قد تكون اتفاقية السلام بين دولة الامارات واسرائيل اغرب اتفاقية فى التاريخ حيث لا تجمعها حدود مع اسرائيل ولا حاربت ولا احتلت أراضيها , تأتى هذه الاتفاقية فى ظل الاحداث المتسارعة فى منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا . الازمة التركية اليونانية والفشل الاقتصادى فى لبنان وأزمة انفجار بيروت واشعال الحرب الداخلية فى اليمن وتزايد الاحتراب الداخلى فى العراق , والحرب فى سوريا لم تنته بعد تجاوزت مدتها الحربين العالميتين الاولى والثانية وازمة السلطة فى الرياض وافتعال الحرب الليبية طويلة الامد . ناهيك عن المشاكل الاقتصادية التى تمر بها الدول العربية بسبب جائحة كورونا .. ولم يتضمن الاتفاق على أى تنازل من اسرائيل مقابل التطبيع الكامل وان عدم ضم الضفة الغربية بأنها عملية تأجيل وليست الغاء حسب مقاله نتيناهو نقسه وهذا الاتفاق اسقط لاول مرة فى تاريخ الاتفاقيات العربية الاسرائيلية مبدأ الارض مقابل السلام . للاسف البعض يهلل لهذا الاتفاق ويحاول تبريره بانه حدث تاريخى ويمثل عصرا جديدا للعالم العربى فهل بيع فلسطين تطبيقا لصفقة القرن والتنازل عن القدس والمسجد الاقصى والخروج عن كل الثوابت العربية والاسلامية يوم تاريخى ؟.. لعل نتنياهو كان الاكثر تعبيرا عندما قال "انهم يطبعون معنا لاننا اقوياء وهم ضعفاء" .. وقال شمعون بيريز فى كتابه الشهير الشرق الاوسط الجديد عن اقامة تعاون صهيونى مع دول الشرق الاوسط وتحدث كذلك العاهل المغربى الراحل الحسن الثانى "من تعاون العبقرية اليهودية مع المال العربى " بهذا مهد لبعض الحكام العرب الطريق لسيطرة الكيان الصهيونى على المنطقة. ديفيد بن غوريون مؤسس دولة الكيان الصهيونى فهو الذى اطلق مقولته الشهيرة " عظمة اسرائيل تكمن فى انهيار ثلاث دول مصر والعراقوسوريا" ..وهذا مانراه الان قيام الكيان الصهيونى بتشجيع اثيوبيا ودعهما سياسيا واقتصاديا لبناء سد النهضة وحمايته عسكريا لخنق الشعب المصرى كما يقوم بدعم الارهاب لعرقلة التنمية فى سيناء . ويستعد الكيان الصهيونى لضم غور الاردن وسرقة مياهه واراضيه الزراعية . هذا الكيان المغتصب لا يتقيد بالمعاهدات والمواثيق الدولية. السلام كلمة مبهمة أطلقت لتكون فى المطلق لانه لا سلام مع ضياع الحق علمتنا تجارب التاريخ ان الحقوق المغتصبة لاتسترد الا بالقوة وان مقاومة الاحتلال الصهيونى بتطلب من الشعب الفلسطينى انهاء الانقسام وتوحيد الجبهة الوطنية لأنها صخرة صماء تتكسر عليها المحتل الصهيونى وان الحق لابد ان ينتصر فى النهاية مهما طال الزمن والاجيال الجديدة الشابة متمسكة بحقوقها وثوابتها التاريخية وسوف تزلل الارض من تحت اقدام الصهاينة جمال المتولى جمعة المحامى - مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا