جئتُ لكِ من بعد ممات محاربا عالمي محاربا الحروف والكلمات جئت مولودا من تلك النظرات التي تشطرني كلما عددت - في إيوانها – اللحظات وكلما قَبّلت عينيكِ تشقق جفن القمر واشتعلت الغابات وترضع البحور محارها لفم السماوات جئت لكِ.. واعلم أني سأكون شهيد عينيكِ ذكرى فقط على الصفحات * * * وعندما أتيت كنت آخر رجل من الزمن الجميل وما فكرت يوما في الرحيل جئت لأستشهد على شفتيكِ والعاشق يحيا عندما يكون قتيل واعرف أني وقفت ضد العالم وأن انتصاري مستحيل واعرف أني تجاوزت حد الغرائب وأن وجودي حيّا لحتى الآن يعتبر إحدى العجائب وحتما في النهاية ستُقطع رأسي من رمش عينيكِ الطويل وأفعل كل شيء لأجلك وأقنع نفسي أن ما افعله قليل * * * اعرف أن مماتي قدر وأنكِ في سجل حياتي أعظم الأقدار وموتي على شفاهك يعتبر شهادة وانتصار ووجودي تائه على قدميكِ دون صعق أو جنون مجرد حلم راودته الأفكار وأني حين اغمض عيني واستيقظ سيقطع السيّاف رأسي وسيدلى عليّ الستار * * * عندما جئت لكِ بُعثت من قلب أشجار التفاح وكنت أعرف وقتها أن بدايتي سهم من عينيكِ ونهايتي دموع وجراح وأني حين أقول (أحبكِ) ستنزعج القبيلة ويعلو الصياح وستحاربني سيوف وكتائب وتصعقني الرياح وأعلم أني اخترت هذا واخترت الجرح من رمش عينيكِ السفاح وسأظل آسير بين أناملك فلا العظماء رأوا ما رأيت ولا الملوك شاهدوا ما شاهدت فقد اخترت أن احضن حبكِ وسط الرماح واعلنت أن الموت بين ذراعيكِ أعظم الأرباح والآن .. ألقي برأسي بين يديكِ وأعرف أني لن يأتي عليّ الصباح