِّز بالديانة بين مواطن ومواطن الأمر فيه المَكر.. زي الشمس باين *** كرَّهونا ف بعضنا وفرَّقونا حَطموا وحدتنا.. وحطمونا وخيِّبوا بلادنا خلُّوها نايمة مكعوَره متجمِدة ومتأخَّرَه بقينا في صَف الأمم واقفين ورا *** نسينا حرية وحضارة وقعدنا في قعر المغارة هجرنا أسواق الثقافة ومسكنا أهداب الهيافة متزمّتين، متشددين، متعقَّدين ماسكين سيوف وعمَّالين نمضُغ في دين بقينا لو قولنا بنمشي.. بنمشي بس لِوَرَا! وشعبنا لو قولنا عايش.. عايش بمُقْدَره! بقينا للأسف عايشين في نُقرة أو في حُفرة أو في طاقة! وكل هَمِّنا نسجِّل الدين في البطاقة! *** بأقول لك إيه يا عم يا بتاع البطاقة بلَّغ العَسكَر، بلَّغ المُحضَر بلَّغ الصُحْبة والإخوان والقاضي والسجّان والترجمان والبرلمان وحُرَّاس الديوان بلغ كل اللي صوتك يطولُه بلغ اللي انا عايز اقولُه أنا قبطي أنا قبطي يعني مصري بالبطاقة، ومن غير بطاقة لو حَد يسألني ما بانكِرش ديني وولائي للوطن راجع لأخلاقي وِديني بلَّغهم يشيلوا من البطاقة الدين وكل انسان حسابه مع ربُّه في يوم الدين احنا مش على باب الجنَّة ندَخَّل مين، ونمنَع مين كلنا أبناء وطن.. عمره من عمر الزمن أقباط ومسلمين، وناس تانيين كلنا مواطنين.. متساويين ودي بطاقة لإثبات الهوية يتحَط فيها فقط يا مصري يا مصرية يا مؤمنين يا عادلين قولوا آمين وشيلوا منها الدين ومن الرقم القومي شيلوا (1) وشيلوا (2) بلاش مَكر وحَداقة وبلاش تلاعب أو تآمر بالبطاقة مهندس عزمي إبراهيم