أكد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، رفض الأعمال التخريبية والإرهابية الإيرانية التي طالت المياه الإقليمية لدولة الإمارات ومحطات ضخ النفط في المملكة العربية السعودية، مشددًا على أن الدول العربية والخليجية والإسلامية لا تقبل مثل هذه التصرفات. وقال الجبير - في مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين في ختام القمة الإسلامية بمكةالمكرمة - إن القمم الثلاث (الخليجية والعربية والإسلامية التي عقدت بمكةالمكرمة) أعطت رسالة واضحة على وحدة الصف فيما يتعلق بكل القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حيث أكدت أن الحل يجب أن يكون قائمًا على الشرعية الدولية والمبادرة العربية. وأشار إلى أن العالم الإسلامي يواجه تحديات كثيرة منها التطرف والإرهاب والطائفية والصراعات التي تحدث، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا هائلة، فالعالم الإسلامي يمثل ثلث البشرية ولديه مساحة كبيرة من الجغرافيا، فضلًا عن تمتعه بقدرات طبيعية هائلة وفرص أخرى يجب استغلالها لرفع المستوى المعيشي في الدول الإسلامية. وذكر أن هناك من يخرب هذه الفرص، ويسعى لنشر الطائفية ودعم الإرهاب، ويمد مليشيات إرهابية بصواريخ باليستية، وهناك من لا يحترم سيادة الدول والمبادئ التي قام عليها المجتمع الدولي، وهي إيران. وأوضح أن المملكة العربية السعودية تعمل دائمًا من أجل التنمية والرخاء وإرساء الأمن والاستقرار وتحسين الوضع المعيشي للشعب السعودي والعالم العربي وكذلك الأمة الإسلامية. كما تسعى كذلك إلى بناء جسور التواصل وتشجيع الاستثمارات والتجارة، وتمكين المرأة والشباب، وخلق بيئة ومناخ يسود فيه الإبداع لتحسين المستوى المعيشي. وردًا على الاتهامات الموجهة لإيران، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، إن أي دولة لا تريد أن تكون معزولة عن المجتمع العالمي أو من مجتمعها نفسه، مضيفًا أن العالم الإسلامي يرفض تصرفات إيران، و"يقول لإيران كفى إذا أردتي ان تكوني دولة ذات احترام عليك أن تتبني سياسات تؤدي الى احترام الناس". وأشار إلى أن قتل الدبلوماسيين وتفجير سفارات وزرع خلايا إرهابية في دول أخرى، وتهريب سلاح ومتفجرات لدول أخرى ودعم مليشيات إرهابية تسيء للمدنيين، وتطلق صواريخ باليستية على المدن، هذا ليس تصرف دولة تريد أن تعيش وتنال احترام دول الجوار. وقال الجبير، إن العالم الإسلامي عزل إيران ويقول لها لا نقبل بتصرفاتك، مؤكدًا أن إيران تعتبر الدولة الأولى الراعية للإرهاب وتخضع لعقوبات شديدة من المجتمع الدولي. وأوضح أن المجتمع الدولي يبعث رسالة لإيران في حالة استمرارها في هذا المنهج، فإن العقوبات سترتفع، والثمن سيكون أعلى. وطالب الجبير، النظام الإيراني بالتركيز على تحسين الوضع المعيشي للشعب بدلًا من أن ينفق قدراته علي دعم الإرهاب والدمار والقتل، مضيفًا: مسئولية الحكومات أن تراعي شعبها وتركز على التنمية والأمن والاستقرار والسلم وليس على القتل والدمار والتخريب. وقال الجبير، إن الإسلام دين وسطية ودين اعتدال، مضيفًا: كما قال ولي العهد السعودي لا نحتاج إصلاحًا في الإسلام.. نود أن نرجع إلى أصل الإسلام فهو دين محبة وتسامح ووسطية.. لا إكراه في الدين وهذا هو الإسلام الصحيح والمملكة تعمل عليه الآن عن طريق برامج تعليم ومركز (اعتدال)، وعن طريق العمل مع المؤسسات الإسلامية الدولية لإظهار للعالم ما هو الإسلام الحقيقي. من جانبه، قال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، إن الاستجابة للقمم الثلاث التي عقدت في مكةالمكرمة كانت سريعة للغاية، مشيرًا إلى أن ذلك يعكس مكانة المملكة العربية السعودية وقيادتها الروحية في العالم الإسلامي. وأكد العثيمين - خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في ختام القمة الإسلامية بمكةالمكرمة - أن تنظيم القمم الثلاث في فترات متقاربة يؤكد قدرة المملكة العربية السعودية على تنظيم مؤتمرات كبيرة، مشيدًا بالجهود التي بذلتها المملكة من أجل نجاح هذه القمم المهمة. وأشار إلى أن هناك تشابهًا بين ما صدر من نتائج عن قمة مجلس التعاون الخليجي والقمة العربية والقمة الإسلامية; لأن هناك الكثير من القضايا المشتركة بين الدول العربية والخليجية والإسلامية مثل القضية الفلسطينية وقضايا الإرهاب والتنمية. لافتًا إلى تلقي رسالة دعم لمؤتمر القمة الإسلامية من الرئيس الصيني، شي جين بينج.