هذا أنا.. فارمي الرصاصَ على دمي. عارٍ من البارود أجنحتي وسام الراحلينْ. دمي شكل من الثكلى، وأحزاني قيامهْ. والمدى مثل انتمائي أخضرٌ ويدي فراشه. والأقاويلُ على أضرحتي ماءَ زمزمْ. والهواء الرطبُ في حنجرتي شكلُ حرفٍ وضريحٍ واقفٍ؛ يشربُ حلمَ الأنبياءْ. وطناً تُغرّدني الأضاحي قبل موت رصاصةٍ حطّتْ على جسدٍ نحيلْ. خذْ ما تشاء من القصاصِ.. أنا القصاصُ. خذْ بعض أمتعة الرحيلْ. أرحل. أيها الغجريُّ والصنميُّ والموتى. هذا فمي، فاغلقْ هواء الحرفِ وارتشفِ الحكاية يا فقيرَ الذكرياتْ. هذا أنا ملقى كأصداء الحياةْ. حيّاً تُجسّدني الملامح والحكايات التي سارت على قبري، أنا كلُّ انتماء الأرضِ.. كلّ الذكرياتْ. أرحلْ بطلقتكَ الأخيرة يا فقير الأرضِ، يا وجع الرفاتْ. إلى جميع شهداء الربيع العربي.. إلى الشبان والشابات اللاتي ضحين بأنفسهم من أجل العزة والكرامة.. لهم فقط أهدي بعض الأمل