ندوة توعوية لمركز التنمية الشبابية بالإسماعيلية حول حقوق ومسؤوليات ذوي الهمم    تدشين مبادرة «صحح مفاهيمك» بأسيوط    رئيس حزب المصريين: الاتحاد الاقتصادي لتحالف الأحزاب خطوة تعزز التنمية وتخدم المواطن المصري    البورصة المصرية تختتم تعاملات اليوم بارتفاع وربح رأس المال السوقي    محافظ المنيا يتفقد قافلة لبيع السلع الغذائية الأساسية بأسعار مخفضة    أيمن عرب: خطة تطوير المطارات تستهدف مضاعفة الطاقة الاستيعابية لمطار القاهرة    الملك فيليبي السادس: مصر شريك سياحي استراتيجي وإسبانيا تستقبل 94 مليون زائر سنويًا    "كاف" يوافق على تغيير موعد تصفيات كأس الأمم تحت 17 سنة    وصول حافلة الزمالك لاستاد هيئة قناة السويس لمواجهة الإسماعيلي    كشف ملابسات مصرع طفلة داخل منزلها بأوسيم    محافظ المنيا: حملات مستمرة للتفتيش على الأسواق    ميناء أثري مغمور يعيد رسم تاريخ السواحل البطلمية بالإسكندرية    تفاصيل عرض 3 أفلام عربية طويلة بالمغرب    نائب وزير الصحة: نستهدف الوصول بمعدل الإنجاب إلى 2.1 طفل في 2027    وزير الرياضة: قطاعا الصحة والرياضة ركيزتان لبناء الإنسان المصري    بعد سرقتها وصهرها وبيعها للصاغة.. 5 معلومات عن إسورة الملك أمنمؤوبي    ما حكم تبديل سلعة بسلعة؟.. أمين الفتوى يجيب    الرئيس الكازاخي لوفد أزهري: تجمعني علاقات ود وصداقة بالرئيس السيسي    الهولندي أرت لانجيلير مديرًا فنيًّا لقطاع الناشئين في الأهلي    مشاهدة مباراة برشلونة ونيوكاسل يونايتد اليوم في دوري أبطال أوروبا عبر القنوات الناقلة    المقاولون العرب يكشف عن هوية المدرب المؤقت بعد رحيل محمد مكي    ليس صلاح.. كيليان مبابي يتوقع الفائز بجائزة الكرة الذهبية    جامعة أسيوط تجدد تعاونها مع الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية في المجالات الأكاديمية والبحثية    مظلة ردع نووي.. إعلام سعودي يحتفي باتفاقية الدفاع مع باكستان    أمطار ورياح.. بيان عاجل بشأن حالة الطقس غدا: «اتخذوا كافة التدابير»    تأجيل نظر تجديد حبس "علياء قمرون" بتهمة خدش الحياء العام ل 20 سبتمبر    سحب 961 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    رغم الحرب والحصار.. فلسطين تطلق رؤيتها نحو المستقبل 2050    بكين: لن نسمح باستقلال تايوان والعالم بين السلام والحرب    بعد توالي المآسي القومية.. ترامب وأوباما حالة من التناقض (تقرير)    بخسارة وزن ملحوظة.. شيماء سيف تخطف الأنظار برفقة إليسا    «هربانة منهم».. نساء هذه الأبراج الأكثر جنونًا    "التعليم العالي": التقديم الإلكتروني المباشر لطلاب مدارس التكنولوجيا التطبيقية للقبول بالجامعات    استمتع بصلواتك مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18سبتمبر2025 في المنيا    الإمام الأكبر يكرِّم الطلاب الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18-9-2025 في بني سويف    هل تواجد امرأة في بلكونة المسجد وقت العذر الشرعي يُعتبر جلوسا داخله؟.. أمين الفتوى يوضح    البورصة المصرية تربح 15.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس    الكابينة الفردي ب850 جنيهًا.. مواعيد وأسعار قطارات النوم اليوم الخميس    الصحة: تقليص معدل الإنجاب وتحسين الخصائص السكانية في 7 محافظات    الاثنين.. استراحة معرفة- دبي تناقش رواية «سنة القطط السمان» لعبد الوهاب الحمادي    سرقتها أخصائية ترميم.. الداخلية تتمكن من ضبط مرتكبى واقعة سرقة أسورة ذهبية من المتحف المصرى    إصابة 4 أشخاص إثر انقلاب سيارة في الوادي الجديد    هل اقترب موعد زفافها؟.. إيناس الدغيدي وعريسها المنتظر يشعلان مواقع التواصل    يوفنتوس يتحرك لضم برناردو سيلفا من مان سيتي    «الري»: خرائط لاستهلاك المحاصيل للمياه للوفاء بالتصرفات المائية المطلوبة    ملك إسبانيا في الأقصر.. ننشر جدول الزيارة الكامل    سرداب دشنا.. صور جديدة من مكان التنقيب عن الآثار داخل مكتب صحة بقنا    ديستيني كوسيسو خليفة ميسي ويامال يتألق فى أكاديمية لا ماسيا    التأمين الصحي الشامل: 495 جهة حاصلة على الاعتماد متعاقدة مع المنظومة حتى أغسطس 2025    جبران: تحرير 3676 محضرًا خاصًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 5 أيام فقط    مورينيو يرحب بالعودة لتدريب بنفيكا بعد رحيل لاجي    «أنتي بليوشن» تعتزم إنشاء مشروع لمعالجة المخلفات البحرية بإستثمارات 150 مليون دولار    مصر وروسيا تبحثان سبل التعاون بمجالات التعليم الطبي والسياحة العلاجية    ملك إسبانيا: المتحف الكبير أيقونة مصر السياحية والثقافية الجديدة    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين عبر قافلة «زاد العزة» ال 40    الشرع: أمريكا لم تمارس الضغط على سوريا.. والمحادثات مع إسرائيل قد تؤدي لنتائج الأيام المقبلة    سعر الأرز والفول والسلع الأساسية في الأسواق اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاكمة النظام الرجعي العربي!!!
نشر في شباب مصر يوم 10 - 09 - 2011

المحاكمة المثيرة التي تتعلق بالرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك تعتبر المرآة العاكسة لمحاكمة النظام الرجعي العربي بأسره من المحيط الى الخليج، وهي نتيجة منطقية لمسيرة غير منطقية لهذه الأنظمة الرجعية التي إمتطت ظهر الشعوب العربية منذ مطلع الخمسينات وحتى تاريخنا هذا.
هذه الانظمة والتي جاءت اغلبها عبر إنقلابات عسكرية أو على ظهور دبابات مدرعة مدعية إنها قامت بثورات لصالح شعوبها على طريق الحرية والتنمية والرخاء والنماء والديمقراطية وبناء القوة اللازمة لحماية الارض والعرض والشرف للإنسان على إمتداد الوطن العربي، ولقد ثبت وبالدليل القاطع بطلان هذه الإدعاءات إستنادا الى الوقائع التاريخية طوال الخمسين عاما الماضية.
لقد كانت القضية الفلسطينية على مدار هذه الحقبة التاريخية بمثابة قميص عثمان الذي رفعه هؤالاء الانقلابيون أمام شعوبهم وعساكرهم وقادة امنهم، وأحالوا قضية فلسطين وشعبها برمتة الى تجارة وسوق للمزايدات بغية تحقيق أهدافهم الدنيئة في الوصول الى سدة الحكم، ومن ثم إستعباد شعوبهم والنيل من كرامة وحرية وتقدم ونماء هذه الشعوب المغلوب على أمرها.
لقد تعرضت جماهير وشعوب الامة العربية الى اكبر عملية خداع وتضليل حينما صدقت هذه الشعوب وعود هذه الانظمة من خلال الشعارات البراقة والفضفاضة التى رفعتها وعلى رأسها تحرير فلسطين من الغزو الصهيوني، وحقيقة الامر ان هؤلاء الانقلابيين سقطوا في كل الاختبارات والحروب التي خاضوها في مواجهة اسرائيل، وبدلا من التحرير المزعوم فقدنا الجزء المتبقي من فلسطين التاريخية في كل من الضفة والقطاع والقدس وداخل الخط الاخضر، بل أن هذه الانظمة ولسوء تدبيرها وسوء استعدادها اضاعت اراضي عربية أخرى إحتلتها اسرائيل عام 1956 في سيناء والجولان.
لقد كان ضياع الارض وسلسلة الهزائم التي لحقت بالامة العربية نتيجة منطقية وطبيعة لغياب الديمقراطية ومصادرة الحريات وتكميم الافواة التي مارستها الانظمة القمعية الرجعية الانقلابية العربية بحق شعوبها ممثلة بشبابها ومثقفيها واعلامييها وصحفييها وشعرائها وفنانيها، فالزعيم الرمز ومن خلفة الحزب القائد هو الذي يفكر ويقرر ويدبر ويخطط وينفذ نيابة عن شعبه فيقرر الحرب ويجنح للسلام ويتحكم في مصادر وثروات البلاد والعباد، أما الشعوب المقهورة والمغلوب على أمرها فهي اما مغيبة او مهمشة ومهمتها فقط تنحصر في البحث عن لقمة العيش وعلبة الدواء والخروج في مظاهرات التاييد والمبايعة للحاكم الفلاني والأمير العلاني، فالشعب يشجب ويدين ويستنكر لكل اشكال الاستعمار والمؤامرات الخارجية التي تحاك ضد أنظمتها التقدمية الوحدوية العروبية الثورية" سبحان الله"
الادهى من ذلك أن هذه الانظمة الرجعية العربية دخلت في سلسلة من الإنقلابات العسكرية اللاحق منها يخون السابق ويتهمة بالفساد والتآمر، فيتم القاء القبض على البطانة السابقة برموزها وشخوصها ويقدمهم للمحاكمات الصورية بتهمة الخيانة العظمى... وهكذا يفعل كل انقلابي جديد بالذي قبله وما اكثر الانقلابات الى الحد الذي قيل فيه على سبيل المزاح، أن أول ضابط يصحو مبكرا يقود إنقلابا عسكريا، والاهم من ذلك ان قيادة هذا الانقلاب تاتي ببرامج اقتصادية واجتماعية وثقافية وامنيا وعسكريا جديدة وباطقم بشرية جديدة وقريبة منها مما يشكل ارباكا للتنمية الاقتصادية، ويضيف اعباء وظيفية جديدة ويحيل حياة المجتمع بمن فيه الى حالة الارباك والفوضى وسوء التنظيم والادارة والتخطيط للمستقبل.
على مستوى العمل العربي المشترك فقد صنفت هذه الانظمة العالم العربي الى مستويين، ووضعت نفسها في مرتبة الدول التقدمية والثورية والتحررية المناوئة للاستعمار والصهيونية والإمبريالية، والمستوى الثاني هي الانظمة الملكية الرجعية التي ساهمت بشكل كبير في ضياع فلسطين والتآمر مع الاستعمار العالمي وبالتالي ومن اجل النهوض بالامة العربية وتحرير فلسطين فلابد من التخلص من هذه الانظمة الرجعية وتحريض شعوبها عليها، واذا امكن الاستعانة بالقوة العسكرية للاطاحة بهذه الانظمة.
عدا عن الصراعات العربية العربية فلم يكن الصراع داخليا فقط في القطر الواحد، بل اصبح الصراع بين هذه الانظمة وتلك، وتحول الامر الى جدل داخل البيت العربي واتهامات من هنا تقابلها اتهامات من هناك، واصبحت الامة العربية كلها من المحيط الى الخليج تدور في جدل بيزنطي، بينما الاعداء الحقيقيون يتربصون بالامة العربية وثرواتها، فيقتحمون القلعة العربية ويقتطعون الارض شيئا فشيئا وينهبون ثروات الامة وخيراتها.
لقد استغرق كل ذلك عدة عقود منذ اواسط الخمسينات وحتى الان دفعت امتنا العربية من خلالها أثمانا باهظة من احتلال للارض وامتهان لكرامة الانسان العربي ومظاهر تخلف في كل الميادين ومناحي الحياة، وتراجع موقع الامة العربية الى مرحلة متأخرة جدا في مصاف الامم والشعوب، بعد ان كانت هذه الامة في الصفوف الاولى بين الشعوب والامم.
كانت النتيجة المنطقية لمسيرة هذه الانظمة الرجعية العربية هي تلك التي تمقلها حلالات كثيرة في بعض دولنا العربية كالعراق والسودان وليبيا ولاحقا سوريا واليمن ومصر، وبدلا من ان يضمنوا انظمة هذه الدول ثروات البلاد وكرامة العباد، ها نحن نرى تقسيم بعض الدول الى كنتونات عرقية ودينية ومذهبية، وكذلك نرى بترول هذه الدول وثرواتها وقد اصبح بين يدي الامريكان والبريطانيون ودول الناتو وعملاء اسرائيل، يتحكمون في كل قطرة من قطراتهم ونرى الموت والدمار والتخريب يطال كل شارع وكل حي ومدينة، وتحول السوريون والليبيون والعراقيون واليمنيون والمصريون والسودانيون والتونسيون والجزائريون الى نازحين ولاجئين في اوطان العم سام، وخرجت بعض الماجدات العربيات من استارهم الى شوارع مدريد وبون وامستردام وباريس واستطنبول متشردات متسولات، وتحولت انظمة هذه الدول ورموزها الى مجموعة رهائن في قفص بانتظار محاكمات عادلة من ثوار هذه الدول.
كاتب صحفي وباحث إعلامي
عضو الإتحاد العربي للإعلام الإلكتروني
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.