«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرحمن الأبنودي .. صوت الأمة
نشر في شموس يوم 12 - 04 - 2013

يعدّ الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي من أشهر شعراء الشعر العامي في مصر والعالم العربي،وعلى يديه شهدت القصيدة العامية مرحلة انتقالية مهمة في تاريخها،وعاش كفاح أمته وواكبت أشعاره الأحداث التاريخية التي مرت بها مصر والأمة العربية لشحذ الهمم فبعد نكسة الخامس من يونيو عام 1967 مباشرة وبرغم صدمة العندليب عبد الحليم حافظ والشعب المصري بسبب تلك النكسة والبيانات الرسمية التي بالغت في نقل الوقائع الغير حقيقة للمعارك
طلب عبد الحليم حافظ من الشاعر عبد الرحمن الأبنودي كتابة أغنية تسهم في بث الأمل من جديد،وبالفعل بدأ الأبنودي في كتابة عدى النهار أو موال النهار،وعند قيام الموسيقار بليغ حمدى بالتلحين طلب عبد الحليم من الأبنودي شطرة بعد ( أبو النجوم الدابلنين ) وأثناء المناقشات قال عبد الحليم ( أبو الغناوي المجروحين ) وغنى عبد الحليم حافظ الأغنية في الاستوديو كما غناها في قاعة ألبرت هول في لندن وتقول كلمات الأغنية :
عدّى النهار والمغربية جايّة
تتخفّى ورا ضهر الشجر
وعشان نتوه في السكة
شالِت من ليالينا القمر
وبلدنا ع الترعة بتغسل شعرها
جانا نهار مقدرش يدفع مهرها
يا هل ترى الليل الحزين
أبو النجوم الدبلانين
أبو الغناوي المجروحين
يقدر ينسّيها الصباح
أبو شمس بترش الحنين؟
أبداً..بلدنا ليل نهار
بتحب موّال النهار
لما يعدّي في الدروب
ويغنّي قدّام كل دار
والليل يلف ورا السواقي
زي ما يلف الزمان
وعلى النغم .. تحلم بلدنا
بالسنابل والكيزان
تحلم ببكره واللي حيجيبه معاه
تنده عليه في الضلمة
وبتسمع نداه
تصحى له من قبل الأدان
تروح تقابله في الغيطان
في المتاجر و المصانع.. والمعامل
والمدارس.. والساحات
طالعة له صحبة ... جنود
طالعة له رجال.. أطفال.. بنات
كل الدروب واخدة بلدنا للنهار
واحنا بلدنا ليل نهار
بتحب موال النهار
لما يعدي في الدروب
ويغني قدّام كل دار .
كما كتب الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي ( ابنك يقولك يابطل ) ولحنها الموسيقار كمال الطويل وغناها عبد الحليم حافظ وتقول كلمات الأغنية :
ابنك يقولك يا بطل هاتلي نهار
ابنك يقولك يا بطل هاتلي انتصار
ابنك يقول انا حواليا الميت مليون العربية
ولا في مكان للامريكان بين الديار
ابنك يقولك يا بطل هاتلي نهار
ابنك يقولك يا بطل هاتلي انتصار
ابنك يقولك ثورتك عارفة الطريق
وعارفة مين يابا العدو ومين الصديق
ثابته كما الجبل للعدو حالفة عالإنتصار
ابنك يقولك يا بطل هاتلي نهار
ابنك يقولك يا بطل هاتلي انتصار
كما كتب الشاعر القدير عبد الرحمن الابنودي (أحلف بسماها وبتربها ) ولحنها الموسيقار كمال الطويل وقدمها عبد الخليم حافظ ليؤكد أن الشمس لن تغيب عن مصر والأمة العربية فبرغم نكسة عام 1967 فالنصر قادم وتقول كلمات الأغنية :
أحلف بسماها وبترابها
أحلف بدروبها وأبوابها
أحلف بالقمح وبالمصنع
أحلف بالمدنة وبالمدفع
باولادي بأيامي الجاية
ما تغيب الشمس العربية
طول ما انا عايش فوق الدنيا .
في تلك الفترة حرص العندليب عبد الحليم حافظ على بداية حفلاته بهذه الأغنية ،أيضا من الأغنيات الوطنية التي كتبها الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى ولحنها الموسيقار بليغ حمدي ووزع موسيقاها على إسماعيل وقدمتها حنجرة العندليب عبد الحليم حافظ للمستمعين أغنية المسيح وقبيل قيام العندليب عبد الحليم حافظ بتقديمها للجمهور في قاعة ألبرت هول في مدينة لندن وصلته تهديدات ولكنه لم يهتم وقدمها أمام أكثر من 8 آلاف متفرج وتبرع باجره لصالح المجهود الحربي وتقول كلمات الأغنية :
ياكلمتي لفي ولفي الدنيا
طولها وعرضها
وفتحي عيون البشر
للي حصل علي ارضها
علي ارضها طبع المسيح قدمه
علي ارضها نزف المسيح ألمه
في القدس في طريق الآلام
وفي الخليل رنت تراتيل الكنايس
في الخلا صبح الوجود إنجيل
تفضل تضيع فيك الحقوق
لامتي ياطريق الآلام
وينطفي النور في الضمير
وتنطفي نجوم السلام
ولامتي فيك يمشي جريح
ولامتي فيك يفضل يصيح
مسيح ورا مسيح علي أرضها
تاج الشوك فوق جبينه
وفوق كتفه الصليب
دلوقت ياقدس ابنك
زي المسيح غريب غريب
تاج الشوك فوق جبينه
وفوق كتفه الصليب
خانوه... خانوه نفس اليهود
ابنك ياقدس زي المسيح
لازم يعود ..علي أرضها.
بعد نصر أكتوبر 1973 قام الفنان عبد الحليم حافظ بالاتصال بصديقه الشاعر عبد الرحمن الأبنودى وطلب منه أغنية عن النصر العظيم فكتب الأبنودى ( صباح الخير يا سينا ) ولحنها الموسيقار كمال الطويل وسجلها عبد الحليم حافظ برغم مرضه الشديد وبعد التسجيل قال للأبنودي : أعذرني ياعبد الرحمن فقد غنيتها بدون إعادة لأني متعب جدا .. فقال الأبنودي : ياعبد الحليم أنت قدمتها في غاية الجمال وتقول كلمات الأغنية :
في الأوله ....
قلنا جيِّنلك وجينالك
ولا تهنا ولا نسينا
والتانية ...
قلنا ولا رملاية في رمالك
عن القول والله ما سهينا
والتالته ...
إنتي حملي وأنا حمالك
صباح الخير يا سينا
وصباح الخير يا سينا
رسيتي في مراسينا
تعالي في حضننا الدافي
ضمينا وبوسينا يا سينا
مين اللي قال كنتي بعيده عني
إنتي اللي ساكنه في سواد النني
مش سهل ع الشبان
يسهوا عن الأوطان
ورسيت مراسينا
على رملة شط سينا
وقلنا يهون علينا .
دا أول الشطئان
وصباح الخير يا سينا
رسيتي في مراسينا
تعالي في حضننا الدافي
ضمينا وخدينا يا سينا
قالوا الحياة غالية .
قلنا الشرف أغلى
بلادي يا بلادي
يا عيون قمر الربيع
أندهي يا بلادي
يجاوبك الجميع
وصباح الخير يا سينا
رسيتي في مراسينا
تعالي في حضننا الدافي
ضمينا وخدينا يا سينا .
كما كتب الشاعر المبدع عبد الرحمن الأبنودي العديد من الأغاني لنخبة من الأصوات الأصيلة منها : تحت الشجر يا وهيبة وعدوية ووسع للنور وعرباوى لمحمد رشدي ويمّا يا هوايا يمّا ومال علي مال لفايزة أحمد وعيون القلب وقصص الحب الجميلة لنجاة الصغيرة وآه يا اسمراني اللون وقالى الوداع لشادية وساعات ساعات لصباح وطبعًا أحباب، قبل النهاردة لوردة الجزائرية وجايي من بيروت، بهواكي يا مصر لماجدة الرومي وشوكولاتة وكل الحاجات بتفكرني ومن حبك مش بريء وبرة الشبابيك والليلة ديا ويونس وعزيزة وقلبى مايشبهنيش ويا حمام ويا رمان لمحمد منير كما كتب أغاني العديد من المسلسلات والأفلام منها : النديم وذئاب الجبل وشيء من الخوف وغيرها وكتب وحوار فيلم الطوق والإسورة والبريء وشارك الدكتور يحيى عزمي في كتابة السناريو والحوار لفيلم الطوق والاسورة عن قصة قصيرة للكاتب يحيى الطاهر عبد الله كما قدم الشاعر الكبير مجموعة من دواوينه الشعرية للمكتبة العربية منها : الأرض والعيال والزحمة وعماليات وجوابات حراجى القط والفصول وأحمد سماعين وانا والناس وبعد التحية والسلام ووجوه على الشط وصمت الجرس والمشروع والممنوع والمد والجزر والموت على الأسفلت وسيرة بنى هلال والاستعمار العربى وحصل الشاعر عبد الرحمن الأبنودي على جائزة الدولة التقديرية عام 2001 وبذلك أول شاعر عامية مصري يفوز بها،وفى عام 2008 م نشرت مجلة الكواكب قصيدة للشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى خاطب فيها روح صديقه العندليب عبد الحليم حافظ وذكرياته معه حيث قال فيها :
فينك يا عبد الحليم ؟
فين صوتك اللى كان فرح وهموم
اللى طلع من قلبك الشايف
حالف يعيش ويدوم
فى زمن .. فى غدره كريم ؟
فينك يا عبد الحليم ؟
فينك يا أحلا من يغنى الفراق
تيجى تغنى زحمة الشهداء
والدم فى فلسطين وفى لبنان
وعلى توب العراق ؟
الموت صبح ساهل
وإحنا اللى نستاهل
ألهنا على روسنا الذليلة
كل شيطان رجيم ؟
فينك يا عبد الحليم ؟
فينك يازارع الحلم
بعد الحلم .. بعد الحلم ..
الحلم شارب سم
الدنيا ليل مكون بريح وغيوم
ولا حد سامع صرخة المظلوم
ولا أنة المهموم
الدنيا منتظرة صوتك
ليه رحلت قوام ؟
ضاقت مساحة الكلام
بساتين من الأحزان والشوك ..
مازال يوعد بصحبة ورد
الشوك خسيس ..
عمره ما يوفى بعهد
الشوك _ كما تعرف _
خبيث .. خوان
كأنه فجر أعمى ..
ما شافشى آدان
وكل صبح جديد
بحزن قديم
فينك يا عبد الحليم ؟
ولا عاد حبيب ينضم
ولا عبير ينشم
ولا ضحكة ملو الفم
هربت ليه يا عم ؟
مش كنت تنتظر الليالى الهم
ملونه فلسطين بلون الدم
وتقيم بأحلا صوت صلاة الصبح
حتى لو الأمة صلت دون ما واحد أم ؟
والضحكة .. أناتنا .. إذا تتلم
قابض على الحلم الشهيد .. باليد
وكل ما نشد الأمل .. ننشد
الكل راحل
والجناح منحول
في غربة
تقتل قلبنا المقتول
واحل في صوتك
أحلا ماف صوتي
ورحل بموتك ..
أحلا مافي موتى
هاربة الحدود
وبيطاردها الحد
الاغتصاب
مالوش حدود ولا حد
كله بيرحل
من دموع الخد للشهدا
نايمين ع الكتاف فى كل برد وشرد
أبدان ..
بطول حزن الحياة .. تتمد
صوت البيوت الطيبة .. بتتهد
صرخة وليد اخضر
صرخها .. بجد
الطيارات
الحراتات
الجرافات
تقتل تاريخ الأرض
والحزن
خيط ضى الأسى الممتد
الحزن صاحب حميم
فينك يا عبد الحليم ؟
فيننا إحنا يا عبد الحليم دلوقت ؟
مين اللى قتل التانى فينا ؟
إحنا والا الوقت ؟
أقدم مافى متع الحياة
النوم وقلة الانتباه
الصمت والصوت
يبقوا شىء واحد
سكت والا نطقت
الكل فى البعد أتنسى صوته
وأنا اللى للصوت القديم .. اشتقت
ماهوش مرض فيا بحب قديم
فينك يا عبد الحليم؟
فات إيه وامتى وكام ؟
هل لما غنينا الوطن
كنا بنفرش بيه على الرصفان ؟
وناكل الساقطة من الأغصان ؟
نتجاهل النكسة ورا النكسة
ونندغ التواريخ والأحزان
وشيتم الشاتم ..
نقول : ( أحسنت ) ..
والأمة .. تدخل
دايرة التحريم ؟
فينك يا عبد الحليم ؟
أنا هنا ..
مطرح ما مديت إيد وقلت سلام
فارش في ضلة حيطة الأيام
رحلوا الجميع وأنا لسه ما شبعت
انتظار ............
مازلت أحلم بالنهار ..
وبفجر أجمل الصغار
ولا عدت أفرق وشي عن وشي
أنا يا للي كنت مليح
الناس مشردها وشردني
عويل الريح
في وشي تقرا ملامح الأمة
الضلمة نور
والنور جبال ضلمة
باهتف وأنادي الحق من غير صوت
مهر الفساد ..
وسط السكوت مفلوت
أرواحنا متباعة ..
بتمن القوت
الفقرا ماتوا والعدو بيحكم
كل الجراح ماتئن
شوقي القديم بيحن
لحبر غير الحبر
وشعر غير الشعر
وسن غير السن
إيه اللي مشاك وسابني
في الزمن ده ائن
وإزاي هربت من البلا اللي يجن
الدنيا من غير ناس
وأنا زي ما بتعرف
بارخي لجامي واخد ع السياس
فينك يا عبد الحليم
من اللى حيصد آهات الأرض
ويبلغ الإحساس ؟
من اللى حيغنى جنوب لبنان ؟
الكدب مالى الكون
الكدب مالوش لون
الكدب .. بلع الألسنة .. والصوت
أما أنت يا صوت الحروب والسد
شديت شجون الأمة
وتر .. أتشد
وغنوة حزنها جد
مين اللى زرع اللون ده فى الأحزان ؟
مين اللى ردم الأمل تحت الهد ؟
مين اللى خان ( يونس )
فى ( خان يونس ) ؟
سؤال .. عليه ..
ماجاوبنى أبدا حد
والشوطة واخدانا رجال وحريم
فينك يا عبد الحليم ؟
الأمة حكامها الجداد
يختلفوا عن حكام زمان
بزمان
اللي ماخان
فتح له خان
وورث ابنه الأرض والدكان
والبرلمان والقصر والجورنان
الأمة بتعاني وبتعاني
الأمة في دروب الأسى
تاهت
آدي المسيح
شايل صليب تاني
أظنه غير دكهه
دهه .. باهت
عن وصفه
عاجزة كل أحزاني
والعدرا
من يوم البكا بتبكي
ولدها مقتول
ع الصليب متكي
كل النسا يا صاحبي في فلسطين
ليها ولاد ماتت
العدرا تبكيهم سوا وتئن
تبكي و تداوي ف صليب الابن
يا أم المسيح
من قعدتك قومي
آدي الصهاينة بيمشوا في دروبي
وقلعوني
ومشيوا بهدومي
والحزن ..
ف القلب القديم فاحت
وفي العراق
الأرض خناقة
الأرض غرقت دم يا ولداه
ومسمينها .. فوضي خلافة
شعب العراق ما عادش بيقول آه
والدم في بغداد
فقد معناه
وف كربلاء ..
آدي الشهيد .. محمول
كل العراق ..
زي الحسين مقتول
والدنيا فاهمه ..
وأنا اللي لسه غشيم
فينك ياعبد الحليم ؟
آهو زي ما سبتني
من غير وداع .. ومشيت
صوتك ما عادش
يدق باب البيت
وأنا في الحقيقة ..
مش باقول مشتاق
عشان مشتاق
كل الحكاية
في زنقة الأوطان
وميلة الميزان
لما تخوي حدادي اللوعة
والغربان ..
كنت أنت نافعني
إذا قلت يا فلسطين
أو ياجنوب لبنان
أو .. ياعراق
أو باغني أحلامنا
اللي ضاعوا هباء
وكل يوم أوطان
بيغيبوا في الأجواء
يغيب عنا الصوت
وتفضل الأصداء
وقليلة ع الكلب
قولة لئيم
فينك يا عبد الحليم ؟
فينك يا صاحبي
نشم لحظة نصر
لحظة .. نسيناها زمان
في مصر ...ننده ..
نوقف فوقنا شمس الحق
ونخفف الحدة ما بين الآه ..
وبين اللأ
فينك يا عبد الحليم ؟
الفرحة في وشوشنا
والحزن جوانا
الدم مجاني .. والسكة مجانا
مهما بعد عنا ..
بينام علي سرارينا .. ويانا
الدم لاحمر قاني
أتاريه نسبة ل ( قانا )
والضربة غرست في الصميم
فينك ياعبد الحليم ؟
كتبت سطرين بس كنت حزين
آدي ورقتي لمين ..؟
في زماننا ده - وإحنا عاشرنا الحزن
يا قسمني حزني مين ؟
فينك تغني تاني ( موال النهار ) ؟
يا صاحب رحلة
في طريق الشوك
أنت ما متش
هم شبعوا موت
المسألة .. مش صوت
المسألة هم الجميع يتحضن
تترجم المعاناة .. وطن
المسألة
أمتنا .. في التيه .. تفتكر
وتنتفض .. وتعود
تنفض غبار اليأس
على رمل الحدود
نمر من باب الوجود
نعيش جنود
ونموت جنود
نفضح و نهزم العدو اللئيم
نفس العدو
الندل القديم
كما فعلنا ف مصر
لاجل النصر
مش ده اللي خلاك
في الضمير
.. عبد الحليم ؟ .
عندما أنطلقت الثورة يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 م / 21 صفر 1435 ه من ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية القاهرة ومدينة السويس ثم في كافة المحافظات المصرية تابع الأحداث الشاعر القدير عبد الرحمن الأبنودي ويوم الأحد السادس من شهر فبراير 2011 كتب قصيدة (الميدان) وقال فيها :
أيادى مصرية سمرا .. ليها فى التمييز
ممدودة وسط الزئير .. بتكسّرالبراويز
سُطوع لصوت الجموع .. شوف مصر تحت الشمس
آن الأوان ترحلى .. يا دولة العواجيز !
............
عواجيز شداد .. مسعورين .. أكلوا بلادنا أكل
ويشبهوا بعضهم .. نهم .. وخِسّة وشكل
طلع الشباب البديع .. قلبوا خريفها ربيع
وحققوا المعجزة .. صحُّوا القتيل من القتل
................
إقتلنى .. قتلى ما حيعيد دولتك تانى
باكتب بدمى حياة تانية لأوطانى
دمى ده والاّ الربيع ؟ لاتَْنين بلون أخضر
وبابتسم .. من سعادتى والّا أحزانى ؟
..................
حاولتوا ما حاولتوا .. ما تشوفوا وطن غيره
سلبتوا دم الوطن .. وبْشمْتوا من خيره
أحلامنا بُكرناه أصغر ضحكة على شفه
شفتوشى صياد يا خلق .. بيقتله طيرُه ؟
السوس بينخُر وسارح .. تحت إشرافَك
فرحان بهم كنت .. وشايلهم على كتافك
وأما أهالينا : من زرعوا وبنوا وصنعوا ..
كانوا مداس ليك .. ولولادك .. وأحلافك
................
يا مصر .. قام العليل .. رجعت له أنفاسُه
وباس جبين الوطن .. مال الوطن باسُه
من قبل موته بيوم .. صحُّوه أولاده
من كان سبب علته .. محبته لناسه !
..................
الثورة فيضان قديم محبوس ماشافوش زُول
الثورة لوْ جدَّ .. ماتبانشى ف كلام أو قول
تعدل وتقلب فى سرِّيه ، تفور فى القلب
وتنغزل فتله فتله .. فى ضمير النول
ماتخافش على مصر يابا .. مصر محروسة
حتى من الطُّغمة دى اللى فينا مدسوسة
ولو انت ابوها بْصحيح وخايف عليها قوى
تركتها ليه بدن بتنخره السوسة
......................
وبيسرقوك يا الوطن قدامنا .. عينى عينك
ينده بقوّه الوطن ، ويقوللى : « قوم .. فينك » ؟
ضحكت علينا الكتب ، بِعْدت بِنا عنك
لولا ولادنا اللى قاموا يسددوا دينك
لكن خلاص يا وطن .. صحيت جموع الخلق
قبضوا على الشمس بإيديهم وقالوا : لأ
م المستحيل يفرطوا عُقد الوطن تانى
والكدب تانى .. محال يلبس قناع الحق !
...................
بكل حُب الحياة .. خوَّض فى دم أخوك
قول : « إنت مين » ؟ للى باعوا حلمنا وباعوك
أهانوك ، وذلوك ، ولعبوا قمار بأحلامك
نيران هتافك .. تحرر صاحْبك الممسوك .
................
يرجع لها صوتها مصر ، تعود ملامحها
تاخد مكانها القديم ، والكون يصالحها
عشرات سنين تسكنوا بالكدب فى عروقنا
والدنيا متقدمه .. ومصر مطرحها !!
كتبتوا أول سطور فى صفحة الثورة
وهُمَّ .. عُلَما وخُبرا مداورة ومناورة
وقّعتوا فرعون هرب من قلب تمثاله
لكن « جيوشه » مازالوا يحلموا ببكره .
.................
صباح حقيقى ودرْس جديد قوى فى الرفض
أتارى للشمس صوت واتارى للأرض نبض
تانى معاكم .. رجعنا نحب كلمة مصر
تانى معاكم .. رجعنا نحب ضحكة بعض !!
...............
من كان يقول ابننا يطلع بنا م النَّفق !!
دى صرخة والا غنا .. وده دم والاّ شفق ؟
أتاريها حاجة بسيطة الثورة يا اخواننا
مين اللى شافها كده ؟ مين أول اللى بدأ ؟
مش دول شبابنا اللى قالوا كرهوا أوطانهم ؟
ولبسنا توب الحداد .. وبْعدنا قوى عنهم ..؟
همّ اللى قاموا النهارده يشعلوا الثورة
ويصنّفِوا الخلق : مين عانْهم ، ومين خانْهم !!
يادى الميدان اللى حضن الفكره .. وصَهرْها
يادى الميدان اللى فتن الخلق وسحرها
يادى الميدان اللى غاب اسمه كتير عنه
وصَبَرْها ما بين عباد عاشقة وعباد كارهه
..............
شباب .. كإن الميدان .. أهله وعناوينه
ولا فى الميدان نيس كافيه ولا كابتشينو
خُدودُه عرْفوا جَمال النومة ع الأسفلت
والموت عارفهم قوى .. وهمّ عارفينه !!
...................
لا الظلم هيّن يا ناس .. ولا الشباب قاصر
مهما حاصرتوا الميدان .. عمره ما يتحاصر .
فكرتنى يا الميدان بزمان وسحر زمان
فكرتنى بأغلى أيام .. فى زمن ناصر !!
................
شايل حياتك على كفك .. صغير السن
ليل بعد يوم المعاناة .. وانت مش بتئن
جمل المحامِل .. وإنت غضّ .. با تعجب
إمتى عرفت النضال ؟ إسمح لى حاجة تجن !!
................
أتاريك جميل يا وطن مازلت .. وحتبقى
زال الضباب .. وانفجرت بأعلى صوت : لأه
حرّضتنا نبتسم .. ودفعت إنت الحساب
وبنْبتسم .. بس بسمة طالعة بمشقة !!
..............
فينك يا صبح الكرامة الا البشر هانوا
وأهل مصر الأصيلة .. اتخانوا واتهانوا
بنشترى العزة تانى .. والتمن غالى
فتح الوطن للجميع .. قلبه وأحضانه !!
............
الثورة فيض الأمل .. وغنوة الثوار
الليل إذا خانه لونه .. يتقلب لنهار
ضج الضجيج بالندا .. إصحى يا فجر الناس
فينك يا صوت الغلابة .. وضحكة الأنفار ؟!
...........
وإحنا وراهم أساتذة خايبة .. تتعلم
إزاى نحب الوطن .. وإمتى نتكلم ؟
طال الصّدا قلبنا .. ويئسنا من فتحُه
قلب الوطن قبلكم .. كان خاوى ومضلم !!
...............
أوّلنا فى الجوْلة .. لسه جولة ورا جولة
ده سوس بينخر يا بويا فى جسد دولة
أيوه الملك صار كتابة .. إنما أبداً
لو غَفِّلت عيننا لحظة .. حيقلبوا العُملة .
.............
لكنّ خوفى مازال جوه الفؤاد .. يكبش
خوفى اللى ساكن شقوق القلب ومعشش
يقوللى مش راح يسيبوا ، ولسه حيقِبُّوا
وحيلاقولهم سِكك .. وبيبان ماتتردش !!
.............
وحاسبوا قوى م الديابة اللى فى وسطيكم
وإلا تبقى الخيانة .. منّكم فيكم
الضحكة ع البُق .. بس الرك ع النِّيات
فيهم عدوين أشد من اللى حواليكم !!
الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي من مواليد 11 أبريل عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، وهو متزوج من المذيعة نهال كمال ورزقهما اللا بإبنتين : آية ونور.
هذا هو القليل من الكثير لعطاءات وإبداعات الشاعر القدير عبد الرحمن الأبنودي ونقدمه هنا بمناسبة عيد ميلاده كلمحة وفاء في زمن قل فيه الوفاء .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.