لا وقت للموتى، ولا حزنٌ يُبَعثِرُ ضوءَه للشمسِ.. لا كفنٌ تَدثر بالقيامةِ، وهو يسجدُ فوق أشلاء السماءْ. لا أنبياءٌ قد يزورون المدى، لا أحرفٌ ذهبيةُ التركيب في الجدران تنعى حالنا..، لا شيءَ غير اللهِ في المحراب مقتولاً على شفة الكلامْ. قتلوكَ.. ما قتلوكَ؛ لكن شبهَ الأعرابُ أنكَ ميتٌ في الشامْ يا شامُ آهٍ.. آهِ يا شامُ. لا شيء غيركَ يا إمامْ. قتلوكَ.. ما قتلوكَ؛ لكن شبهَ الأعرابُ أنكَ ميتٌ في الشامْ ماتوا...، وماتَ الكفرُ وانتصرَ الأمانْ. وعلى شفاه الجوع تبسمُ طفلةٌ كالعشبِ عانقت الرياحَ بأصبعٍ... صاحت على الإسفلتِ: ما قتلوكَ يا أبتي، فأنت الحيُّ في الزهراتِ، في لعبي.. وأنت الصادحُ المحكيُّ يا أبتي.. وأنت الفجر في رئتي.. وأنتَ السيدُ.. المحرابُ في شفةِ الصلاةِ مغرِّداً كالشامِ، إذ تستقبل النجمات والدنيا...، وما قتلوك يا أبتي. وهمُ الصدى.. وهمُ الصدى. لا شيء غيرُ اللهِ في المحرابِ مقتولاً على شفةِ الكلامْ. لا شيء غيركَ يا إمامْ. ماتوا وما اغتال الصدى، إلا "السجودَ" وآيةً تحيى على كفيكَ يا أبتي. عرسُ القيامة لا يزالُ على ضريحكَ، فارسمِ الأملَ المخبئَ شكلَ أغنيةٍ لعلَّ اللهُ يحمل لحنَها للعشبِ يا أبتي. هذي دمشقُ وساعة من حزنِ أدمعها تمرّ بخطوها تَعَبَاً. والنجمة الثكلى تصيحُ على دمائكِ، والركوع مشرّدٌ عن خنصريكِ، فيا أبي قل ما تشاء عن الرحيلْ. عن قتلِ طفلتك اليتيمهْ. عن الرياح وظلها.. عن غيمةٍ عشقت مياه الرافدينِ عنِ الحسين والكربلاءِ.. قل ما تشاء عن الرحيلْ.