إنه القدر الذي أتى بأشياء ومضى بأشياء كان انتهائها بدء جديد في الحياة .. والحياة كبد لا راحة فيها إلا بعد مشقة للبدن وعناء للجوارح ما خلا الخيال .. ففي الخيال لذة صامتة لا معاناة فيها ولا كبد .. وفي الخيال أشياء يجب أن تبقى صامتة في ماضيها وفي حاضرها ومستقبلها .. فإن خرجنا عن صمت الخيال لننطق بسؤال مما راود خيالنا عن مستقبلنا: هل تستطيع مصرأن تكون الدولة العظمى؟ .. فبديهي أن يعتبر المثقفين هذا السؤال قد أتى من خيال .. ومنطقي أن ينظر الاقتصاديين في الاستحالة .. ومتوقع أن تنصب إجابة المحبطين في السخرية .. وبالتأكيد إجابات محدودي الفكر أصحاب الفهم البطئ تأتي منقولة كعادتهم عن بوستات وآراء المثقفين والاقتصاديين والمحبطين .. أما إن أتت إجابة أخرى بنعم .. نعم تستطيع مصرأن تكون الدولة العظمى .. فبهذه الإجابة نكون أمام احتمالين .. إما هؤلاء مجانين .. وإما هم أصحاب عقول فذة .. لذا يجب أن نعرف موقعهم في الاحتمالين بسؤال نقول لهم فيه: كيف تستطيعون ذلك وأنتم فقراء تقفون في مصاف العالم الثالث المتخلف؟ ولأني في صف أصحاب العقول الفذة .. ومع إجابتهم أن الفقر ليس عيبا إنما العيب أن تظل فقير تارك الأسباب الإلهية التي سببها لك رب العالمين في السعي والعمل والبناء .. وهي التى إذا أخذنا بها نستطيع .. واستطعنا أن نشاهد محطات الكهرباء الكبرى التي أنارت مصر دون انقطاع لنصدر الفائض .. واستطعنا التنقيب فظهر بمدد الله حقلي الغاز ظهر ونور من أكبر حقول الغاز في العالم وربما الأضخم مازال في خفاء .. وأقمنا محطات الطاقة الشمسية والألف مصنع ومدينة الجلود ومدينة الأثاث ومدينة المنسوجات وعشرات آلاف المشرعات الصغيرة للشباب .. وأنشأنا صوامع الغلال الكبرى .. ومددنا شبكة طرق عملاقة تربط مصر كلها وجسور فريدة منها ما سجل في موسوعة جينيس .. ورأينا المدن الجديدة التي أقيمت في بر مصر .. ونشاهد بناء أكثر من عشرون مدينة جديدة كالعاصمة الجديدة والعلمين الجديدة بناطحات سحاب وفنادق لم نراها في مصر من قبل مع البرج الأعلى في العالم .. فاشتدت الحرب .. اشتدت الحرب واستمر الخونة على ظنهم هدم مصر حتى رأينا وجه أول العملاء يظهر في قنوات أعدائنا الخوارج يحاول معهم هدم مصر ضد الإرادة الإلهية التي حفظ بها سبحانه مصر من الفتن .. ليريد الله أن يكشف حقيقتهم وزيفهم وكذبهم .. واعترفوا .. ليكشف لنا سبحانه عن شريحة من محدودي الفكر أصحاب الفهم البطئ المتأثرين بالخوارج .. وبضرورة يحتاج هؤلاء إلى قبضة حديدية شديدة البأس تتوازى مع توزيع العائدات الاقتصادية التي تحدث عنها الرئيس .. وإن كنا نسابق الزمن وهذا يعطلنا فلا بأس .. فمازلنا في سباق مع الزمن .. ففي زمن قياسي استطعنا بناء أقوى جيش في المنطقة .. واستطعنا بناءعشرات آلاف الوحدات السكنية للقضاء على العشوائيات .. وحفرنا قنال السويس الجديدة وأنشأنا أنفاق القنال ومازال إتمام محور قنال السويس مع مشروعات سيناء الكبرى .. استطعنا بناء أكبر مجمع للأسمدة في الشرق الأوسط .. ومازلنا في بناء المفاعلات النووية وإصلاح المليون ونصف المليون فدان التى تقف على قمتها الصوب الزراعية الضخمة وغابتي النخيل بالخمسة مليون نخلة التي تمت زراعتها .. لقد استطعنا مشاهدة عودة مصر إلى إفريقا بعد عزل .. ورأينا تأييد أوروبي أميركي بعد ابتعاد مع الاقتراب الروسي والصيني .. وكما استطعنا توزيع الخبز بالمجان وانتهت طوابيره وطوابير اسطوانات الغاز والبنزين فقد استطعنا الكشف الطبي على المائة مليون مصري وعلاج أكثر من مليون مريض بفيروس سي مجانا مع العيون وجراحات الحالات الحرجة والآن تعمم منظومة التأمين الصحي الشامل في بعض محافظات مصر .. لقد استطعنا .. استطعنا بالله ولا مستحيل على الله .. وبالله نستطيع أن تكون مصر الدولة العظمى .. فالدولة العظمى هي التي تحكم العالم و تديره بعقول فذة يراها العالم بعظمة وقيمة الدولة العظمى كالتى شاهدها العالم في عصر يوسف عليه السلام من قصور مصر الفريدة .. ومصر تبني القصور الفريدة وسنبني بعد أن استقر في خيالنا عظمة مصر وتغنينا في ماضينا بتاج العلاء في مفرق الشرق الذي ألمحت إليه هديل ماجد في أغنيتها بقدراتها الجميلة في حاضر أخذنا فيه بالأسباب الإلهية فمدنا سبحانه بمدد منه ووهبنا كنوز في الأرض وسعة فهم بالله تهيئ لنا من امرنا رشدا فاستطعنا .. فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ.. وبالله نستطيع أن تكون مصر الدولة العظمى وتببني قصور الحكم الفريدة داخلها وكل بقاع الأرض .. وإنه القدر الذي أراد به سبحانه أن تكون مصر خزائن الأرض وجند مصر خير أجناد الأرض وحفظ أهلها برباط الذمة والرحم وسلمها لآخر الزمان من الفتن وجعل منبرها لسيد يُظهر للدنيا مصر .. بتاج العلاء .. باحث إسلامي علاء أبوحقه