منذ اندلعت ثورة 25 يناير ,وهناك دماء تهدر كل يوم , وكان ذلك فىسبيل التخلص من حكم الطغاه , من أجل الحرية والعدالة الأجتماعية ومازال مسلسل إهدار الدماء مستمر إلى الأن ولكن لماذا هو مستمر ؟ الكل يرجئ الأمر إلى وجود الثورة المضادة, ونحن لا ننكر ذلك فهناك بالفعل ثورة مضادة ولكن لا ننكر إيضا أن هناك سوء إدارة وهذا واضح وجلى للجميع . فالصراع بين الحق والباطل دائما ما ينتهى بإنتصار الحق على الباطل , مهما طالت أو قصرت فترة هذا الصراع والشعب الأن فى تخبط شديد ,الحق مع من ؟ الصواب فى جانب من ؟ ولكن هناك دائما حقيقة لا تخفى على الجميع , هو أن النفس البشرية دائما ضد إهدار الدماء , ضد انتهاك الأخر مهما كان . وذلك للنفس البشرية التى تتمتع بالخيرية , فليس كل إنسان يستحق لفظ آدمى فهناك من البشر هم أصل للوحشية وعدم الآدمية , وقد حث كتاب الله وسنة رسولة على حرمة الدماء فى مواضع كثيرة . لإن أعظم الحرمات عند الله -سبحانه وتعالى- قتل المسلم بغير حق، وقد ورد الكثير من النصوص فى كتاب الله -عز وجل-، ومن سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- التي توضح خطورة ذلك فمنها: قوله -تعالى-: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) (الإسراء:33). - وقوله -تعالى-: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93). وجاء في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْكَبَائِرَ -أَوْ سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ- فَقَالَ: (الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ). (رواه البخاري ومسلم). إن حرمة الدم المسلم وما جاء يوضح خطورتها من ترهيب مخيف وشديد في سفك دم المسلم بغير حق، ولا شك أن حرمة دم المسلم مقدمة على حرمة الكعبة المشرفة، بل حرمة دم المسلم أعظم عند الله -عز وجل- من زوال الدنيا، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ) (رواه الترمذي والنسائي). ونحن الان أبناء وطن واحدة وأصحاب قضية واحدة , والشعب المصرى يعرب عن أسفه وحزنه لما ألت إليها الأوضاع فى مصر من أحداث جثام ، مما أدى إلى وقوع متوفين، ، ومصابون، فقد حرص الإسلام وشدد على حرم سفك الدماء وجعلها أشد حرمة من بيته الحرام، وأن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال "لحرمة دم المسلم أشد عند الله من حرمة الكعبة". وليس كما يعتقد بعض رموز القوة الحاكمة وجبهة الانقاذ أنهما فى وادى والشعب فى وداى أخر , الجميع يتأثر بما يحدث سوء كان هناك ضحايا من الفريقين أم لا , ونأسف ونحزنا كثيرا لسقوط الضحايا من الطرفين . فهذه نفس بشرية ودماء ذكية تسيل على الأرض باسم الوطنية وليتها كذلك ولكن هذه خيبة قوية تطيح بكل القيم والمعانى الانسانية . هلا أكتفيتم بما يحدث وإلا سوف تتحول مصر إلى حرب أهلية , وحرب شوارع الجميع يحمل السلاح الجميع يريد أن يثأر , وبعد ذلك لن تجد بيت من بيوت المصريين إلا وبها قتيل أو جريح أو مصاب من فقد غالى وعزيز . وهذه دعوة لجميع الأطراف إلى الاحتراز من أن تلطخ أيديهم بدماء الأبرياء. هلا كففتم إيدكم .