بدأت الحركة الأدبية فى الانتعاش منذ أحداث (ثورة 25 من يناير عام 2011م ) ، وأتخذت من هذه الأحداث ذريعة إحياء الحركة الأدبية متمثلة فى ازدهار أدب الثورة ، وبدأت الحركة الأدبية فى النهوض جاهدة فى الكتابة بطرق شتى ، من رصد الأحداث وتوثيقها ، وتصويرها ، والعمل على تأرخة هذه الأحداث ، وبدأت الكتابة متمثلة فى كتابة المقالات، وتأليف الروايات ، وتأليف القصص ، بل وتأليف الكتّب، التى تتناول هذه الأحداث والوقائع ، ولم تنصب على الكتّاب فقط ، وإنما ظهرت لنا وجوه جديدة ، وبدأت تقدم عصارة ذهنها فى كيفية التناول للموضوع من وضع الأسباب ، ومعالجة القضايا ، واقتراحات حلول لما هو آت . وأثناء هذا نتج لنا جيلاً جديداَ من الكتاب الذين حركتهم النزعة الوطنية ، والاحساس بالمسئولية ، والعمل على إبداء الرأى من منطلق تفكيرهم ، والمساهمة فى إثراء حركة الأدب بعد الثورة ، وظهرت لدينا إبداعات كثيرة منها الشعر، والقصة، والرواية، ومنها ما هو كتب ، وكلها تنصب فى بوتقة الثورة ،والدفاع عنها وإبراز أهم إيجابياتها، وأخذ بعض الكتّاب فكرة رصد الظواهر فقط ، والبعض الآخر لجأ إلى الدراسات النقدية التحليلة المعبرة ،التى عبرت عما تحويه أنفسهم من رصد للأحداث وتطبيقها مع الواقع الحياتى المعيش. ومماثلة هذه الأحداث مع هذا الواقع . ومن ثمّ وضع إطار نقدى فى هذه الحدود والعمل من داخله ، ومنهم من أبرزوا أهم أسباب قيام الثورة ، وأهم مكتسباتها ، وأيضا أهم سلبياتها كونها دراسىة نقدية ممنهجة على أطر وأساليب خاصة بها ، والبعض الآخر لجأ إلى تأريخ لهذه المرحلة الهامة والفاصلة فى حياتنا جميعاً ، ومن ثم أصبحت مصدراً لنا ،وأيضاً مرجعاً وتراثاً للأجيال القادمة . لم نغفل دور الإبداعات المرئية والتى ملأت شاشات التلفاز وتبلورت فى عمل الندوات سواء الشعرية منها أم الأدبية ،وتقديم البرامج المتنوعة والمختلفة ، وعرض الأفكارالجديدة والمتطورة ، وأتت لنا بوجوه جديدة على الشاشة المرئية مما أثرى التشجيع وشرف المحاولات الناجحة منها وغير الناجحة ، بل ودعم هذه الحركة . . وجاء الإبداع المسموع ليؤكد لنا مدى اندماج الشعب مع أحداث الثورة ، فالجميع يتحدثون عن الثورة ، وأحداثها ، ومكتسباتها وأيضا سلبياتها ، ويقدم الاقتراحات والحلول ، ويتابعون ما يستجد من الأحداث يومياً ، بعدما كانوا لا يتابعون السياسة من قريب أو بعيد ، وبالطبع كانت لهذه الحركة الأدبية أكبر الأثر على تشجيع الأدباء الذين يخافون المواجهة ، والظهور على الساحة الأدبية ، وبما يتأتى على ذلك من ظهور حالة النقد الأدبى أثراً تابعاً لهذه الحركة . وتبدأ عملية البحث والتنقيب عن أفكارهؤلاء الكتاب والمبدعين لهذه المرحلة . ولا نغفل الجرايد الورقية ، والمواقع الألكترونية التى أتاحت الفرصة العظيمة ، لكل الآراء قاطبة . وأنتجت هذه الحركة مميزات ومساوىء مواكبة للأحداث الموجودة فى الوقت الراهن ، لكونها كتبت تحت حالة تأثيرية ، منها تأثيرات وطنية ، ومشاعر حانية للوطن فبدأ الكل يظهر ويعبر عن مدى عشقه لوطنه ، بدون الأنصباب على ما يكتبه بقدر التعبير والمشاعر التى تختلج صدره للبوح بها .والفيض بمشاعره وبحالة يعتريها الخوف عليها ، وحبه له فى آن واحد . لأن هذه الحالة جعلتهم يكتبون بقلوبهم ، ويجعلون مداد أقلامهم دماً ، وأرواحهم ورقاً ،و التى باتت ترفرف على سماء الوطن والوطنية ، ويذرفون الدمع ،وكأنهم يجسدون فى الوطن (العاشق والمعشوق )عشقهم وإخلاصهم وتضحيتهم له بهذه الافاضات التى يرتاحون لها ، وكأنهم أدوا ما عليهم إيمانا منهم أن القلم سلاح وما أقواه سلاح ! إذن أنتجت لنا الثورة أدباً ثورياً وطنياً ، وفتّحت لنا عقوّلاً ، وحركت مشاعرنااً وقلوبنا بعد تحجرها وجمودها ، بل وعجزها عن التعبير؛ خوفاً منها أن تتهم أنها ضد أحد ، أوأنها تتبع تنظيم معين ، أو ربما حركة جهادية فى مكان ما ؛ وبذلك أتاحت الثورة الفرصة الذهبية للأبداع الحر .والأصوات الحرة ، وأيضاً الأقلام الحرة الثائرة . هنيئاً لنا بالحركة الأدبية ، والثورة العظيمة وأدب الثورة والذى يعد من أكبر المكتسبات إلى الآن ، لأنه جعل العقول تفّكر ، والقلوب تعّبر ، والألسنة تنطق بكل ما هو مفيد ونافع ومؤثر ( فالكلمة سلاح ، فيجب على الجميع احترامها ، وتفعليها فى عودة الحق ، وسيادة العدل ).