البشر دائما تزرع وتنتظر الحصاد, تعمل جاهدة على بذل المجهود سوء كان في عمل الخير أوفى عمل الشر هي تريد أن تتقن ما تصنع, حتى تصل في النهاية الى الثمار ومعنا اليوم فسيله وزرعه مهمة جدا ألا وهى الصوم . ولكن ما هو المجهود المبذول للصول لتلك الثمار المرجوة منه أو المحصول الناتج عنه الثمرة الأولى فضل الله قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصُفِّدَت الشياطين ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وما ذاك إلا لأنه في شهر رمضان تنبعث القلوب إلى الخير والأعمال الصالحة التي بها وبسببها تفتح أبواب الجنة، ويمتنع من الشرور التي بها تفتح أبواب النار، وتصفد الشياطين فلا يتمكنون أن يعملوا ما يعملونه في الإفطار؛ فإن المصفد هو المقيد، لأنهم إنما يتمكنون من بني آدم بسبب الشهوات، فإذا كُفّوا عن الشهوات صفدت الشياطين . الثمرة الثانية لتربيتك فرض الله تعالى علينا صيام رمضان، وصولا للتقوى، قال تعالى :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) سورة البقرة، والتقوى هي التجنب عن كل ما يؤثم من فعل وقيل: هي امتثال أوامره تعالى واجتناب نواهيه بفعل كل مأمور به، وترك كل منهي عنه بحسب الطاقة. أي يربى بداخل الإنسان منا التقوى التي هي حاجز عن فعل كل الموبقات ودافع لفعل كل الخيرات الثمرة الثالثة: لتخليتك الصوم يقتضي ترك المعاصي وهو صيام الجوارح من سمع وبصر ولسان وليس فقط صوم عن الطعام والشراب وباقي الجوارح لم تصم وهو ما بينه الرسول صلى الله علية وسلم قال من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). علينا إذا أن نتخلى كي نتحلى الثمرة الرابعة لتحليتك يربى رمضان فينا خلق مهم جدا هو الصبر رمضان شهر الصبر, ومدرسة الصبر, فالصوم تعويد على الصبر, وتمرين عليه, ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال :(الصوم نصف الصبر)أخرجه الترمذي. والصبر يكون على ثلاث أشياء , صبر على الطاعة , وصبر عن الحلال , وصبر على القدرة والاستطاعة فقال تعالى عن الصيام " "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف هذا صبر الطاعة قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، صبر على الحلال للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، فرحة عند لقاء ربه، و لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". صبر على القدرة والتحمل الثمرة الخامسة لتصفيتك الصوم هو العبادة الوحيدة الذي لا يمكن أن يتسلل إليك الرياء فيها لأنها عبادة غير ظاهرة وهذه حكمة الله تعالى وليست مثل باقي العبادات فقد يصلي المسلم في المسجد كثيرا ليقال عابد وقد يزكي جهارا لينال حسن الأحدوثة , وقد يحج كثيرا ليقال حج وزار..أما الصيام فانه امتناع عن عمل فلا يقبل الرياء . لأنه لا يظهر للناس . كذلك العبادات تحرم الحرام على صاحبها .أما الصوم فانه لا يكتفي بذلك بل انه يحرم أطيب الحلال ,فيحرم المأكل والمشرب والصلات الزوجية من الفجر الى الغروب كما لا ينكر احد ما في الصوم من مشقة , ولذلك فهو يقوي الروح ويصقل النفس ويسمو الطباع ,من اجل ذلك فان الله تعالى يجازي عبده عنه بغير حساب. الثمرة السادسة لصحتك قول تعالى :(وأن تصوموا خير لكم ) إن الطب الحديث وبعد الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية ثبت أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم أن يمارسها حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدا لصحة الإنسان تماما كالأكل والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل يمرض إذا حرم من النوم أو الطعام لفترات طويلة، فإنه كذلك لا بد أن يصاب بسوء في جسمه لو امتنع عن الصيام وقال أيضا ( اغْزُوا تَغْنَمُوا، وَصُومُوا تَصِحُّوا، وَسَافِرُوا تَسْتَغْنُوا ). وفى الختام هذه الثمار ما هي إلا جزء بسيط جدا من فوائد الصوم ,ولكن لو تتبعت الأمر لكتبت المجلدات في هذا, ولكن إذا اغتنمت تلك الثمار سوف تنال ما هو أرقى وأعلى , لان الطاعة تؤدي الى طاعة أعلى منها , اختم بنص حديث رسول الله صلى الله عليه قال : (من قام رمضان إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) هيا اخرج من ذنوبك وعود الى صحيفتك البيضاء من جديد هيا ارسم به ألوان من الطاعة تقيك نار الوعيد هيا الى الجنة العزيز الحميد .