و حياة الشاعر المهندس على محمود طه ولد في المنصورة عام 1902. لأسرة متوسطة الحال والتحق بالكتاب أولاً ثم بالمدرسة الابتدائية وقبل إتمام دراسته الثانوية التحق بمدرسة الفنون والصنائع وتخرج منها عام 1924 . ثم عين مهندساً معمارياً ببلدية المنصورة وكانت اخر وظيفه له كانت وكيلا لدار الكتب وكانت تلك الهيئه الملجا الاخير للادباء حافظ ابراهيم والهمشرى وصالح جودت وتوفيق الحكيم وطه حسين وابراهيم ناجى واحمد حسن الزيات وغيرهمشرع في نشر شعره منذ عام 1933 وانتقل إلى القاهرة ليعمل مديراً للمعهد الخاص بوزارة التجارة ثم مديراً لمكتب الوزير بها . وعمل بعد ذلك بسكرتارية مجلس النواب . قام برحلات كثيرة إلى أوروبا منذ عام 1938 كان لها أثر بالغ على شعره . توقف لمدة خمس سنوات عن العمل بالحكومة ثم عاد إليه عام 1949. شاعر مصري يلقب بشاعر الحب والجمال . وقد عرف بتعلقه بالحياة وإقباله على كل جميل وممتع فيها وعشقه للطبيعة وغرامه بالموسيقى وشعره يعكس ذلك كله لنجد البساطه فى التعبير والرشاقه فى الاسلوب والالفاظ وغناء بالطبيعه الجميله والريف الساحر ولا ننسى ونغفل ابيات قصيدة كليوباترا يا ضفاف النيل بالله ويا خضر الروابىهل رايتن على النهر فتى غض الاهاباسمر الجبهه كالخمر فى النور المذابسابحا فى زورق من صنع احلام الشباب . ترك علي محمود طه 5 دواوين شعرية و مسرحيتين شعريتين تغلفهم النزعه الرومانسيه ومن دواوينه " أرواح وأشباح " 1942 ويهديه الى صديقه الكاتب احمد الصاوى تحيه لادبه وحبه له و " ليالي الملاح التائه " 1940 و" الشوق العائد " 1945 و " شرق وغرب " 1947 وأخيراً " أغنية الرياح الأربع " 1948 . يقول بعض الذين كتبوا عن علي محمود طه : أنه يعتبر ثمرة من ثمار المدرسة الحديثة في الشعر التي حملت تيارات مطران وشكري وفي نفس الوقت فقد تأثر بشعراء المهجر وبالشعراء الرومانسيين الفرنسيين أمثال " بودلير " و " فرلين " . وحينما يذكر علي محمود طه يذكرنا بالدكتور إبراهيم ناجي فيقال الطبيب الشاعر عن ناجي والمهندس الشاعرعن طه وما يفيد أن الازدواج بين العلوم والآداب أمر قائم وممكن . لم يضع علي محمود طه في دنيا الرومانسية وأحلامها بل لقد التفت إلى الواقع وعايش الأحداث وشارك الناس اهتماماتهم . وتوفرت لعلي محمود طه في شعره جزالة الألفاظ وعذوبة إيقاعها مما جعل الملحنين يتسابقون لتلحين هذا الشعر الجذاب وكلنا يذكر أن قصائد ( الجندول وفلسطين و كليوباترا ) غناهما الموسيقار محمد عبد الوهاب وثمة قصائد وأشعار أخرى دخلت عالم الغناء وخلدت هذا الاسم الكبيروالذى باغته القدر وتوفى 17 نوفمبر 1949اسكنه الله فسيح جناته بحار كل الفنون وجيه ندى 01204653157