إستمراراً لمسيرة تصحيح التفسيرات والرؤى الخاطئة لنصوص القرآن الكريم ومقاصد الشريعة ، لعدم وجود رؤية شاملة لمجمل الكتاب عند البعض ، أو لفهم قاصر ، أو نابع عن رأى شخصى ، لمزاج أو هوى من مشايخنا القدامى أو المعاصرين أو الدعاة الجدد غير الدارسين ، وكذا لمواجهة من يتاجر بالدين عن جهل ، أو بغرض الوصول للسلطة وتحقيق مصالح ،أو رغبة شخصية، أو لطبيعة الشر والعنف الموجودة بداخله ، لذا نجتهد فى تقديم الرأى والفتوى ، ورداً على السؤال الوارد إلينا على موقعنا ، من الأستاذ- محمد العمرى من السعودية والذى يسأل فيه ويطلب الرأى و الفتوى عما صدر مؤخراً من أحد الدعاة الجدد من سب بصورة مقززة فى حق البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط بمصر بعد وفاته ، وماهو موقف الإسلام من كلام هذا الداعية . فى معرض ردنا ، نقول وإن كنا إختلفنا الرأى فى بعض المواقف السياسية للبابا شنودة رحمة الله عليه ، إلا أننا نعلم كما يعلم الجميع بالوطن العربى ، بوطنية هذا الرجل وعروبته ، وانه عاش طوال حياته يدعو للمحبة والسلام ، اما بخصوص موقف الإسلام مما قاله هذا الداعية ، فنقول فى البداية علينا ألا نستمع لهؤلاء الدعاة ،لأن الأغلبية منهم غير متخصصين وغير دارسين ، ويجهلون من مقاصد الشريعة أكثر مما يعلمون ، إيضا نقول لهذا الداعية ألم تقرأ قوله تعالى فى الآية 104 من سورة آل عمران ( ولتكن مِنكُم اُمة يَدعُوِنَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعَروُفِ وَينَهَونَ عَنِ الُمنكَرِ وَأولائكَ هُمُ المُفلِحوُنَ ) ص ق ، وايضا قول الرسول (ص ) ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ) ، ألا يعلم الأخ الداعية أن البابا توفى عن عمر يناهز 89 عاما ،فأين هو من توقير الكبير – ايضا ألم يقرأ الأخ الداعية قوله تعالى فى سورة النحل آية 125 ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين ) ص ق . فأين هذا الداعية من الحكمة والموعظة الحسنة ، وكيف يسلب من الله حقه ، ويقرر هذا الداعية من ضل ومن إهتدى ، فمن أعطاه هذا الحق ، ليكون وكيلاً عن الله ، فوكالة الله لم تُعطَ إلا للأنبياء فقط ، وليس منها العلم بمن ضل ومن إهتدى ، فهل هو أعلى من الأنبياء درجة . أولم يقرأ هذا الداعية قول الرسول ( ص ):( اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم)ذكره أبو داود في الأدب والترمذي في الجنائن من حديث معاوية بن هشام عن عمران بن أنس المكي عن ابن عمر ، وموتاكم لم تقترن هنا بشرط الإسلام بل جاءت بلفظ العموم ،وقد قال الحاكم: أنه صحيح الاسناد ، --- وايضا في البخاري عن مجاهد عن عائشة مرفوعاً ( لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ) . لكل ما تقدم وغيره كثير ، وهو قليلً من فيضً غزير ، نفتى بقلبٍ مطمئن بحرمة سب الميت دون النظر إلى ديانته ، ونقول للأخ الداعية ، هون عليك يا أخى ، واعتذر واستغفر لربك ، لانك أسأت لنفسك ولصورة الإسلام ، وأغضبت السماء عليك . والله من وراء القصد والابتغاء—والله المستعان مصطفي محمد راشد الحاصل علي العالمية في الشريعة والقانون عام 1987 من كلية الشريعة والقانون بالأزهر فرع دمنهور ورئيس تحرير جريدة أوربت العربية ومدير المركز العالمي للضمير الإنساني .