أحمد يسري عبد الرسول ترتدي الآن النظارةَ وترتدي معها قلبي وتنام النظارةُ على أجمل عيون وكلما نظرت لها يربكني يجلدني رمشها المجنون فتشرق من جلدي الشمسُ وتظل ساطعة على الجفون نظارتكِ وعيناكِ كطفلةٍ تكبر بين يدي كطفلةٍ تلعب وراء العدساتِ تفتت قشرة الكون تنفتح لها أبواب السماواتِ فتأخذني الغيرة من نظارتكِ وتأكل الغيرة كلماتي وإذا نظرت لها يومًا يشعلني رمشكِ الصاعق وأظل طوال الليل أطفئ نيران الغاباتِ على جلدي وثيابي وقلمي شظايا وعلى الدفاتر والصفحاتِ فتشرق المقل من نظارتكِ تارة وتنظر شمسًا وعالمًا من نافذة الكلماتِ يأخذ جفنكِ يدي ويعبر بيدي الشارع والعالم وأضواء السياراتِ فأجري كطفل حول نظارتكِ وتصعقني شفاهكِ بملايين الضحكاتِ * * * وفي بحر عينيك الأزرقْ أبحر بسفن من ورقْ وكلما تمزقت سفينة أذهب إلى سماء عينيكِ وأشتري من شمسها أوراقا من شفقْ فكيف أرتوي من مياه عينيكِ حتى آخر رمقْ وأغوص في الشفاه ولا أغرقْ وأصعد من قدميكِ إلى نظارتكِ ولا أنزلقْ * * * فكفى أنكِ عندما تنظرين لي يتغير المكان وعندما تلمحينني ينسى عنوانه الزمان فتضحى السماء فوق رأسي مجموعة تيجان فآكل لهيب الشمس وتمضغني الشطآن فكم تمنيت لو تنام نظارتكِ بين أحضاني وحيرتني عيني كيف أسقي النظارة حليب القمر من أجفاني ألا تريني أغرق في نظارتكِ والموج يأكل خلجاني لو تطلبين الجُزر والكون والبدر ستجديها دافئة في حناني فأسأل نظارتكِ أن ترجع البحار إلى حدودها وترجع جبالي إلى ودياني أرجوكِ أن تهديني لحظاتي المرتجفة وتعيديها إلى زماني فسامحيني إن طلبت من عينيكِ كطفل أن أرى بستاني وسامحيني إن تماديت في حلمي وشربت الماء من عينيكِ ورويت وجداني فأنا مجنون كلما نظرت لعينيكِ لا أعرف في الأرض مكاني فقد نُسف الجسر الذهبي ما بين تزلزلي واتزاني بلمحة من عينيك تذوب العينانِ * * *