في ستينات القرن الماضي أخرج الفلسطينيون من بين الخيام والحطام منظمة التحرير الفلسطينية التي ضمت عدة تنظيمات وفصائل فلسطينية كان هدف أكثرها تحرير فلسطينالمحتلة من قبل الصهاينة الإسرائيليين ، وتمكين الشعب الفلسطيني داخل فلسطين والشتات من حقوقهم الوطنية المشروعة ، رغم المأساة والضربة الموجعة التي تلقتها منظمة التحرير الفلسطينية من بعض الدول العربية القومية التي غرست داخلها بعض الفصائل الفلسطينية الاسم والإقليمية الهوى والتوجه لبلبلة الموقف الفلسطيني الوطني ، ولمنع قيام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، التي قيامها واستمرارها ضروري لانتصار القضية الفلسطينية وللمساهمة بتحرير فلسطين ، ولمحاولة مصادرة القرار الوطني الفلسطيني لمصلحة الدول المعنية القائم وجودها واستمرار نظمها أصلا على دوام معاناة الشعب الفلسطيني واستمرار فصول القضية الفلسطينية دون حل . فقد ساهمت منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ، ساهمت بشكل كبير في المحافظة على القرار الوطني الفلسطيني مستقلا رغم الظروف المحيطة والمحن والفتن وقطع الليل المظلم التي لفت النضال العربي ، بل وقامت بدورها الكبير في صقل الشخصية الوطنية وإبراز الهوية الفلسطينية وجعلها تنسجم مع الشخصيات الوطنية للشعوب العربية وتتناغم مع الخصوصيات الوطنية للنظم والدول والحكومات العربية ، وساهمت كثيرا بنشر الفهم الوطني والقومي والمصطلح الثوري التحرري بين الشعوب العالمية التواقة للحرية والساعية للمجد والتحرر والاستقلال . ومن شر البلية ما يضحك ، ففي مطلع هذا القرن الناري الذي أراده الغرب حارقا للوطنية وماحقا للقومية وماسحا للشخصية للفرد والنظام العربي الرسمي ، والذي يعتبر واقعا المدخل الكريه لزمن الرويبضة العرب الصانعين لمجد إعلامي زائف على حساب المجد التليد والخاطين لتاريخ مسخ مقرن على حساب تاريخ الخالدين ، والناسخين ثورات الحرية والاستقلال بثورات حب العبودية والركون للاستعمار التي مخرجها الصهيوني برنارد هنري ليفي ، ومفتيها المليونير القرضاوي ، وأبطالها متأسلمين ومخدوعين ، وضحاياها تاريخ وحاضر شعوب ومستقبل أوطان نقلوها ويعملوا من واحة الحرية إلى عهود الوصاية والاستعمار ، ففي مطلع هذا القرن الذي حذر من قدومه رسول البشرية والإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، أخرجت لنا قطر فاتنة العرب وعاشقة الغرب وقائدة الخليج فصائل التحرير الثورية ، العربية الوسائل والأذرع واللهجات ، القطرية الإعداد والمال والإخراج ، الغربية والإسرائيلية الأهداف والوسائل والسلاح . تضم هذه الفصائل العربية الثورية التي مارست وتمارس كل وأبشع أنواع القتل والإرهاب ضد الجماهير العربية عدة فصائل ركبت ظهر الشعوب واعتلت منابر رسول الله ، مسلحة بالسلاح والعقائد والمسلكيات الغربية ، وتهدف لتدمير الجيوش العربية مهما كانت عقائدها وتشكيلاتها تحت حجة التخلص من كتائب الفرد الزعيم ، ولاقتلاع وتدمير الدول بحجة الخلاص من الأنظمة ، ولتحطيم الشخصية والروح المعنوية والوطنية للأمة العربية بحجة صناعة أيضا ثوار ، ولإنهاء وشطب القضية الفلسطينية والتي غابت عن ساحة الأحداث والجامعة وميادين التحرير ، برز من بين هذه الفصائل والمليشيات الثورية كما أرادتها قطر وأسمتها الجزيرة ، فصيل تحرير ليبيا الذي حقق الانتصار أخيرا بفضل ضربات الناتو ومخازن السلاح واللسان في العيديد والسيلية والجزيرة في قطر ، وبعد الانتصار وبغياب الإعلام الذي توجه لسوريا ليكمل مهمته ، تمارس هذه المليشيات التي غدت ممالك قمعية فاشية كل أنواع القتل والتنكيل والمجازر بحق قرى كاملة وعائلات وقبائل وأفراد تحت تهمة (فلول وبقايا النظام ) . ومن بين الفصائل الأخرى التي تلبس البرقع العربي وتضع الأقنعة الثورية والتي تتأهب للانقضاض على أوطانها بعد أن نال من وطنيتها الدرهم والدولار ، فصيل سوريا الذي يلهث وينادي كما نادى توأمه فصيل ليبيا ( أين الناتو ييجي توا ويضرب ) ؟؟؟ أين جنود الله الغربيين ينقذونا ولهم منا سوريا هدية ؟؟؟ . [email protected]