الشيخ القارئ والداعية الإسلامي محمود يوسف رحمه الله تعالي من الشيوخ الكبار في تلاوة آيات الذكر الحكيم وفي الدعوة إلي الله تعالي بالوسطية والسماحة والمحبة واليسر بين الناس تمسكا بقول الرسول الأمين صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )) رواه ابن ماجه والطبراني والسيوطي وغيرهما . ولد الشيخ القارئ والعالم الكبير محمود يوسف سليمان مسعود في يوم 28/12/1926 م بحي عين شمس بالقاهرة . حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة من عمره عام 1935 م علي يد الشيخ علي مسلم (بكسر الميم وفتح السين ) والمتوفى عام 1982 م بالقاهرة وكان قارئ ومعلم كبير بحي عين شمس حين ذاك ثم انتقل بعد ذلك إلي الشيخ المعلم والقارئ الكبير محمد عبد العال عزو عام 1937م وفي عام 1938م أتم حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ محمود معروف قارئ القرآن بالمطرية بالقاهرة حين ذاك وبعد ذلك درس القراءات من سبع وغيرها بمعهد القراءات بالعباسية عام 1945م وأجاد القراءات السبع وغيرها حفظا وتجويد وكان ترتيبه التاسع بين زملائه في المعهد وكان معه حين ذاك الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ محمود حسين منصور وكانوا بعد ذلك من قراء الإذاعة المصرية وبعد ذلك وقد حصل أيضا الشيخ محمود يوسف أيضا علي شهادة من جمعية المحافظة علي القرآن الكريم عام 1947م وهذه الشهادة برقم 353 تعلم الشيخ محمود يوسف رحمه الله العلوم الإسلامية من وعظ وإرشاد بالأزهر الشريف وعمل بعد ذلك علي نشر الدعوي في مساجد كثيرة والتابعة للأوقاف وغيرها من المساجد الأهلية الأخرى في مصر منها مسجد محمد أغا بحي عين شمس والصحابة والخلفاء الراشدين بمصر الجديدة وغيرهما من مساجد القاهرة والمحافظات المصرية الأخرى. وكان الشيخ محمود يوسف رحمه الله ذو نشاط وحماس في حقل الدعوة الإسلامية وكان علي خلق طيب وكان أيضا يتسم بالسماحة وطيبة القلب ورقته في دعوته مع الناس وكذلك في تعامله مع الناس في الحياة اليومية وكان أيضا رحمه الله كريم ينفق ماله في سبيل الخير للناس . وفي عام 1970 تقدم الشيخ محمود يوسف رحمه الله للإذاعة المصرية لتلاوة القرآن بإذاعة البرنامج العام وبعد قبوله بالمسابقة ألغيت المسابقة لظروف خارجها لا نعرفها وقد عمل الشيخ يوسف في المباحث العامة فترة عام 1964 وعمل في شركة مصر للطيران من 1966 وحتى عام 1978م ، وقبل ذلك كان عضوا بمجلس الأمة سنة 1950م . والشيخ محمود يوسف رحمه الله بجانب عمله المذكور كان قارئ للقرآن الكريم وداعية في القاهرة والقليوبية والشرقية والجيزة وغيرهما . وحصل الشيخ محمود يوسف علي شهادة تقدير من محافظة القاهرة عام 1986م لمشاركته في التنمية الاجتماعية بالمحافظة وسلمها إليه اللواء يوسف صبري أبو طالب محافظ القاهرة حين ذاك . وقد زار الشيخ محمود يوسف رحمه الله دول السعودية وليبيا والكويت لتلاوة القرآن الكريم من عام 1985 وحتى عام 1987م وحج إلي بيت الله الحرام عام 1985م وهذا الشيخ الكريم رحمه الله أحيي ليالي قرآنية عديدة في القاهرة وخارجها وصوته من الأصوات الجميلة المحبوبة للنفس التي تتشوق إلي سماع آيات القرآن الكريم ، وقد ترك الشيخ محمود يوسف من الأشرطة القرآنية النادرة عند محبيه منهم كاتب المقال وعند كثير من أحبابه وأولاده منهم ابنه الأستاذ عمر يوسف ، وهذه الأشرطة النادرة عليها السور التالية سورة الزمر وطه والفرقان والنساء والشعراء والمائدة والأحزاب وهذه الأشرطة والتي مدتها 45 دقيقة وساعة ونصف . ولقد عرفت الشيخ محمود يوسف رحمه الله واستمعت لتلاوته ووعظه الجميل لمدة 16 سنة من عام 1980 وحتى 1995م ومن ضمن ما سمعته في أحد خطبه والتي هي بعنوان ( الجنة يدخلها الكرماء من الناس ) والي ألقيت في مسجد النور بحي عين شمس عام 1982م في صلاة الجمعة من شهر مارس من السنة المذكورة فقال رحمه الله ما نصه ( يجب علي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يكونوا كرماء مع جيرانهم وأرحامهم وأحبابهم والناس أجمعين كما كان يفعل سيد النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم مع الناس فقد كان صلي الله عليه وسلم كريم مع كل الناس ثم أضاف الشيخ محمود يوسف رحمه الله وقال أن الله تبارك وتعالي من أسمائه الحسني الكريم والله كريم مع خلقه ومخلوقاته جميعا سبحانه وتعالي ونبيه المصطفي كان لا يمنع شيئا عنده لكي يعطيه للناس فقد كان الرسول عليه السلام يعطي المال والطعام والشراب والملابس وغيرها للفقراء وغير الفقراء وكان يطعم الجوعي والعطشان ويستضيف الناس عنده ليتناولوا الطعام معه وكان يتصدق بكل ما عنده صلي الله عليه وسلم للناس وهو القائل في الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجه والطبراني والسيوطي وغيره ( الكريم قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد عن النار ، والبخيل فهو بعيد عن الله بعيد عن الناس بعيد عن الجنة قريب من النار) . ثم أضاف الشيخ محمود يوسف رحمه الله وقال أيها المسلم القادر إذا كان عندك اللحم والخضراوات فذد من الماء علي اللحم حتى يكثر المرق ثم أغمز الخبز في هذا المرق مع إضافة الأرز ثم أعطي لجارك وأرحامك من هذا الطعام الطيب فإذا فعلت ذلك العمل الجميل ابتغاء مرضاة الله تبارك وتعالي تكون إن شاء الله تعالي من الفائزين بالجنة يوم القيامة فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يقول ( أيها الناس أفشو السلام وصلوا الأرحام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام) رواه الإمام الترمذي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه . ثم قال رحمه الله تعالي أن الجنة يدخله يوم القيامة الصادقين والمخلصين من الناس في أعمالهم الصالحة في الحياة وكذلك الساعين في قضاء حوائج المحتاجين من الناس ). فالخلاصة أن الشيخ محمود يوسف رحمه الله كان قارئ من القراء الممتازين ومن أصحاب القراءة السليمة في الليالي القرآنية في المساجد والمأتم ودروس العلم وكان عالم كبير من دعاة الوسطية والتنوير في مصر العزيزة . توفي الشيخ محمود يوسف مسعود يوم 24/3/1996م ودفن بالقاهرة . اللهم أغفر للشيخ محمود يوسف وأرحمه وأرفع درجته في عليين وأجعله عندك من المرضيين في جنات النعيم وأغفر له ولنا أجمعين وألي لقاء آخر مع نجم من نجوم دولة التلاوة المصرية العريقة .