التناقض بين ما يحدث في المجتمع و بين تعاليم الدين سمة من سمات العصر الحالي الذي نعيش في الآن . فالدارج الآن هو الفصل بين تعاليم الدين و الأفعال المشينة التي تحدث في مجتمعنا من قبل البعض ، مع أنه من المعروف أن الدين هو المعاملة فمن حسن دينه حسنت أخلاقه . فلا يكتمل الدين إلا بالعبادات و الأخلاق معا ، فلا يصح فصل أحدهما عن الآخر . فمثلا أحد هذه المظاهر هي الثقافة السائدة بين الشباب أن الشاب بلا تجارب عاطفية و التفات الفتيات حوله هو شاب غير لافت للنظر ، و هذا بالطبع يتنافي مع الأخلاق . و انتقاد الفتيات للفتاة التي تلبس زيا محتشما بانها رجعية و غير متطورة لأنها لا تلبس مثلهم زي يكشف أكثر مما يستر . و تعد الرشوة مظهرا أخر من مظاهر مخالفة الدين و تعاليمه و التي للأسف تعمل بها بعض قطاعات المجتمع حتي أننا نعرف أن بعض الوظائف لا يمكنك الحصول عليها إلا بهذه الرشوة . و انتشار الغش بأنواعه المختلفة و الذي يعتبر جريمة نكراء في مجال التعليم و التجارة لا يخرج عن إطار مخالفة تعاليم الدين . فأصبح أول سؤال يسأله بعض أولياء الأمور لأولادهم بعد الخروج من الاختبار هو هل كانت اللجنة متسيبة ؟! هل استطعت معرفة إجابات الأسئلة الصعبة من زملائك ؟! حتي الإعلام و تحديد التلفاز لم يسلم من التناقضات و الذي أصبح أداة إفساد و ليس أداة تثقيف و إرشاد . فتشاهد فيه مظاهر مخالفة تماما . لقد تناسي البشر أن الدين منظم لحياة البشر و لايمكننا الفصل بينه و بين الحياة . و في ديننا الإسلامي لا يحرم الشرع شيئا بعينه إلا لضرره الجسيم علي الفرد و المجتمع و ذلك في مختلف أمور الحياة . فهيا نحيي سنة النبي عليه الصلاة و السلام و نلتزم بتعاليم الشرع حتي ينصلح حالنا و حال مجتمعنا . و كفي تنازل عن القيم و الأخلاق الحميدة .