الجنوب في كل الدنيا ينتج الشعراء والانبياء دنقل الكنانة وسياب جيكور العراق وعلى دربهم مضى ابن تمسولت الدمسيري خرج من وسط تغمره اشجار الزيتون واللوز والجوز والرمان واشهى ما تجودبه خوانات الطعام ونتاجات معاصر الزيتون وجواهر الكلام على صينيات الشاي المحافظة على التجمع العشائري القبلي الاصيل لمنطقة اركتن بالاطلس الكبير شمال غرب تارودانت ولها جزء اخر بطاطا الاطلس الصغير وهي من المعاقل الهارونية التي توارتث صناعة الفضة فالشاعر الفنان الدمسيري احتفى في منازلة شعرية بينه وبين تيحيحت الكبيرة بنتاج وادي البنسيرن حيث اللوز والزيت وتسيجه المحابق والكروم ومختلف الاشجار بعدما نفت منازلته وجود الحنطة ببلدته التي ظفرت بها حاحا مسقط راسها الدمسيري قبل ان يكون فنانا وشاعر كان فقيها عالما بكل التراث الديني ويحكي قصته مع القران انه انتهى في ولاتجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن ومدرسة تمسولت تحافظ للان على نهجها المنفتح والحاضن للاخر باخلاق تحتفي بمعاني الحوار واول ما تعلق الدمسيري بالفن كان ككل الروايس عبر حلقات الغناء بانزكان وتشيخ على يد ابن قبيله الحاج احمد امنتاك ولازمه كظله حتى تشرب الحرفة وصار منتج كلمات والحان وخالط المجتمع الحاحي في كل تفاصيل حياته واعتبر الصويرة قرة عينه الدائمة فحرق المراكب وكسر الحواجز وانتمى للحضرة الكلامية وخاطب ود القمر واستظل بالشموس وانحشر في وميض حياة المغلوبين والمهمشين المقهورين وعانق الكل اغانيه وتغنى بجمال الجنوب فافهم وافحم كانه سيدي حمو طالب جديد الدمسيري يشرح محنة اغترابه الدائم بوضع النحلة التي لاخيار لها الا مواكبة وضعها المرسوم تحت رحمة البرد والغيوم وتجدد رحيق الازهار ويشرح وضعه كحارق المراكب على طريقة ذي يزن اليمن وبن زياد الطنجة انه شبيه بالبازالاعمى والشجر المر لافائدة ترجى ولاثمرة تجنى وحتى لايظنه الناس مستفيدا من كسبه اكد ان الصوف والحلب للاخرين وهومحض ماجور لاغير ويتناغم كغيره مع عالم الغاب حيث الذئاب واللاوفاء وانه واحد من الرعاة الماجورين المهلوكين بالبرد والمعاناة اما المشحمات ذوات الطرف فلهن من لهن بالمرصاد ويتعامى ككل اعمى عن ذلك الواقع المر العنيد ويشفع له انه عاش على الدوام بعرق الجبين مرفوع الهامة ولو لم يشا ذلك ماعاش تحت رحمة مواعيد العمل المضنية طيلة حياته وشقاوة معيشه جعلت سكاكينه عصية عن دبح الدواجن والنعاج والمختصر المفيد ان الحياة علمته مخاطر تلاقي النعاج والذئاب واقع وصف الشيخ امام مزاحمه انه راح اتكال هوم وافرد له السيوطي خاص التبري من معرة المعري الدمسيري تحسر على واقع الكلمة والشعر والادب عندبني شلوح وتمنى لو كان الفنان بمستوى قيمة ومكانة ام كلثوم وفريد الاطرش ومحمد عبدالوهاب وان وفاة الفنان عبدالحليم حافظ طن خبرها في سمع الزمان وفي كل الاذاعات اما هو وغيره فهم محاصرين بل موثوقون بقيود لافكاك منها وتمنى فقط فك وثاق الغناء اما المغني فعنه لاتسل وان زعيم الادب بالمنطقة الحاج بلعيد الوجاني لوعاش ليومه لعدم مسحوق التصبين من فرط الاهمال وماساة الزمن الذي خلده الدمسيري كان فيه الفن حرفة اساسية وباعباء ثقيلة والاجيال الاحقة عليه حولته كالملحون لمحض هواية الدمسيري قضى في نونبر1989 ومضت على رحيله تلاثون سنة وتجديد ذكراه مناسبة لتجديد القصائد عن تراثه وعن تراث قرابة العشرة الف فنان وشاعر بالجنوب المغربي