في الأشهر الهجرية أربعة حرم هي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم وشهر رجب، يحرم القتال فيها الا ان يبدأ الخصم، أو يكون ممن لا يري للأشهر حرمة، هذا هو الرأي الذي يجمع عليه علماء الإسلام، ولأننا في شهر ذي الحجة أحد الأشهر الحرم كان يجب علي الأمن أن يفكر ألف مرة في اطلاق النار علي المتظاهرين خاصة أنهم عزل،وشهادة الجميع تؤكد أنهم لم يبدأوا بالقتال، ثم انهم ليسوا خصوماً من الأساس، بل أغلبهم إخوة في الدين وجميعهم إخوة في الوطن. وعن ذلك أكد الدكتور عبدالعزيز النجار مدير إدارة الدعوة، بمجمع البحوث الإسلامية، أن الله عز وجل جعل قتل النفس بغير حق اعتداء علي حق من حقوق الله تعالي، لقوله «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق». والنبي صلي الله عليه وسلم قال وهو يطوف بالكعبة «ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً». كما قال الرسول الكريم في خطبة الوداع:«إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا.. اللهم بلغت اللهم فاشهد» وليس فقط، كما روي ابن عباس رضي الله عنه انه سمع رسول الله «صلي الله عليه وسلم» يقول عن المؤمن المقتول إنه يجيء يوم القيامة معلقاً رأسه بإحدي يديه،آخذاً بيده الأخري تشخب أوداجه أي تسيل دماً حيال عرش الرحمن، يقول يارب سل عبدك هذا علام قتلني، فالله عز وجل يقول «من أجل ذلك كتبنا علي بني اسرائيل انه من قتل نفساً من غير نفس أو فساداً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً. ويضيف النجار: أقول لإخواننا من المتظاهرين ومن قوات الأمن اتقوا الله واحفظوا دماءكم وحافظوا علي وحدة الأمة لقوله تعالي: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم» واحفظوا حرمة هذا الشهر الكريم الذي حرم الله عز وجل فيه القتال الا اذا كان هناك اعتداء علي الأمة من عدو لهم وكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «لزوال الدنيا أهون علي الله من قتل مؤمن من غير حق». وشدد الشيخ يوسف البدري علي عظم إثم ما يحدث في ميدان التحرير وحذر من عواقبه الوخيمة والتي ستمتد آثارها لأكثر من أربعين عاماً، حيث حدد الله تعالي أربعة أشهر حرم هي شوال وذي القعدة وذي الحجة ومحرم، وقد كان الكفار في الجاهلية يستبيحون العدوان واراقة الدماء والحرب فيها وذكر البدري بما حدث للسياح منذ عشرين عاماً عندما تم الاعتداء علي السياح بالأقصر وكان الرأي وقتها هل سيحل سفك الدماء في الشهر الحرام وأنكرنا اغتيال أبرياء جاءوا مسالمين غير محاربين وما يحدث في ميدان التحرير الآن خروج علي شرائع الإسلام ولو كانوا مسلمين ما كانوا فعلوا هذا. ويضيف البدري ان ما حدث يندي له الجبين وأمر مخالف للدين ويجعل العين تذرف دماً وليس دمعاً، لقد اصبح الأمر علي حافة الهاوية وخسرت مصر اقتصادياً، والدماء نزفت وانتشرت الضغائن في نفوس الناس، وناشد الجميع برفع الأيدي وكف الدماء. وفي نفس السياق قال الدكتور احمد المعصراوي الأستاذ بجامعة الأزهر، ان هذا ليس قتالاً وإنما هو اعتصام من اجل مطلب شرعي شعبي، ولتحقيق خير للبلاد والمطالبة بالحقوق، ولا يدخل تحت نطاق القتال في الأشهر الحرام. وحول سقوط قتلي وجرحي أجاب بأن هذا حرام ولا يجوز شرعاً لأن قتل النفس فيأي حال من الكبائر، وعن حكم الشرع في من قتلوا قال، هم شهداء لقتلهم دفاعاً عن الحق والنفس أما المعتدي عمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً وكان من الأجدر استخدام لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح وسفك الدماء من قبل المجلس العسكري ولو أن المجلس العسكري أسرع وبادر واستجاب لنداء الأصوات المطالبة بالاصلاح والمصلحة العامة ما كان حدث هذا وما كانت الأمور احتدت بهذا الشكل. وأضاف د. ربيع مرزوق من هيئة علماء الأوقاف ان الدماء في جميع الأحوال محرمة لكن في هذا الأشهر الحرم، محرم بشدة كلما لا يجوز اعلان الحرب فيها الا اذا فرضت الحرب علي المسلمين اما بالنسبة لما يحدث الآن في ميدان التحرير فهو حرام ومن باب إشاعة الفوضي في المجتمع، ويجب علي المعتصمين ان يرجعوا الي ديارهم ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتم استخدام العنف سواء من قبل الشرطة أو الجيش لفض الاعتصام.