أصدر الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، فتوى بخصوص حكم بيع جزيرتي "تيران وصنافير" المصريتان إلى دولة السعودية، مستندا فيها على الأدلة الشرعية، مجرِّما هذا البيع ومحذَّرا منه، داعيًا الشعب إلى رفض التفريط فى أراضيه، مشيرا إلى الهدف من بيع الجزيرتين الذى يعد لصالح أعداء الأمة، كما أنه يدخل ضمن مسلسل بيع ثروات ومقدرات الدولة الذى يُتبع منذ بضع سنوات، وهذا نص الفتوى: إن هذا البيع يعد من أمثلة البيوع والتنازلات عن ثوابت وأصول وأرض الوطن (اتفاقية النيل والغاز والبترول والمياه الإقليمية والجزر المذكورة محل الفتوى)، و حكمه الشرعى قولا واحدا إنه خيانة عظمى لله والرسول والأمة بأسرها وجريمة لا تغتفر وهو باطل وحراما ومغلظ شرعا فاقد الشرعية والأهلية والولاية وكل ما يترتب عليه من آثار باطل ومنعدم ولاغي وفاسد ومجرم. فكل هذه الاتفاقيات والتنازلات باطلة ومحرمة ولا شرعية لها لأن أرض الوطن في الإسلام مقدسة ومن أسمى مقاصد الشريعة الإسلامية، ولا يملك أي جيل من الأجيال التنازل عن شبر واحد منها فما بالنا إذا كان ما يتم لصالح اعداء الامة خصوصا "الصهيو صليبية"، وعلى رأسهم هذا الكيان الصهيونى، تمهيدا لتفتيت الأمة ومنها تقسيم مصر الى دويلات لإقامة دولتهم الدينية المزعومة (إسرائيل الكبرى) من النيل للفرات. وبناء على ذلك، فإنه فرض عين على الشعب المصري العظيم بجميع أطيافه وطوائفه الحفاظ والدفاع عن أرضه ونيله (نهر النيل) وثرواته الطبيعية والمعدنية والبشرية قبل فوات الأوان. فأين ستقام دولة الإسلام وأمة الإسلام وديار المسلمين إلا على أرض الوطن التى فتحها أسلافنا، وعملا بالقواعد الشرعية والأمور بمقاصدها، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وهل كانت الهجرة وفتح مكة وغزوة تبوك وغزوة مؤتة إلا من أجل نشر الدين والحفاظ على الأرض. قواعد تجنب الضرر فمن المعلوم إجماعا في الفقه الإسلامي أنه إذا احتل العدو شبر واحد من ديار المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على جميع المسلمين لتحرير هذا الشبر، فالارض ( الوطن) مقدسا إسلاميا صرف لا يجوز ولا يحق لأى ولى أمر سواء بنفسه مباشرة أو عن طريق برلمان نائب عنه أو جيل من الأجيال التنازل عن أرض الوطن أو بيعها قل أو كثر وإذا حدث فإنه باطل ومحرما . كما أن ما لا يعرفه كثير من الناس أن ( تيران وصنافير) هي ضمن منطقة الشام والتي وصفها الله تعالى في كتابه ورسوله في سنته ب "الأرض المباركة والأرض المقدسة"، فهي مقدس إسلامي صرف والآيات والأحاديث التي تحدثت عن قدسية وبركة هذه الأرض كثيرة جداً. إن هذا البيع يقع لصالح أعداء الأمة خصوصا من "الصهيو صليبية" وعلى رأسهم هذا الكيان الصهيوني الماسوني اليهودي ربيب الصليبية وكل قوى الكفر والشرك العالمية. كلنا نذكر صراع الحضارات والحملات الصليبية والاستعمارية لديار المسلمين واتفاقية "سايكس بيكو" ومشروع الشرق الأوسط الكبير المزمع إقامته لتفتيت المنطقة العربية بأكملها، ومنها المؤامرة الكبرى لتقسيم مصر لخمس دويلات، وكل ذلك بالطبع تمهيدا لإقامة "دولة إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات". هذا البيع والتنازل ( الباطل والمحرم شرعا)، فضلا عن أنه لصالح أعداء الأمة إلا أنه يورث التنازع والعداوة والبغضاء والحروب العصبية الجاهلية بين الشعوب المسلمة ويصرفهم عن الهدف الرئيسي من مقاومة أعدائهم، خصوصا العدو الصهيوني، كما أنه صادر من من لا يملك لمن لا يستحق. بيع الأرض والثروات إن مسلسل البيع والتنازلات عن ثوابت الأمة وثرواتها ومقدراتها، مثل الغاز والبترول والمياه الإقليمية، وإعادة ترسيم الحدود مع قبرص واليونان والكيان الصهيوني ( اتفاقية النيل) وبيع تيران وصنافير لا يملكها أى حاكم ولا أي برلمان شرعيين، ولا أي جيل من أجيال الأمة، فلو فعلوا ذلك لبطلت وسقطت شرعيتهم، وعندئذ فإنهم قد باءوا بإثم وجرم عظيم، فما بالنا لو فعل هذه الاشياء الغاصبين والمغتصبين فاقدي الشرعية والأهلية والولاية لكان الحكم أشد من ذلك. مناشدة شعب مصر يا شعب مصر العظيم هل تنتظرون أن تضيع سيناء، كما حدث مؤخرًا بالعرض الذى أعلن لإقامة وطن للفلسطينيين بديلا عن أرضهم تحت عنوان ( ميناء العريش- حل عزة)، وبعد ذلك حلايب وشلاتين وخلافه والدخول في مخطط تقسيم مصر، هل كان الجهاد فى سبيل الله إلا من أجل نشر الدين والحفاظ على الأوطان؟، وما فائدة جيوش الدول إن لم تقم بحماية أرض الوطن؟ يا شعب مصر العظيم إن مصر تستغيث بكم، فأغيثوها بكل الوسائل المشروعة والمتاحة، ف "تيران وصنافير" مصريتان مائة فى المائة والبائع والمشترى فى دائرة البطلان والانعدام وفقدان الشرعية والأهلية والولاية والأدلة الشرعية كثيرة جدا ولكن لا يتسع المقام لذكرها كلها هنا.